الشهيد المجاهد خالد سناكرة
الميلاد والنشأة:
ولد الشهيد القائد خالد علي سناكرة عام 7/4/1969 بعيداً عن وطنه الأم فلسطين، وتفتحت عيناه على حياة اللجوء في مخيم
البقعة (أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الأردن).
تعود جذور خالد لمدينة “المجدل” في الشمال الفلسطيني، وكان لجوء أسرته نتيجة المجازر الصهيونية التي ارتُكِبَت بحق الشعب
الفلسطيني في المناطق المحتلة عام 1948.
محاولة اقتحام الحدود:
كانت أخبار فعاليات الانتفاضة الأولى تؤجج في قلب خالد الرغبة في اللحاق بركب المجاهدين، ولكن الاحتلال جرَّد ذويه من كل
حقوق المواطنة الفلسطينية بعد أن جردهم من كل ممتلكاتهم، ومنعهم الدخول إلى فلسطين كباقي الأسر اللاجئة، إلا بتأشيرة
زيارة لأجل مسمى.
خط نهج حياته بشعار: “أن الجنة عروس، مهرها النفوس، ويجب علينا ألّا نبخل عليها بأغلى ما نملك وهو النفس”، فقام وهو
في الأردن بمحاولة تنفيذ عملية استشهادية عن طريق اختراق الحدود الأردنية الفلسطينية، إلا أن القوات الأردنية أوقفته
وتكتمت على عمليته، وأصدرت بحقه حكماً بالإعدام، لكن تدخل العشائر الأردنية لدى الملك أوقف تنفيذ الحكم ليفرج عنه
بعد اعتقال استمر مدة ثلاثة أشهر.
مسيرته الجهادية:
في أعقاب توقيع الحكومة الأردنية اتفاقية “وادي عربة” للسلام مع الكيان الصهيوني وسماحها للمواطنين الأردنيين بدخول
فلسطين المحتلة، وجد المجاهد سناكرة فرصته لدخول فلسطين، وكان ذلك عام 1998.
ومع اندلاع انتفاضة الأقصى (الانتفاضة الفلسطينية الثانية) عام 2000 كان خالد من أوائل المنضمين إليها بعد أن وجد ضالته
في المجاهد القائد مجدي بلاسمة، الذي عرَّفه على قيادة كتائب الشهيد عز الدين القسام، وزاد خالد صلته مع الشهيد
مجدي بالمصاهرة، بعد أن عقد قرانه على شقيقته سلام بلاسمة، وفيما بعد رُزِق منها بطفل.
وبالرغم من زواج خالد إلا أن ذلك لم يثنيه عن مراده في الشهادة، بعد انتظامه في صفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام،
وبدأ يمارس نشاطاته العسكرية حتى أصبح ضمن الطاقم المسؤول عن تصنيع صواريخ القسام في نابلس الشهيد مجدي بلاسمة.
لاحقاً وضعت القوات الصهيونية اسم القائد خالد سناكرة على قائمة الاعتقال أو التصفية؛ على خلفية ورود معلومات استخباراتية
عن دوره في تصنيع صواريخ القسام، ومشاركته في تنفيذ عمليات بالمناطق المحتلة عام 1948.
رفض الخروج من فلسطين بالرغم من انتهاء “المدة القانونية” لمكوثه فيها استناداً للتأشيرة التي دخل بموجبها.
ولم تثنيه اتصالات ذويه وإلحاحهم عليه بالعودة إلى الأردن، وبقي مع زوجته وطفله في منزل متواضع بالبلدة القديمة في نابلس.
استشهاده:
بعد زيادة التقارير التي ترد لمكاتب المخابرات الصهيونية عن نشاطات خالد؛ حاصرت قوة عسكرية “إسرائيلية” كبيرة منزل
الشهيد بتاريخ 3/4/2003، وما إن سمع خالد خطوات أقدام الجنود وهي تنتشر في محيط المنزل استعداداً للاقتحام حتى
خرج المجاهد حاملاً سلاحه من نوع “m16”.
باغت الجنود الصهاينة وأسقط منهم العديد من المصابين ثم ارتقى شهيداً مضرجاً بدمائه أمام ناظري زوجته وولده الصغير.
شُيِّع جثمانه في مسيرة ضخمة إلى مقبرة الشهداء في مخيم بلاطة للاجئين.