شهداء فلسطينقصص الشهداء

الشهيد المجاهد : شادي رياض السيقلي

 

إن على كلّ واحد منّا قد أنعم عليه فكان ممن عايش الشهداء أن يتحدث عنهم، عن أخلاقهم وصفاتهم الرائعة وكلماتهم النيّرة، فهذه بنظري أمانة في أعناقنا علينا أن نؤديها، فإذا كنا نحن من أنعم علينا بمعايشتهم لا نتحدث عنهم فمن الذي سينقل كلماتهم الطيبة وسماتهم الصالحة إلى الآخرين الذين حرموا من معرفتهم، أو إلى الأجيال الأخرى القادمة التي لا تعرف بأن على هذه الأرض مشى أناس قد يكونوا من أفضل من كانوا في عصرهم.

ميلاد مجاهد …

ولد الشهيد المجاهد شادي في تاريخ 6/5/1983م في منطقة التفاح شرق مدينة غزة الصمود والتحدي, وأنهى شهيدنا المرحلة الثانوية في دراسته ثم التحق لمجال العمل حتى يساعد أهله في ظل الظروف المادية الصعبة التي يعيشها قطاع غزة المحاصر.   وهو متزوج ورزقه الله بثلاثة من الأبناء وهم ( رغد –رياض – ريماس), ورزقه الله بطفلته ريماس قبيل 15 يوماً من استشهاده”.

وقال والده ….

“كان شادي ذو أخلاق حميدة وعرف بين أهله وأصدقائه وأحبته بتواضعه وبساطته وهدوئه ووقاره” وكان ذو شخصية اجتماعية متميزة حيث كان دائم الزيارات لخالاته وعماته وأقاربه وأصدقائه, وكان مخلصاً في صداقته مع رفاق دربه وأحبابه الذين بكوا عليه وتأثروا باستشهاده ورحيله”.

ومضى يقول: “في البداية كنت أرفض أن ينحاز نجلي “شادي” لخيار الجهاد والمقاومة كونه الابن الأكبر والمعيل لي وللأسرة ولكن حينما فكرت فأجابتني نفسي بأنه لو كل أب منع ابنه من الجهاد في سبيل الله فمن سيحرر فلسطين !! .. وحينها تركت المجال له مفتوحاً لكي يقوم بأداء واجبه”.

 

شامخ الجبين …

واستذكر والد الشهيد شادي السيقلي حينما كان عائداً للمنزل متأخراً في الليل ورأيت نجلي “شادي” يبلس زيه العسكري ويحمل سلاحه مجهزاً نفسه لكي يذهب للرباط في سبيل الله, فحينها توقفت مبتسماً وقد غمرت الفرحة قلبي ورفعتُ رأسي عالياً وافتخرت أن ابني مجاهد يحمي وطنه ويدافع عن دينه

مزلزل الحصون…

اشتداد العدوان الصهيوني على أبناء شعبنا من قتل وقصف وحصار وتهويد للمقدسات كان دافعاً لشهيدنا “أبو رياض” لكي يسلك طريق الجهاد والمقاومة ويلتحق في حركة الجهاد الإسلامي فلسطين مع بداية انتفاضة الأقصى ويكون أحد مجاهديها النشيطين والمميزين, والتحق فيما بعد بالجناح العسكري “سرايا القدس”

وتدرج شهيدنا في “سرايا القدس” حتى أصبح أحد القادة الميدانيين في الوحدة الصاروخية للسرايا والتي كان له الدور البارز في دب الرعب والخوف في قلوب المغتصبين الصهاينة وإيقاع الخسائر المادية والبشرية في صفوفهم.

وشارك شهيدنا في صد الاجتياحات والتوغلات الصهيونية للمناطق الشرقية لمدينة غزة لا سيما منطقة التفاح, كما شارك بعمليات إطلاق النار على القوات الخاصة المتسللة شرق غزة.

وعمل شهيدنا في رصد تحركات الآليات الصهيونية على الخط الفاصل الزائل بإذن المولى عز وجل, كما كان أحد مرابطي “سرايا القدس” على الثغور. وتولى شهيدنا مسئولية قيادة مجموعات عسكرية في “سرايا القدس” بكتيبة التفاح المعطاءة. وكان لشهيدنا “أبا رياض” شرف المشاركة بالعديد من المهمات الجهادية التي خاضتها “سرايا القدس” مع العدو الصهيوني.

 

موعده مع الشهادة ….

ارتقى شهيدنا “شادي السيقلي” القائد الميداني في “سرايا القدس” خلال معركة بشائر الانتصار المباركة التي خاضتها السرايا مع العدو الصهيوني على مدار 4 أيام متواصلة انتهت بنصر المقاومة.

حيث في مساء يوم الجمعة الموفق 9/3/2012م هم شهيدنا “أبا رياض” لدك مغتصبات العدو الصهيوني بدفعة من صواريخ الجراد المباركة رداً على جرام العدو بحق المجاهدين، فباغتته طائرة استطلاع صهيونية بصاروخ واحد على الأقل مما أدى لارتقائه شهيداً, لتصعد روحه لبارئها وينال ما تمنى من نعيم بعد رحلة جهادية حافلة بالكد والعطاء في سبيل الله.

 

زر الذهاب إلى الأعلى