شهداء فلسطينقصص الشهداء

الشهيد المجاهد أسامة صبحي أبو ضاحي

 الميلاد والنشأة

ولد الشهيد المجاهد أسامة صبحي أبو ضاحي بتاريخ 26 أكتوبر (تشرين الأول) 1969م في مدينة

رفح قلعة الجنوب كما اصطلح على تسميتها أطفال الحجارة وبالتحديد مخيم الشابورة الذي كان

مسرحًا للنشاطات الفدائية على مدار سنوات الاحتلال، وهو المخيم الذي حارب الظلم ومنطق

الغاب الذي حاول دومًا فرض الحصار عليه، مئات الشهداء والجرحى ملأت أسوار المخيم حتى جدرانه

نقشت بدمائهم الزكية ونحن لا يمكن أن نصف حادثة واحدة عشناها في هذا المخيم الذي كانت شعلة

الانتفاضة فيه أشبه بحالة حرب.

صفاته وأخلاقه.

تميز الشهيد المجاهد أسامة بصمته اللامحدود ومع ذلك كلما تحدث رسمت ابتسامة عريضة على

شفتيه أوحت برحابة صدر هذا الشاب الفارس. تعود شهيدنا الفارس أسامة على الصلاة والصيام

منذ الصغر حتى لقبه أهل البيت بالشيخ، كان رحمة الله عليه من الأذكياء في الدراسة لدرجة أن

مدرسيه كثيرًا ما أوقفوه مكانهم لتعليم الطلاب، أحبه كل من عرفه لرفعة أخلاقه، ولإحساسه

المرهف بالمسؤولية قرر أن يقف بجانب جده في محل صغير للبقالة لعله يساعد في دخل البيت.

عاش الشهيد المقدام أسامة في عائلة بسيطة تعودت على ألم الاحتلال وظلمه، فمنذ استشهاد

والده في العام 1971م واعتقال أعمامه وإصابة أخيه الأصغر أكثر من سبع مرات، وكذلك شلل أخته

الصغيرة إثر إصابتها في رأسها كل ذلك زرع في نفس الشهيد حب الانتقام، ولكنه قرر الذهاب إلى

مصر للدراسة في نفس الكلية التي سبق وأن درس بها والده الشهيد صبحي _ كلية الآداب في

الإسكندرية، ومن يومها اكتست ملامح الثورة وجه هذا المجاهد بعد أن بدأت من أول رصاصة اخترقت

جسد والده إلى أن تعلم دروس الجهاد والمقاومة.

مشواره الجهادي..

تعرف الشهيد المجاهد أسامة على مجموعة طيبة من الشباب المسلم أثناء دراسته في مصر،

وتعرف على خيار الإيمان والوعي والثورة، خيار حركة الجهاد الإسلامي.

عُرف الشهيد الفارس أسامة بالسرية الكاملة في تحركاته داخل مصر، وتأثر كثيرًا مثلما تقول والدته

بالأخبار التي كان يسمعها عن مخيم الشابورة والمواجهات التي كانت تحدث في انتفاضة الحجارة

في العام 1988م وبالتحديد ظروف عائلته فمن اعتقال معظم أقربائه إلى إصابة أخيه صبحي،

كل ذلك أشعل ما كان يرجوه ويتمنى منذ الصغر، حب الانتقام، مع أنه كان من الطلبة القلة الذين

تم قبولهم في مصر عام 1987م.

موعد مع الشهادة ….

في صبيحة يوم الأحد الموافق 9 أكتوبر (تشرين الأول) 1988م كان موعد الشهيد المجاهد أسامة

مع لقاء ربه تستحضره ملامح رائعة شكلت حياته منذ الصغر. في 9 أكتوبر قرر شهيدنا الفارس أسامة

الرجوع إلى فلسطين وترك الدراسة لأجل القيام بعملية جهادية وعندما استقل الباص الذي ينوي

نقله من مصر إلى فلسطين أمرهم الجنود بالتوقف من أجل التفتيش عند نقطة الحدود الفاصلة بين

مصر وفلسطين المحتلة، وجاء دور شهيدنا الفارس أسامة الذي انهمك وقتها في قراءة القرآن،

أمره الجندي بالكف عن قراءة القرآن، ولكنه رحمه الله لم يصغ لأمر هذا الحاقد وإذا بالجندي يصفع

شهيدنا المجاهد أسامة صفعة دفع ثمنًا لها فلقد أشهر شهيدنا سكينًا كانت بحوزته وأخذ بطعنه حتى

أصابه بجراح، ولكن الجندي تماسك وأطلق أربع رصاصات من رشاش العوزي الذي يحمله، وسكنت

جسد الشهيد أسامة الطاهر لتعلن استشهاده وتحقيق أمنيته التي حلم بها دومًا.

رحل شهيدنا الفارس أسامة

ليصل خبر استشهاده إلى أهله القابعين تحت الحصار مثلهم مثل بقية المخيم، لقد اختار أن يموت

وحيدًا بعيدًا عن أبناء وطنه ليترك لهم وصية وقسماً مشفوعًا بالدم، فالوطن في القلوب ليس له حدود،

استشهد الشهيد الفارس أسامة ليضيف رقماً جديدًا في سجلات العطاء والفداء.

زر الذهاب إلى الأعلى