شهداء فلسطين

الشهيد معتصم فوزي أبو لولي

إنهم الشهداء، صُناع التاريخ ، بناة الأمم، صانعو المجد ، سادة العزة… يبنون للأمة كيانها، ويخطون لها عزتها، جماجمهم

صرح العزة، أجسادهم بنيان الكرامة، ودماؤهم ماء الحياة لهذا الدين وإلى يوم القيامة. هم شهداء يشهدون أنَّ المبادئ

أغلى من الحياة، وأن القيم أثمن من الأرواح، وأن الشرائع التي يعيش الإنسان لتطبيقها أغلى من الأجساد، وأمم لا تقدم

الدماء لا تستحق الحياة، ولن تعيش.

الميلاد والنشأة

ولد الشهيد معتصم فوزي أبو لولي بتاريخ 4/1/1998 في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، فعمت الفرحة أرجاء عائلته،

وراح شهيد  يتهادى بين أكف والده يزفونه وكأنهم يعلمون أنه شهيد قادم السنين.تميز شهيدمنذ صغره

بالهدوء و الأخلاق الحسنة، فكان اجتماعي جداً مع مختلف أوساط حيه ومدينته رفح، وكان سنداً لوالديه في المنزل

وأثناء العمل، يعسى أن ينال دعواتهم ورضاهم عنه دوماً وهو الذي كان يتولى أمور المنزل.
وكان يعامل إخوانه وأهل بيته معاملة حسنة ويعاملهم باحترام كبير، وكانت محبته لهم لا توصف؛ لأنه أصغرهم سنا،

أما عن علاقته بجيرانه فعلاقته حسنة واجتماعية جدا، كان دائما يقف بجانبهم، ويشاركهم في الأفراح والأتراح.

دراسته وعمله

درس الشهيد معتصم المرحلة الابتدائية في مدرسة ابن سينا للذكور، وأنهى المرحلة الابتدائية في نفس المدرسة،

ثم التحق بالمرحلة الإعدادية وأتمها في مدرسة ج، وكان الشهيد معتصم يتمتع بسلوك حسن بين زملائه في

المدرسة، وكان يحب أن يمزح معهم في أوقات اللعب والفرح، وكان يحب أن يخرج معهم في الرحلات المدرسية
التحق شهيد بكلية الصناعة التابعة لوكالة الغوث الدولية، وكان مصمما على ترك الدراسة والالتحاق بالصناعة،

والانخراط في الجانب المهني، وخلال دراسته عمل الشهيد في صفوف الكتلة الإسلامية فكان منذ الصغر،

كان يحب أن يعمل بكل حب ونشاط، وكان حريصا على اجتذاب الأفراد إلى صفوف المساجد والكتلة الإسلامية.
كان يعمل الشهيد معتصم بائعاً مع والده في رياض أطفال ويؤدي عمله بكل إتقان، وكان حريصا على هذا العمل

لإعالة أسرته للمساهمة مع والده في مصاريف المنزل وسد احتياجات أهله.

مجاهد مغوار

بعد انتهاء معركة العصف المأكول عام ٢٠١٤م، أصبحت رغبة الشهيد في الانضمام إلى صفوف كتائب القسام واضحة

جدا، وطلب من والده ذلك ومن المسؤولين في المنطقة، وكان له ذلك في نفس العام الذي انتهت فيه الحرب،

فخاض الشهيد العديد من الدورات القسامية منها دورة إعداد مقاتل وكان نشيطاً ومميزاً في تلك الدورات.
أما عن المراحل التدريجية في عمله الجهادي فبعد أن أنهى دورة إعداد مقاتل أصبح جنديا في كتائب القسام،

ثم التحق بدورة نخبة مستوى أول، ثم التحق بدورة نخبة مستوى ثالث، والتحق بدورة قانص مستوى أول وثاني.
حرص شهيدنا القسامي معتصم على الخروج دوماً إلى الرباط، وكان يصر على مسؤوليه أن يخرج إلى الرباط في

غير أيامه، وتميز خلال عمله الجهادي بالحيوية والنشاط وكان من المبادرين في كافة النشاطات العسكرية.
عرف عن  معتصم بين إخوانه المجاهدين بأنه صاحب ابتسامة دائمة يمازح إخوانه ويخفف عنهم ، وكان

كثير العطاء في عمله الجهادي، فتراه مبادراً في العمل وطلب من قيادته العمل في الأنفاق القسامية.
ومن أبرز المواقف في حياة شهيدنا الجهادية أنه وفي إحدى الدورات المغلقة التي خاضها شهيدنا، وفي أثناء إلقائه

كلمة لإخوانه قال لهم: “لا راحة في الميدان، وإنما الراحة في الجنة” وكان دائما يحثهم على طلب الشهادة،

ويذكرهم ببطولات رفيقه نضال.
عمل شهيدنا معتصم في وحدة الأنفاق بشكل تطوعي، وأثناء أدائه لواجبه العسكري شرق مدينة رفح خلال رباطه

أصيب بطلق في قدمه، وأثناء مشاركته في مسيرات العودة أصيب ثلاث مرات قبل استشهاده، فقد أصيب بالاختناق

بالغاز لمرات عديدة، كما أنه أصيب بطلق مطاطي في ركبة قدمه اليسرى، وأصيب بطلق في يده اليمنى.

على موعد

كان الشهيد معتصم دائما وأبداً حريصاً على طلب الشهادة، وكان حريصا على اللحاق برفيق دربه الشهيد نضال

الجعفري، فمنذ استشهاد رفيقه نضال الجعفري كانت تراوده الرؤى والأحلام بأنه يرى مكانه بجانب الشهيد نضال،

وقبل استشهاده بيوم أرسل رسالة فيس بوك إلى أصدقائه وقال لهم بأنه سيكون شهيدا غدا، وطلب منهم أن

يدفنوه بجانب رفيقه نضال.
ومن الإيحاءات بقرب موعد استشهاده أنه اجتمع مجموعة من رفاقه عند ميدان النجمة، فسأله أحدهم: إلى أين

أنت ذاهب يا معتصم؟ فأجابهم: إلى الجنة. وأثناء خروجه من المنزل صباح الإثنين، قال لأمه: اليوم آخر يوم لي.
خرج شهيدنا إلى الحدود الشرقية لمدينة رفح للمشاركة في مسيرات العودة وكان ذلك بتاريخ 14/5/2018 صباح

يوم الإثنين، تقدم الشهيد مع مجموعة من الشبان باتجاه السلك الزائل، وقاموا بقصه، وأثناء سحبه أصيب بطلق

في رأسه، مما أدى إلى استشهاده على الفور.

شهيدنا حي

يذكر أن معتصم قال  قبل استشهاده بلحظات لأحد الإخوة للذين كانوا معه “يا بندخل يا بنرجع شهداء

” وفور إصابته بالرأس كان آخر ما قاله “لا إله الا الله، فزت ورب الكعبة”.
انتشرت له صورة وهو مصاب بيده وكان مبتسما جدا أثناء خروجه من غرفة العمليات، وانتشرت هذه الصورة أيضا

بعد استشهاده فقد كان مبتسما جدا لحظة استشهاده، وكانت هذه الصورة الأكثر انتشارا على مواقع التواصل

الاجتماعي لثلاثة أيام متواصلة، وتم إبلاغ الأهل بأن أربعة أشخاص أدوا عن الشهيد مناسك العمرة.

زر الذهاب إلى الأعلى