الشهيد المهندس عدنان الغول
وعانق الشهيد أمنيته ليلتحق بركب الصديقين شهيداً تخضب دمائه عطر الأرض وريح المسك وعبق الشهادة وطهرها على تراب فلسطين وهذا الشهيد القائد المهندس عدنان الغول أبو بلال روح ارتقت لتقابل الأنبياء والصديقين والشهداء..
هو قائد وحدة التصنيع في كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس
هو كبير مهندسي كتائب القسام…الرجل الذي أمضى معظم حياته مطارداً، واستطاع أن ينقل المقاومة الفلسطينية نقلة نوعية من خلال تصنيع أسلحتها محلياً في ظل الحصار المفروض وشح السلاح الذي يقاومون به أقوى ترسانة أسلحة في الشرق الأوسط .
القسام و الياسين و البتار أبرز إبداعات عدنان الغول, الشهيد الذي رحل قبل تحقيق حلمه بتصنيع صاروخ مضاد للطائرات كانت بصماته وآثاره باقية بقوة من خلال السلاح الذي يحمله مقاومو اليوم، يقارعون به الاحتلال الصهيوني .
الميلاد والنشأة
في مخيم الشاطئ وقد كان المخيم يمثل اللبنة الأولى والهم الأول للقائد عدنان الغول في ظل الاحتلال والغطرسة الصهيونية الغاشمة… وفي أحضان الفقراء ولد الشهيد القائد في مدينة غزة يوم 24/7/1958م، كان عدنان أصغر أخوته
صاحب الحقيبة
بدأ عمله في إعداد وتصنيع السلاح من الصفر، ومنذ أول تجربة أجراها كان لديه إصرار غير عادي على أن تمتلك المقاومة السلاح، وبكل تواضع كان يتحرك بين خلايا المجاهدين حاملاً حقيبته.
مجاهد قسامي من أوائل الذين عملوا مع الشهيد عدنان الغول يقول عن حقيبة المهندس التي لم تكن تفارقه: كان يضع فيها دائما ساعة فحص وأسلاكاً وأدوات كهربية، ويضيف: ‘ منذ بداية علاقتي به عام 1988م كان رحمه الله يحرص على تدريبنا على ما يعرفه، كان شعلة نشاط لا تكل، وبدأ يذيع صيته في صفوف الخلايا التي يتعامل معها، حتى أصبح المرجعية في مجال التصنيع والسلاح في كتائب القسام، بل مرجعية المقاومة الفلسطينية فيما بعد.
أما النقلة النوعية في مجال السلاح التي تمكن الشهيد الغول من تحقيقها فكانت في إعداد أول قنبلة يدوية، حيث اجتهد في تشكيل مادة ال TNT التي كان يضعها في كأس حتى تأخذ شكل القنبلة، ورغم شح وضعف الإمكانات المتوافرة إلا أنه تمكن من تصنيع عدد من القنابل.
أحد مقاتلي كتائب القسام يقول:’ القنابل اليدوية كانت بمثابة البذرة لكافة الأسلحة المصنعة محلياً بعد ذلك، وأبو بلال كان أول من أقام مصنعاً لإنتاج القنابل اليدوية، التي عمل علي تطويرها ـ في وقت لاحق ـ بشكل فني وحرفي جعل إنتاج حماس من القنابل اليدوية يضاهي الأنواع الأخرى من القنابل المعروفة’.
وأضاف القسامي: من الأسلحة التي عمل عليها من البداية قذائف الأنيرجا، حيث أجرى تجارب لهذا السلاح قبل انتفاضة الأقصى، واستطاع أن ينتج منه لاحقاً آلاف القذائف
صواريخ القسام
الشهيد عدنان الغول ‘أبو بلال ‘ انطلق بعد ذلك في تصنيع السلاح، فانتقل إلي تصنيع قذائف الهاون، ثم عمل على مشاريع القذائف المضادة للدروع، فصنع صاروخ البنا، ثم انتقل إلي محطة في غاية الأهمية في سيرته الجهادية من خلال تصنيع صواريخ القسام على مختلف أبعاد مداها، فلقب بـ ‘أبو صواريخ القسام’، وقد جد في تحسين قدراتها في العامين الأخيرين وتفادي الأخطار التي يمكن أن تصيب المجاهدين، والمتمثلة في طائرات الاحتلال التي كانت تستهدفهم، وبعدما كان يتم الإطلاق عن طريق الدائرة الكهربية التقليدية من خلال السلك تمكن الشهيد أبو بلال من تحويل الدائرة للعمل من خلال التوقيت، حيث يتم تحديد وقت الإطلاق وينصرف المقاومون من المكان، وبهذا لا تتمكن الطائرات من اصطيادهم.
ثم واصل أبو بلال عمله في مجال الصواريخ، ولكن في اتجاه القذائف المضادة للدروع، فتمكن من تصنيع البتار الذي استخدمه المقاتلون في الاجتياحات، وحقق نتائج جيدة في مواجهة قوات الاحتلال.
أما أهم المشاريع التي تمكن من إنجازها قبل استشهاده ـ وظهرت بشكل متميز في تصدي المجاهدين للعدوان على شمال القطاع ـ فهو سلاح الياسين، وهو مأخوذ عن فكرة آر بي جي 2 وقد كان هذا السلاح فعالاً في المعركة، ومكن المجاهدين من خوض اشتباكات ومعارك مع آليات الاحتلال أعطبت العديد منها، وينقل أحد المجاهدين عن أبي بلال أنه قال:
‘ لن يهدأ لي بال حتى يغرق قطاع غزة بهذا السلاح’.
وأما المشروع الطموح الذي كان يعد له قبل استشهاده فكان مشروع الصاروخ المضاد للطائرات وهو ما لم يتمكن من إتمامه، وكان مصمماً على تصنيع سلاح يواجه هذه الطائرات.
وكان الشهيد عدنان الغول دائما قريباً من الخطر والشهادة، لأن الخطأ الواحد في عمله معناه الموت، وقد أصيب بالفعل في إحدى تجاربه حيث انفجر صاعق في يده مما أدى إلي فقدانه بعض أصابعه.
المرجعية والتصنيع
أطلقوا علي الشهيد الغول أيضاً ‘أبو انتفاضة الأقصى’ التي صنع أسلحتها ووصلت لمختلف الفصائل والمقاتلين، كما اشتهرت وانتشرت مقولة في أوساط مجاهدي القسام: إن ‘أبو بلال’ يستطيع أن يصنع المتفجرات من الرمل.
لقد كان المرجعية الأولى في مجال الهندسة والتصنيع، حيث ترك خلفه مؤسسة من مئات المهندسين في التصنيع العسكري وعن ذلك يقول أبو عبيدة القائد في كتائب الشهيد عز الدين القسام:’ إن الشهيد القائد عدنان الغول ترك بصمات كبيرة، وخرج المئات من المهندسين القساميين الذين سيواصلون الطريق من بعده، وهم على أهبة الاستعداد أن يخلفوا قائدهم’
الاستشهاد
في تمام الساعة 9:05 ليلة الجمعة 22 –10-2004 استهدفت طائرة استطلاع بصاروخين على الأقل سيارة كانت تسير في شارع يافا وسط مدينة غزة أسفر عن استشهاد القائد في كتائب القسام عدنان الغول ‘أبو بلال’ وإصابة عدد آخر من المواطنين بجراح مختلفة، وبهذا حط أبو بلال رحاله في شهر رمضان المبارك.