الشهيد المجاهد “محمد هاشم عفانة”
حكاية مجاهد جسّد كل معاني الفداء والوفاء
كنهرِ صافٍ أنتَ يا شهيدُ، كشعاعِ حقٍ يغيرُ على معاقلِ الكُفرِ الأكِيد، كجبلٍ راسخٍ تتحطمُ عليه مؤامراتُ العبيدِ، كتاريخِ فخرٍ سُجلتْ صفحاتُه بدمٍ طاهرٍ لمجاهدٍ صنديدٍ، كشمسِ لا تغطيها الزيفُ وألفٌ منه ويزيدُ، كخاطرةِ المساءِ حبرُها أحمرٌ قانٍ لا يقبلُ التجديد.
الميلاد والنشأة
ولد شهيدنا المجاهد محمد هاشم عفانة “أبو مؤمن “بتاريخ 10\12\1983 في معسكر دير البلح وسط قطاع غزة فكان أخا لسبعة من الأخوة و الأخوات 4إخوة و3أخوات.
تربى الشهيد في أسرة محافظة تعود أصولها إلي قرية السوافير من قرى فلسطين المحتلة حيث هاجر أهله عاو 1948م ليستقر بهم المقام في معسكر دير البلح لتعيش الأسرة حياة مليئة بالمعاناة والألم كما الأسر المهاجرة التي سلب الصهاينة أراضيها.
درس الشهيد في مدارس دير البلح حيث تلقى فيها تعليم الابتدائي والإعدادي كما حصل على الثانوية العامة من مدرسة المنفلوطي الثانوية والتحق بعدها بالجامعة الإسلامية قسم الدراسات إسلامية.
صفاته وأخلاقه
تميز الشهيد بحسن خلقه وأدبه وتواضعه حيث كان محبوبا وكان نشيطا في كل المجالات وتميز أيضا بالصدق.
عرف الشهيد بمداومته على الصلوات في مسجد عمر بن الخطاب بشكل مستمر، تميز الشهيد بعلاقته الأسرية الطيبة والمميزة حيث كان مطيعا لوالديه ويعطف عليهم حيث أنه كان المميز بين إخوته في العلاقة مع والديه.
تميز الشهيد بأصدقائه بعلاقة حسنة وطيبة وكان محبوبا بينهم وكان يشاطرهم أفراحهم وأحزانهم وكان أيضا له علاقات واسعة وكثيرة مع الأصدقاء.وتميز الشهيد بالتدين الشديد وذو أخلاق كريمة وكان معطاء ومحبا للأطفال وكان دائما يداعبهم ويعلب معهم ويفرح بلقائهم.
مشواره الجهادي
انضم الشهيد المجاهد محمد هاشم عفانة إلي حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين في العام 2002م وكان عضوا نشيطا حيث كان الأكثر التزاما وتدينا.
تأثر الشهيد باستشهاد الشهيد المجاهد أسعد العطي حيث كانت تربطهم علاقة جيدة ووطيدة وبعدها انضم إلي صفوف سرايا القدس وعمل ضمن صفوفها بكل إخلاص وكان يسخر نفسه ليكون استشهاديا منذ اللحظة الأولى عمل الشهيد ضمن اللجنة الدعوية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين حيث كان يشرف على مجلة جيل العقيدة الخاصة بمسجد عمر بن الخطاب وكان يشرف على تحفيظ القرآن في نفس المسجد وخرج الكثير من الأطفال في حفظ أجزاء من القرآن بالإضافة إلي الجلسات الدينية التي كان يدرسها للأطفال وخاصة قصص الأنبياء والصحابة.
خاض الشهيد عدة دورات عسكرية في صفوف سرايا القدس منها دورات في الاقتحامات وكان يشارك أيضا في عمليات الرباط على الثغور لصد الإجتياحات الصهيونية على مدننا ومخيماتنا نتيجة لعلاقته الواسعة والميزة مع الجميع ولديه موهبة في التمويه عمل مسئولا للجهاز الأمني في منطقة دير البلح.
تدرج الشهيد في صفوف سرايا القدس لصبح عضو المجلس العسكري في منطقة دير البلح وبعد نشاطه في مجال التصميم والمونتاج عمل كمسئول للإعلام الحربي في كتيبة دير البلح بلواء الوسطى.
شارك الشهيد زياد مع إخوانه في سرايا القدس في صد الكثير من الإجتياحات الصهيونية على مدينة دير البلح ومنطقة أبو العجين حيث كان في مقدمة الصفوف لصد هذه الإجتياحات مع رفيق دربه الشهيد زياد نصار والكل يعرف عملهم في صد الإجتياحات لشارع أبو عريف حيث استشهد في هذا الاجتياح 4من أبناء دير البلح وأصيب عدد آخر.
وشارك أيضا الشهيد في عمليات إطلاق صواريخ موجهة بالاشتراك مع كتائب الشهيد أبو مصطفى على مغتصبة نتساريم سابقا وعلى الآليات العسكرية للعدو الصهيوني التي كانت تتحرك على مفترق الشهداء كما شارك بعدة عمليات إطلاق قذائف الهاون على مغتصبة كفار داروم سابقا.
شارك الشهيد في عملية إطلاق قذائف RBR بالاشتراك مع كتائب القسام أثناء اجتياح منطقة أبو العجين حيث كان ضمن عمليات الإسناد للمجاهدين.
موعد مع الشهادة
في خضم الحرب المسعورة على غزة وفي أثناء اشتداد المواجهة بين رجال الله والمغتصبين كان الشهيد زياد مع رفيق دربه الشهيد محمد عفانة على أهبة الاستعداد لهذه المواجهة ففي صباح يوم الثلاثاء الموافق 6\1\2009م.
وقبل صلاة الفجر كانت عيون رجال الله زياد ومحمد التي كانت تحرس في سبيل الله مع هذه المواجهة حيث تسللت في تلك الليلة وتحت جنح الظلام قوة كوماندوز صهيوني بحري إلي شاطئ بحر مخيم دير البلح وكان الجاهدان رجال الله لهم بالمرصد وبعد عدة اتصالات بين المجاهدين والقيادة للإخبار عن عملية الإنزال والتأكد منهم أعطيت الإشارة ببدء الهجوم ليخرج المجاهدان من أماكن تواجدهم لمواجهة هذا العدو وبدأ الاشتباك وإطلاق النار من المجاهدين على هذه القوة من الاتجاه الشمالي لمنطقة دير البلح ومن ثم عاد المجاهدان إلي نقطة أخرى من الجهة الجنوبية وبدأوا بإطلاق النار بعد تقدمهم إلي الشارع وفي هذه اللحظة أطلقت البارجة الصهيونية صاروخا على الشهيد المجاهد زياد ليسقط شهيدا أمام منزله وأمام أعين والده ووالدته وأخوته وبعدها تقدم الشهيد المجاهد محمد عفانة رافضا الاستسلام والهروب تاركا رفيق دربه الشهيد زياد ليتقدم دفاعا عن صديقه وعن المخيم الفقير وعن كل المحرومين لتطلق طائرة الاستطلاع صاروخا على الشهيد محمد عفانة لتصعد أرواح الأحبة زياد ومحمد لتتعانق أرواحهم مع إخوانهم في كتائب القسام وشهداء الأقصى وألوية الناصر.