الشهيد الكاتب و الاعلامي حنا مقبل
بالدم نكتب لفلسطين
حنا مقبل شهيد الكلمة التي نزفت دماً منذ أن اختار طريقها ليكتب لفلسطين…وكما عاهد أخوته أن يظل على نبض حجارتها وأميناً لثقافتها وحضورها حقق ذلك و لم يترك ميدان الثقافة المقاومة حتى آخر لحظة في حياته.
ولد الكاتب والإعلامي الشهيد حنا مقبل في مدينة القدس يوم 14 تشرين الثاني 1941 …ليكبر في بيئة وطنية ويشتد عوده مقاوماً للاحتلال ومشاريعه في تصفية قضية فلسطين. درس الصحافة بالمراسلة..,ليحصل على دبلوم من جامعة الاسكندرية.
مسار حياته المهنية والوطنية تقول إنه حمل قضية فلسطين مبكراً في كتاباته المحفزة للثورة ومواجهة الاحتلال.
عمل في صحيفتي” المنار” و” القدس”. وكذلك في صحف كويتية عدة.
بعد نشاطه الملحوظ طرد من الكويت. عاد إلى القدس عام 1964 وعمل في صحيفة ” القدس”. لينتقل بعدها إلى عمان. ومع انطلاقة الثورة الفلسطينية عام 1965 اختار خط الثورة لتكون عنوان كتاباته ودوره في مواجهة احتلال يُهود الأرض ويرتكب مجازره لتصفية قضية شعب آمن بتحرير أرضه كاملة .
الثورة الفلسطينية بمبادئها للتحرير حفزت الشهيد البطل للعطاء غير المحدود.
بدأ بالعمل في مؤسسات الثورة الاعلامية .وأصدر صحيفة سميت
ب” فتح”.
تنقل مع الثورة الفلسطينية من عمان إلى سورية والى لبنان. تسلم رئاسة مجلة
” فلسطين الثورة”. ولأن الشهيد حنا مقبل كان مؤمناً ايماناً عميقاً بدور الكلمة المقاومة والثائرة والهادفة – دفع لتأسيس اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين وتولى أمانة السر حتى عام 1981..وهو الذي أسس وكالة” القدس برس” في قبرص.., وكان عضوًا في اللجنة الدولية لحماية الصحفيين- المنبثقة عن منظمة الصحفيين العالمية (I.O.J) .يوم أسس وكالة ” القدس برس” قال: “سأحاول أن أضخ إلى الناس من خلالها ما يمكن أن يساهم في جلاء الحقيقة”.
مارس الشهيد حنا مقبل كل هذا النشاط إلى جانب عمله كأمين عام لاتحاد الصحفيين العرب
كان طاقة كبيرة سخرت لأجل فلسطين.
في كتاباته ودوره في المؤسسات التي عمل فيها. لم يذخر جهداً كي يصل الصوت لكل العالم. حاملاً هم شعبه وجراحه وآلامه…. أميناً للشهداء والمقاومة.
تجذر صوت الحق في كلمته – أن الثقافة الوطنية من الطبيعي أن تنحاز لفلسطين وتؤسس لواقع لا يقبل إلا بالتحرير والعودة…فكتب لفلسطين بدمه كشعار اتحاد كتابها. بالدم نكتب لفلسطين.
اغتيل في نيقوسيا- قبرص صباح يوم الخميس الموافق 3/5/1984 الساعة الثامنة والنصف صباحاً.
كان متوجهاً إلى مكتبة حيث أقدم الموساد بإطلاق الرصاص عليه من مسدس كاتم للصوت؛ فاخترقت رصاصة قلبه، ونقل جثمان الشهيد إلى عمان، حيث ووري الثرى في مقبرة أم الحيران بالأردن.
يقول الكاتب والروائي الفلسطيني رشاد أبو شاور عن صديقه الشهيد حنا مقبل: “خسرت أخي ورفيق عمري أعز أصدقائي. كم نفتقدك يا أبا ثائر يا من علمت الكثيرين الصحافة.. ومسؤولية الصحفي والكاتب. وأن الكلمة موقف.. وأننا بالدم نكتب لفلسطين. يامن حذرت من خيار التسوية. والتخلي عن خيار المقاومة حتى التحرير الكامل لكل فلسطين”
سيبقى دم الشهيد في كل أيام فلسطين…سيبقى حاضراً في ثقافة لا تقبل إلا بكامل التراب الوطني الفلسطيني.
لينا عمر