شهداء فلسطينقصص الشهداء

الشهيد المجاهد القسامي علي عاصي

ميلاد والنشأة

ولد الشهيد المجاهد القسامي علي عاصي بأسرة متدينة محافظة في “قراوة بني حسان” قضاء سلفيت عام 1964م، أنهى دراسته الابتدائية في مدرسة بلدته الإبتدائية ثم انتقل إلى مدرسة “بديا الثانوية” و أكمل فيها المرحلة الإعدادية و الثانوية،كان الشهيد -رحمة الله- محباً للأرض يعمل فيها ليل نهار، وكان جلداً يتحمل و يقوى على الأشغال الصعبة كحراثة الأرض و غيرها .. و بسبب ظروف الحياة و صعوبتها لم يكمل الشهيد دراسته الجامعية و التحق بالعمل في مجال العمل الحر في مجال البناء..

الاعتقال

في ليلة 14/12/1992م كان أول محاولة لاعتقال للشهيد القسامي المجاهد حيث حضرت قوات كبيرة من الجيش الصهيوني إلى بيت الشهيد وبيت شقيقه محمود عاصي، إلا أن الشهيد رحمه الله استطاع الإفلات من بين يدي القوات الصهيونية لتعقل بدلا منه شقيقه أبو علاء ليصبح بعدها مطلوباً أما شقيقه محمود فكان من بين الـ315 فلسطيني الذين ابعدوا إلى “مرج الزهور” فأصبحت لعائلتهم مبعد و مطلوب للقوات الصهيونية، وبعد ثلاثة أشهر من المطاردة والملاحقة الحثيثة، تمكنت القوات الصهيونية من اعتقال المجاهد علي عاصي وأخضعوه للتحقيق قاسٍ لمدة شهرين في “سجن نابلس المركزي”، ومع أن الشهيد القسامي المجاهد علي عاصي كان يحمل كنزاً من المعلومات التي تبحث عنها القوات الصهيونية عن خلايا القسام إلا انه -رحمه الله- لم يدلي بكلمة واحدة، ليخرج بعدها منتصراً على محققيه ولم يطل خروجه من السجن ليلتحق مجدداً في صفوف المطاردين بعد أن وضعته القوات الصهيونية ومخابراتها على قوائمهم بعد أن قامت باعتقال أحد أفراد الكتائب وأخضع لتحقيق قاسي لتكتمل الحملة باعتقال أحد ركائز الجهاز المجاهدان: زاهر جبارين و سلامة مرعي، فما كان من الشهيد علي رحمه الله إلا أن ودع أهله و حمل سلاحه وخرج ليصبح مطاردا لقوات الإحتلال الصهيوني.

جهاده والمطاردة

لتكون مغائر فلسطين قواعد تخطيط وانطلاق العملبات البطولية التي رسمت الابتسامة على شفاه شواطئ حيفا وبرتقال يافا ومآذن صفد، فكانت البداية الساخنة للمجاهد القسامي علي عاصي وكانت عملية الرد على إبعاد قيادات حركة حماس إلى مرج الزهور ” عملية محولا ” الرد القسامي المزلزل التي نفذها الاستشهادي الأول في كتائب القسام ” ساهر تمام ” في 16/4/1993 فأوقعت عددا من القتلى والجرحى في صفوف جنود الإحتلال بعد أن فجر سيارته المفخخة وسط باصين محملين بالجنود، لتستمر مسيرة الجهاد .. وكانت ” رامات أفعال ” حيث كان الشهيد و مجموعته الجهادية تترقب الأحداث وتكيل الصاع صاعين على كل اعتداء ، فكانت مجزرة الحرم الإبراهيمي الذي ذهب ضحيتها عدد من الشهداء و الجرحى وهم يصلون صلاة الفجر في جماعة ، فأقسم المجاهدون و بروا بقسمهم بأن لا ينعم المحتل على أي بقعة من وطننا الحبيب ، فكان الرد الأول والزلزال المدوي تنفيذ عملية استشهادية في “الخضيرة” نفذها المجاهد ” رائد زكارنة ” ليتبعها الرد الثاني و بعد أسبوع فقط عملية “العفولة” التي نفذها المجاهد ” عمار عمارنة “.

استشهاده

كان ذلك في نحو الساعة الثانية من فجر يوم الاثنين الموافق 11يوليو (تموز)، 1994 عندما شاهد أحد المجرمين المرتبطين بجهاز الشاباك، المطاردين القساميين الثلاثة: ( يحيى عياش، وعلي عاصي، وبشار العامودي) يدخلون إلى منزل مهجور يعود لعائلة “جاد الله” في حارة الياسمينة بالبلدة القديمة من مدينة نابلس.

فرضت القوات الصهيونية نظام حظر التجوال على مدينة نابلس وقطعت خطوط الهاتف إيذاناً بانتشار نحو ألف جندي من قوات المظليين والوحدة السرية الخاصة (دفدفان) بالتعاون مع أفراد من جهاز “الشاباك”.

طالب قائد الوحدات الصهيونية عبر مكبرات الصوت المجاهدين الثلاثة بالاستسلام، فردوا بوابل من نيران الأسلحة الأوتوماتيكية، وكانت الخطة أن يغطي المجاهدان عاصي على وبشار العامودي انسحاب المهندس عياش، فاشتبك المجاهدان مع القوات المهاجمة التي حاولت اقتحام المنزل في معركة ضارية استمرت حتى الساعة الرابعة صباحاً.

وطبقاً لما أفاد به شهود عيان من سكان الحي، فقد قُتل ضابط صهيوني على الأقل، وأصيب آخرون بجروح متفاوتة واستغل المجاهدون فترة الهدوء وإعادة تجميع قوات الاحتلال بالتغطية على مغادرة المهندس للمنزل. فانسحب يحيى دامع العين على فراق أخويه اللذين أصرا بشدة عليه بتنفيذ هذا الأمر لما يعرفانه من حاجة القساميين لهذه الكفاءة العلمية المبدعة.

أما في الطابق الثاني من المنزل المحاصر فقد تحصن علي وبشار، واستمر دوي الرصاص وانفجارات القنابل اليدوية حتى الساعة السادسة والنصف صباحاً. لكسر شوكة المجاهدين. وبدون سابق إنذار قصفت قوات العدو الطابق الثاني بالصواريخ المضادة للدبابات، ثم قامت وحدات (دفدفان) الخاصة والتي رابطت على أسطح المنازل المجاورة بإمطار الطابق الثاني بوابل من الرصاص مستخدمة الأسلحة الأوتوماتيكية. وبعد إخراج جثتي الشهيدين عن طريق احد الجيران أطلق الجنود النار عليهما بشكل وحشي. كما شوهد أفراد الجيش والوحدات الخاصة يطلقون النار بالهواء ابتهاجاً ويرقصون ويتصافحون مهنئين أنفسهم على هذا الإنجاز.

ليجدوا فيما بعد أن الشهيد بشار العامودي قد كتب و صيتهم على غلاف مصحف كان بحوزتهم قبل الاستشهاد ، حيث قالوا فيها : “لا تحزنوا يا أخوتي .. أني شهيد المحنة .. آجالنا محدودة و لقاؤنا بالجنة ” حيث أوصوا أمهاتهم بعدم البكاء عليهم و إقامة عرس لهم و تقديم التهاني بدل التعازي .. رحمكم الله يا شهدائنا وقد آن لكم أن تستريحوا.

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى