الشهيد المجاهد “ياسر نصر الدين عصفور”: صفحات ناصعة من الجهاد والعطاء كتبت بالدماء
الشهيد المجاهد: ياسر نصر الدين عصفور
تاريخ الميلاد: الأحد 26 أكتوبر 1980
الحالة الإجتماعية: أعزب
المحافظة: رفح
تاريخ الإستشهاد: الجمعة 26 أكتوبر 2007
المولد والنشأة
في أحد أزقة مدينة رفح، وتحديداً في اليوم السادس والعشرين من شهر أكتوبر لعام ثمانين وتسعمائة وألف، ولد الشهيد ياسر نصر الدين عصفور، لعائلة فلسطينية مناضلة عاشت في قرية عبسان الجديدة بمحافظة خان يونس، حيث يعتبر شهيدنا ياسر الابن البكر لهذه العائلة المكونة من خمسة أبناء وست بنات.
ودرس الشهيد “ياسر” المرحلتين الابتدائية والإعدادية في مدارس بلدة بني سهيلا، ودرس المرحلة الثانوية في مدرسة بئر السبع الثانوية، قبل حصوله على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية من الجامعة الإسلامية بغزة، وقد أظهر شهيدنا منذ صغره تفوقا ملحوظا في دراسته.
صفاته وخلقه
وعن الصفات التي كان يتمتع بها شهيدنا “ياسر” قال والده: “لقد كان منذ نعومة أظفاره مواظبا على أداء الصلوات، بارا بوالديه مطيعا لهما، متفانيا في خدمة الآخرين وتقديم يد العون لهم”.
وتابع: ” لقد كانت سيرته تبعث في نفوس محبيه البشر والسرور، فعلى الرغم من صغر سنه إلا انه استطاع أن يقتحم القلوب ويسكن في وجدان من عرفوه، فابتسامته التي لا تكاد تفارق شفتاه تؤكد مدى طيبته وصدق نواياه، وحسن حديثه ولسانه الرطب بذكر الله يجسد معاني الإيمان، وشجاعته وإقدامه جسدتها دماءه الطاهرة التي روت ارض فلسطين.
وأبدى الشهيد ياسر التزامه في حضور مجالس العلم وكافة الأنشطة التربوية التي تنظمها حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين التي انتمى لها مبكرا، حيث قال أحد رفاقه المجاهدين:” لقد تميز ياسر منذ صغره بالهدوء وطيبة القلب والالتزام بتعاليم الإسلام العظيم، وقد عرف طريق المساجد منذ نعومة أظفاره، وكان محبوباً من الجميع، وكان يتمتع بجسم رياضي حيث ساهم في تشكيل فريق رياضي يحمل اسم الشهيد زياد أبو سعادة”.
مشواره الجهادي
انضم الشهيد ياسر “أبو معاذ” لحركة الجهاد الإسلامي في بداية انتفاضة الأقصى المباركة عام 2000، وشارك في بداية انضمامه لصفوف الحركة في الجانب الإعلامي والاجتماعي، كما وشارك في مختلف الفعاليات التي كانت تنظمها الحركة.وفي عام 2003، انضم شهيدنا “أبو معاذ” إلى صفوف سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، حيث تلقى العديد من الدورات العسكرية المختلفة، وأتقن استخدام السلاح والقنص.
وقال”أبو مجاهد” أحد مجاهدي سرايا القدس والذي كان مشرفاً على تدريب الشهيد ياسر: “إن شهيدنا عمل في بداية الأمر ضمن وحدات الرصد والمتابعة، والرباط على الثغور، وقد شارك في تلك الفترة في عمليات قنص لجنود صهاينة على طول الشريط الحدودي، كما وخاض الشهيد العديد من المعارك ضد قوات الاحتلال خلال توغلها في المناطق الشرقية لمحافظة خانيونس.
وأوضح أبو مجاهد أن الشهيد ياسر تميز بجرأته وبسالته خلال المواجهات مع قوات الاحتلال، حيث يسجل له مشاركته في استهداف العديد من الآليات الصهيونية بالعبوات الناسفة، إضافة إلى إطلاق العديد من صواريخ “القدس” باتجاه المغتصبات الصهيونية.
هذه السيرة الجهادية الحافلة بالتميز والبطولة جعلت الأعين المشرفة على سير العملية التدريبية في إعداد المجاهدين في سرايا القدس، أن ترى في شهيدنا ياسر المقدرة على إعداد وتدريب العديد من المجاهدين لأداء بعض المهام والأنشطة الخاصة، لاسيما وأنه كان يتمتع بلياقة بدنية عالية ساعدته في تنفذ العديد من العمليات والمهام الجهادية الخاصة.
استشهاده
في فجر يوم 26/10/2007، أي في ذات اليوم وذات الشهر الذي رأي شهيدنا ياسر النور فيه، كان “ياسر” على موعد مع الشهادة، التي لطالما تمناها وحرص على نيلها، حيث كان مرابطاً ومجموعة من المجاهدين على احد الثغور في المنطقة الشرقية بمحافظة خان يونس، حينما اشتبك وإخوانه المجاهدين مع قوة صهيونية خاصة، حاولت التوغل في المكان، وقد تمكن شهيدنا ورفاقه المجاهدين من إيقاع إصابات مباشرة فيها حسب اعترافات العدو الصهيوني، ما دفع العدو إلى إشراك الطيران الحربي في تلك الأثناء لحسم المعركة، حيث قام الطيران الحربي الصهيوني بإطلاق الصواريخ باتجاه المجموعة المجاهدة، ما أدى إلى ارتقاء “ياسر” شهيدا وإصابة ثلاثة من إخوانه المجاهدين بإصابات متفاوتة.