الشهيد المجاهد : حمدي محمـد شبير
عندما يعرج الشهداء تنحني الكلمات وتعجز عن التسطير في عظمتهم وتأبى أن تتحدث عن غيرهم كيف لا وهم من باعوا الدنيا بالآخرة كيف لا وهم من مجدوا صفحات تاريخنا سطروه بدمائهم بعبقات مسكهم الفواح وشذى عبير عطرهم كيف لا وهم من صنعوا النصر بأعيننا إنهم الأبطال الأسود في ميادين الحرب أقبلوا إلى الله بكل ما تجلى لهم من معانى الروح باعوا أرواحهم وأنفسهم في سبيله نادوا يا الله ارزقنا شهادة في سبيلك واجعلنا من عبادك الصالحين مع النبين والشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقاً هم من فازوا بمرضاة الله وجزاؤهم الجنة فربح بيعهم وربحت تجارتهم أيها الميامين
ولد الشهيد حمدي بتاريخ 13/5/1981م لأسرة تعرف بتواضعها والتزامها بتعاليم الدين الإسلامي ومشهود لها بالخير والصلاح والسيرة الطيبة الحسنة،, ويعود جذور عائلته إلى قرية حمامة في فلسطين المحتلة .
صفات الشهيد
تميز الشهيد الفارس حمدي في طفولته بسلوكه الطيب وهدوءه الجم وانضباطه واحترامه للآخرين، ناهيك عن الابتسامة العريضة التي لا تفارق قسمات وجهه وتنير محياه، فقد كان محبوباً بين إخوانه وجيرانه، الذين كان يساعدهم ويعاونهم، حتى أنه خرج يوماً لتقديم المساعدة لعائلة فقيرة تسكن في منطقة بعيدة عن منزله، ولصعوبة الحالة المادية لهذه العائلة تكفلها من مصروفه الخاص وعاد إلى منزله مشياً على الأقدام حتى يوفر لها ما يلزمها من قوتٍ ليومها.
حياته العملية
وعرف شهيدنا بحبه وملازمته لعمله الذي كان يتشوق إليه بعد انتهاء موعد دوامه، ومن شدة حرصه على هذا العمل أخذ شهيدنا على نفسه تطوير أبناء إدارته وإمدادهم بخبراته العسكرية والرياضية حتى أصبح مدرباً رسمياً لأفراد قوته ، ناهيك عن نشاطه الفردي الذي كان يداوم عليه بين أقسام الشرطة من عقد مباريات كرة قدم ودية بين اللاعبين ليجني من خلالها زرع الألفة والمحبة بين الجميع, حتى حظي بمنصب مسئول الأنشطة الرياضية في إدارة الشرطة البحرية .
موعده مع الشهادة
حان موعد اللقاء وآن للبطل المقدام حمدي أن يترجل عن صهوة جواده، ليظفر بالشهادة في سبيل الله عز وجل التي لطالما سعى لها وتمناها أثناء أدائه لعمله في حفظ حدود وطنه الغربي من المحتل الصهيوني الغاشم مساء يوم التاسع من مايو عام 2008م .
كرامات الشهيد
ويوم استشهاده وفي دلالة على كراماته، يروي أهل الشهيد بأنه على بعد مسافة كيلومتر تقريباً من منزل الشهيد حينما أحضر الناس جثمانه الطاهر لإلقاء نظرة الوداع فاحت رائحة المسك قبل وصوله إلى منزله على قدر هذه المسافة. وفي كرامة أخرى تروي أخته بأنها أخذت شريحة جواله لتشغيلها ففوجئ الجميع بريح المسك الذي فاح في المنزل من هذه الشريحة والذي مازال هذا الريح الطيب ينعش هذه الشريحة حتى يومنا هذا.