شهداء فلسطينقصص الشهداء

الشهيد الاسير جمال منصور

 

على ضفاف المجد ترتسم ملامح النصر من قطرات دم الشهيد،يُطاف به حياً بين الأموات ليرتقي إلى عالم الخلود،خلود الشهداء ليلحق الركب مع سادتنا حمزة بن عبد المطلب والحسين بن علي عليهما السلام،هي أنشودة الدم المتواصل حتى يومنا هذا،تنتصر الدماء لتتحرر الأرض من دنس أعداء الله.

المولد والنشأة:

ولد في مخيم بلاطة القريب من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية في 25/2/1960.

عاش طفولة عادية في منزل شيَّدته وكالة الغوث لعائلته الفقيرة،واختار لنفسه غرفة صغيرة لا تتعدى مساحتها أربعة أمتار تقع على شارع فرعي ولديها مدخل خارجي، تزوج عام  1996وأنجب ثلاثة أطفال.

التعليم ومراحل حياته:

درس مرحلتي الابتدائية والإعدادية في مدارس الأونروا بمخيم بلاطة، ثم انتقل إلى مدرسة قدري طوقان الثانوية، ومنها أنهى مرحلة الدراسة الثانوية.

حصل على درجة البكالوريوس في المحاسبة والعلوم الإدارية من كلية التجارة بجامعة النجاح الوطنية عام 1983م.

منعته السلطات الإسرائيلية من السفر إلى الخارج لإكمال تعليمه في الدراسات العليا،”لأسباب أمنية”.
ثم عمل محاسباً في إحدى المحلات التجارية في نابلس، وبعد برهة من الزمن انتقل إلى العمل محاسبًا في فندق بالأراضي المحتلة عام 1948م، ثم استقال من الفندق وعمل مديراً لمكتب أحد رجال الأعمال بالضفة المحتلة.

افتتح فرع نابلس للجنة الإغاثة الإسلامية لإغاثة الأيتام والفقراء والمحتاجين، وكان مسؤولاً عنها.
أسس مكتب نابلس للصحافة والإعلام، ولكن الاحتلال قام بإغلاقه.
أسس مكتباً للأبحاث أغلقته السلطة الفلسطينية بعد اعتقاله في العام 1997م،
وكان آخر المؤسسات التي قام بتأسيسها الشهيد جمال منصور المركز الفلسطيني للدراسات والإعلام.

التجربة السياسية:

انضم الشيخ الشهيد جمال في وقت مبكر من حياته إلى جماعة الإخوان المسلمين، وأثرت كتابات حسن البنا وسيد قطب في توجهاته،ويعتبر جمال منصور من جيل التأسيس في حركة حماس، وبرز دوره مع بداية الانتفاضة الأولى عام 1987 كمقاوم عنيد للمحتل.

ترأس الكتلة الإسلامية أوائل الثمانينيات في جامعة النجاح لثلاث دورات، كما أسس مع مجموعة من القيادات الطلابية إطارًا نقابيًّا على مستوى الوطن باسم الرابطة الإسلامية لطلبة فلسطين ومقره القدس.

 بدأ نجمه يظهر أكثر في وسائل الإعلام بعد إبعاده إلى جنوب لبنان عام 1992، ثم اختياره متحدثاً باسم حركة حماس في الضفة الغربية فرئيساً للوفد الذي ذهب للحوار مع السلطة الفلسطينية قبل اغتياله.

الاعتقال والإبعاد:

اعتقل الشهيد جمال منصور خلال فترة دراسته وأثناء الانتفاضة الأولى أربع عشرة مرة، معظمها كان اعتقال إداري، حيث اعتقل عام 1995م وخضع للتحقيق مدة 3 أشهر ونصف متواصلة في سجن عسقلان.

أبعدته اسرائيل إلى مرج الزهور جنوبي لبنان مع عدد كبير من أبناء الحركة الإسلامية الذين كانوا معتقلين في سجون الاحتلال عام 1992م، وخلال فترة الإبعاد أصبح جمال منصور عضوًا في اللجنة القيادية للمبعدين، وترأس اللجنة الإعلامية ولجنة العلاقات العامة خلالها.

اعتقل لدى السلطة الفلسطينية خلال حملة قامت بها السلطة في عام 1996م، حيث أمضى في السجن مدة ثلاثة أشهر، ومن ثَمّ أطلق سراحه.

وفي عام 1997م أعيد اعتقال الشهيد منصور هو وعدد كبير من أبناء حركة المقاومة الإسلامية حماس، وأمضى في سجون السلطة ثلاثة أعوام، ليطلق سراحه في العام 2000م؛ بسبب انطلاقة انتفاضة الأقصى.

الإرث الثقافي:

استطاع جمال منصور ومن خلال سجنه أن يطور نفسه ويكتشف طاقاته ومواهبه، حيث أبدع في الرسم، وهو أول من رسم شعار حركة المقاومة الإسلامية حماس.

وقد ألّف جمال منصور العديد من المؤلفات، منها: كتاب التحول الديمقراطي الفلسطيني من وجهة نظر إسلامية، وكذلك كتاب أجنحة المكر الثلاث، وله العديد من المنشورات والدراسات التي تتعلق بالقضية الفلسطينية، وكان بارعاً في الكتابة وتعامل بكتابة التقارير والمقالات لعدد من الصحف والمجلات.

الاغتيال:

في آخر أيام حياته، دعا السلطة الفلسطينية لتقديم العملاء المحتجزين في سجونها إلى المحاكمة، وبعد تهديده الذي أطلقه عقب اغتيال زميله صلاح دروزه بأن جرائم الكيان لن تمر دون رد، كان الرد الصهيوني إليه أسبق.

وفي يوم 31/7/2001م قصفت طائرات الاحتلال الصهيوني المركز الفلسطيني للدراسات والإعلام؛ مما أدى إلى استشهاد جمال منصور على الفور، هو وعدد من رفاقه وموظفين في المركز.

زر الذهاب إلى الأعلى