شهداء فلسطينقصص الشهداء

الشهيد المجاهد “عبد الحليم عبد الكريم الناقة”

عاش الشهيد المجاهد عبد الحليم عبد الكريم عبد الله الناقة “28” عاماً ، حياته كما السواد الأعظم من أبناء شعبه الفلسطيني الصابر على ظُلم الأوغاد والمتعطش للحرية والعيش بكرامة، البساطة والطيبة كانت السمّة الغالبة على شخصيته المتدينة الملتزمة بتعاليم الدين الإسلامي، فكثيرا ً ما كان يمضي جُّل وقته بين الخضرة يعد طعامه بنفسه من ثمار الأرض الناضجة، فيخرج من بين يديه أطيب الطعام وألذه، فيتناوله ورفاقه في العراء  بين الكروم والأشجار

لم يكن هناك حلم للشهيد “عبد الحليم الناقة” إلا أن يلقى الله راضياً عنه، فكان يحرص على الصلاة في وقتها وقيام الليل، وصيام رمضان.

ميلاده ونشأته

أبصر شهيدنا نور الحياة في بلدة خزاعة الصامدة الصابرة المقاومة،  فكان ميلاده بتاريخ 31-7-1990م. لأسرة فلسطينية أصيلة، فنشأ في  بيت متدين ومحافظ.

وشهيدنا متزوج من زوجة صابرة محتسبة، منَّ الله عليهم بفضله العظيم أن كان ثمرة زواجهم المبارك أن رزقهم الله بطفل وحيد “عبد الكريم” الله نسأل ان يجعله قرة عين لأمه وأسرته ويحفظه بحفظه.

مشواره الجهادي

وكان الحس الإسلامي لدى الشهيد “عبد الحليم”، يتكدس منذ الصغر وذلك بفضل تردده على مسجد (الهدى) شرق خان يونس، هناك بين حلقات الذكر ومجالس العلم تعرف على خيار ” الإيمان والوعي والثورة” و التحاقه بـ حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، 2005م، كما كان الشهيد عبد الحليم ملتزماً بحضور مجالس العلم والفقه والمشاركة في تشييع جثامين الشهداء، وفي كل مرة يسعى حثيثاً عبر بعض القنوات الضيقة للانضمام إلى صفوف سريا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد، إلى أن كان له ذلك عام 2009م، حيث تلقى بشكل سري عدة دورات عسكرية أهلته للعمل ضمن وحدة الرصد.

 

وعُرف الشهيد عبد الحليم بالسرّية العالية والكتمان، وعدا عن ذلك كان دائم الاستعداد لتنفيذ أي مهمة تطلب منه وفي أي وقت دون النظر إلى خطورتها”، متميزاً بجرأته وشجاعته في تنفيذ المهمات الجهادية التي أوكلت إليه جميعها.

ويسجل للشهيد الناقة تنفيذ عشرات المهمات الجهادية ضد العدو الصهيوني، الأمر الذي عرضه  للإصابة مرتين.

رحلة الارتقاء

لم يكن للخوف مكان في قلب الشهيد عبد الحليم الناقة، الذي عاش حياته طائعاً لله مقبلاً إليه بالطاعات والعبادات، ولم تكن المجازر الصهيونية التي ترتكب بحق أبناء شعبه، لتثنيه عن مواصلة الطريق، بل كانت تمنحه قوة فوق قوته وطاقة فوق طاقته، لبذل المزيد من الجهود والتفاني في التضحية لتلقين هذا العدو المتغطرس الدرس تلو الدرس، حيث واصل الشهيد المجاهد عبد الحليم ورفاقه رصد تحركات العدو واقتناص الثغرات لصيد عدوه من حيث لا يحتسب، حتى كان استشهاده واخوانه حسين ونسيم العمور صباح يوم الأحد 27/5/2018م، بقذيفة صهيونية غادرة لتصعد روحه ورفاقه إلى بارئها في شهر رمضان المبارك تشتكي اليه ظُلم بني يهود وخذلان العرب والمسلمين لأقدس قضية على وجه الأرض.

زر الذهاب إلى الأعلى