شهداء فلسطينقصص الشهداء

الشهيد المجاهد هشام شومر

مولد شهيدنا المجاهد

من مواليد عام  1984م ، إنه عام ميلاد العظماء، الذين سطروا بدمائهم قصص حياتهم ونقشوها في ذاكرة التاريخ، ففي هذا العام ولد شهيدنا المجاهد ( هشام شومر)، وكان ميلاده ميلاد النور من وسط الظلام الذي كان يلف فلسطين المحتلة

في أحضان أسرة ملتزمة نشأ شهيدنا، حيث رباه والده فيها على أخلاق القرآن وصقل في شخصيته الصفات الإسلامية الحسنة، أما أمه فقد أرضعته لبن حب الجهاد وعشق فلسطين، وأسقته حليب العزة والكرامة، فكبر عزيزا قويا شامخا لا يقبل الخضوع أو المهانة.

تلقى شهيدنا المجاهد تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدارس وكالة الغوث للاجئين في (منطقة الفاخورة)، ثم انتقل لدراسة المرحلة الثانوية في مدرسة (أحمد الشقيري) والتي أنهى فيها الثانوية العامة بنجاح وتميز، وانطلق من بعدها لدراسة المرحلة الجامعية في (جامعة الأقصى) في غزة وتخصص في قسم (علوم الحاسوب).

المؤدب الخلوق

وفي الحي الذي تربى وكبر فيه، ومع الجيران الذين قضى بجوارهم وقربهم سنين حياته، عرف شهيدنا هشام بالخير والصلاح الذي يشهده له جميع أهل الحي .كان شهيدنا هشام –رحمه الله- يتميز بها، فلقد كان سامعا طائعا في كل الأوقات، وكذلك يعين أمه –قدر الإمكان- في مشاغلها التي كانت تقوم بها في البيت، كل هذا وهشام لا يعترض على أي شيء، يطيع بصمت أو يعتذر بهدوء وخجل وكلام حسن جميل، متمثلا بهذا قول الله تعالى حين قال: “وبالوالدين إحسانا”، وقوله : “ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما”.وكذلك هو الحال مع باقي أفراد العائلة، فقد كان هشام واصلا لرحمه، يزور أقربائه ويشاركهم في جميع مناسباتهم.

انتمائه ..

التحق شهيدنا هشام –رحمه الله- في صفوف حركة المقاومة الإسلامية حماس في بدايات عام 2003م، وذلك بعد التزامه في مسجد الرباط، لقد كان مسجد الرباط نقطة البداية التي انطلق منها هشام لممارسة النشاط الدعوي، وتوجيه الناس لطاعة الله، فقد شرب هشام الدعوة من خلال موائد القرآن ودروس العلم، وقد بزغت إبداعاته فيه من خلال نشاطه في اللجنة الثقافية، وما أن افتتح مسجد الشهيد (صلاح شحادة) في حيهم حتى انتقل شهيدنا للصلاة والالتزام فيه، فكان البذرة والنواة الأولى لشباب الدعوة فيه، وبذل فيه كل جهده ووقته وهو يدعو الناس والجيران للصلاة وطاعة الله، حتى هدى الله على يديه الكثير من الشباب.

شارك شهيدنا هشام –رحمه الله- في جميع نشاطات الحركة من مسيرات ومهرجانات ولقاءات وندوات، بارا بهذا عهده وبيعته، وضاربا أروع الأمثلة في الولاء لحركته.

التحق شهيدنا المجاهد هشام –رحمه الله- في صفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام في عام 2004م تدرج شهيدنا –رحمه الله- في مشواره الجهادي ضمن صفوف القسام، فقد بدأ كجندي، ثم أصبح –بعد أن أثبت نفسه وخبرته العسكرية، وأظهر شجاعته وإقدامه في سبيل الله- أميرا لمجموعة من المجاهدين، وكان عند حسن ظن إخوانه به، حيث أنه نعم القائد المجاهد الصادق مع الله عز وجل.

وخلال فترة جهاده التي قضاها شهيدنا ضمن صفوف القسام، شارك هشام –رحمه الله- في العديد من المهام الجهادية والتي كان أبرزها :

زفافه للحور العين

لقد تأثر شهيدنا هشام –رحمه الله- بالعديد من إخوانه الشهداء الذين سبقوه -بإذن الله- إلى جنان الخلد، ومن بين هؤلاء الشهداء الاستشهادي القسامي (كرم أبو عبيد) منفذ عملية (نيسانيت) في بداية هذه الانتفاضة المباركة، وكذلك صديقه وحبيبه وقائده الشهيد (إياد سويلم)، وكان كثيرا ما يشتاق للقائهم واللحاق بهم، فخاض الصعاب، وركب الموت، راجيا من الله أن يلحقه بهم شهيدا، وحينما وجد الله منه الصدق اختاره شهيدا ورفعه إليه مضرجا بالدماء.

ففي يوم الثلاثاء الموافق 6/5/2008م، كان هشام على موعد مع الشهادة في سبيل الله، حيث انطلق–رحمه الله- في مهمة جهادية في منطقة بيت لاهيا، فقامت طائرات الاستطلاع الصهيونية -التي لا تبرح تحلق في أجواء قطاع غزة- برصده واستهدافه بصاروخ الأمر الذي أدى إلى استشهاده.

ونال ما تمنى وسعى، نال الشهادة في سبيل الله تعالى، مقبلا غير مدبر..

وصعدت الروح الصادقة، وطارت الروح الوثابة إلى جنان الخلد بإذن الله، وليجتمع هشام بإخوانه الشهداء الذين سبقوه

زر الذهاب إلى الأعلى