شهداء فلسطينقصص الشهداء

الشهيد علي عبد الكريم شعت

 الميلاد والنشأة

بمدينة الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي والشهداء ولد الشهيد المجاهد علي عبد الكريم شعت

في 13 مايو (أيار) 1986م في مدينة رفح جنوب قطاع غزة بعدما هجرت عائلته من قرية “بئر السبع”

عام 1948م وحرمت من عطر قمحها وطهر أرضها، أسرته تتكون من خمسة أشقاء وست شقيقات

غرست فيهم العطاء وحب الوطن، وأحسنت تربيتهم.

أنهى الشهيد المجاهد علي المرحلة الابتدائية والإعدادية بمدارس وكالة الغوث بدرجة الامتياز في كل عام

دراسي، ثم التحق بالثانوية العامة ونجح بتفوق، لكنه استشهد قبل أن يحقق حلم الشهادة الجامعية.

صفاته وأخلاقه

يا زهر الياسمين لا تخجل إن مررت برائحة الشهيد، عطر أوراقك من جسده فالحسن لم يخلق إلا للشهداء،

في وصف الشهيد يقول شقيقه وهو يستذكر بعضًا من صفاته:” إنه مثال للالتزام والأخلاق العالية، فلم يصدر

منه طوال الأيام التي قضاها على هذه الحياة أي تصرف سيء بحق أحد، وأجمل ما فيه أنه صبور على الشدائد،

طموح جدًا، يعشق القراءة شغوف بها، استعد في الأيام الأخيرة لدخول الجامعة، لكن قدّر الله له أن يزهو بشهادة

أعظم”. مشواره الجهادي ليست فلسطين كغيرها من البلدان، ولا أشبال فلسطين كغيرهم أيضًا، ليس من بالدفء

ينام كمن تلحف بسماء المخيم، بين أزقته نشأ شهيدنا المجاهد علي وكبر على عشقه وحب المقاومة بعدما

أدرك أن الحق المسلوب بغير القوة والدم لا يعود؛ لذلك التزم بمسجد علي بن أبي طالب من خلال حلقات

الذكر والجلسات الإيمانية بعد صلاتي الفجر والعشاء حيث حرص على الالتزام بها.

عشق الشهيد

المقاوم علي المقاومة منذ صغره، وما أن اشتد عوده حتى صار يذهب لعرين المرابطين ليأنس

بصحبتهم ويتعلم منهم، ولا ينسى في كل زيارة أن يجلب لهم الطعام والماء والشاي بعد أن تقوم

والدته بإعداده خاصة في الأوقات التي يتعرض فيها المخيم للتوغلات الصهيونية، ويكمل مهمته بالرباط

والحفاظ على ثغور الوطن برفقة الفرسان ممن وجدوا في الرباط طريقًا للجنة.

موعد مع الشهادة

على أمل العودة يستيقظ المخيم وينام، يكور نفسه ككومة قش ليخبئ بين أوردته وجعًا من لهفة

الحنين لأرض مسلوبة، وحدها صباحات الشهداء والمخيم تروي حكاية الأبطال، ففي تمام الساعة

الثانية صباحًا استيقظ المخيم على صوت انفجار هز أركانه، وكأن الوجع يغفو ليستيقظ وجع آخر،

حدث ذلك في 14 أكتوبر (تشرين الأول) 2004م حين شنت طائرات الاحتلال الصهيوني هجومًا

شرسًا على مخيم الشعوت بمدينة رفح جنوب قطاع غزة. هذا اليوم هو ميعاد الشهيد الفارس

علي ورفيق دربه الشهيد الفارس أحمد الطهراوي مع الشهادة برفقة الشهيد المسن أبو سمير

صوالحة بعد أن استهدفتهم الطائرات الصهيونية بصاروخ لتحلق أرواحهم الطاهرة عند من هو أرحم بهم من أمهاتهم.

اقرأ المزيد:والدة عدي التميمي: كان لا يغادر المنزل إلا قليلا لكي يبقى بجانبي

زر الذهاب إلى الأعلى