الشهيد القسامي / مصباح فايق مصباح شبير
بين طرقات الوطن، وفي كل ركن حكاية وجع وفقد، يعيشها الشعب الفلسطيني مع كل استهداف اسرائيلي للأنفاق
“مصباح فايق شبير” القائد الميداني في سلاح البحرية القسامي
نشأة فارس
مع نسمات فجر قطاع غزة العليل، ومع انسياب وتوارى شعاع يوم 25-9-1990م، كانت فلسطين وعائلة شبير على موعد مع ميلاد القسامي مصباح فايق شبير، فعمّت الفرحة جنبات العائلة بقدوم مولودها الجديد، فسمي مصباحاً ليكون له من اسمه نصيب فيما بعد حين أضاء بدمائه الطاهرة طريق الحرية لمن بعده من المجاهدين.
ولد شهيدنا مصباح ووقع إجرام الاحتلال بحق أبناء شعبه ماثلاً للجميع، وزاد إجرام الاحتلال بحقه وأفراد أسرته حين عاشوا حياة اليتم، بعد استشهاد والدهم “فايق شبير” بتاريخ 11-10-1993، أي بعد ولادة مصباح بثلاث سنوات، بعد قيام جيب صهيوني بصدم حافلة للعمال الفلسطينيين مما أدى لاستشهاده وعدد آخر شمال القطاع.
وبين ربوع أسرته الملتزمة نما مصباح وعاش منذ صغره حياة إسلامية بامتياز، فقد عوضته أمه غياب والده الشهيد، فالتزم بالمسجد منذ صغره، والتحق بحلقات تحفيظ القرآن الكريم مع أبناء جيله، في مسجد خليل الرحمن بالمنطقة.
تعليمه وعمله
تلقى شهيدنا مصباح تعليمه الابتدائي في مدرسة عبد الله أبو ستة، وأتم المرحلة الإعدادية من مدرسة الأقصى ، وأنهى الثانوية العامة من مدرسة كمال ناصر، والتحق بكلية مجتمع الأقصى في تخصص صحافة الكترونية.
وخلال مسيرته التعليمة كان شهيدنا مصباح أحد أفراد الكتلة الإسلامية الذراع الطلابي لحركة حماس، وكان من المميزين علماً وعملاً خلال مراحل الدراسة.
في ركب الدعوة
كان مصباح نموذج للشاب الجاذب للمساجد الذي يستقطب الجميع من أطفال وكبار، في منطقته يشارك في الأنشطة الاجتماعية، ودائم التواجد في المسجد محافظاً على صلاة الفجر، وصديق الشهداء محمد الزيني وأسامة بريكة الذين استشهدا خلال معركة العصف المأكول.
مجاهد قسامي
التحق الشهيد القائد الميداني مصباح شبير، في صفوف كتائب القسام في العام 2008، بعد طلب منه تقدم به لإخوانه، فكان له ما أراد، وبعدها التحق بالعديد من الدورات العسكرية التي يخوضها مقاتلو القسام.
ولنشاطه وتميزه بين أقرانه، سرعان ما اختير ليكون أحد أفراد وحدة الاستشهادين في الكتائب، ومع تشكيل وحدات النخبة القسامية كان مصباح من أوائل الملتحقين فيها.
دفعت همة الشهيد العالية ومؤهلاته الفذة عام 2010م، إلى الانضمام لسلاح البحرية القسامي، فعاش فيه بكل ذرة من كيانه في التدريب والإعداد والتجهيز، ويعتبر مصباح من أوائل مؤسسي هذا التخصص في لواء خانيونس
على موعد
يوم الاثنين 30/10/2017م، قصف العدو الغادر نفقاً لإخوة الدم والسلاح مجاهدي سرايا القدس، فهرعت وحدة الإنقاذ القسامية استجابة لنداء الواجب بتجهيزاتها كلها، وكان الشهيد القائد مصباح من أوائل الذين نزلوا للنفق، وقد أخرج مع إخوانه المجاهدين ثلاثة من الشهداء قبل أن تفيض روحه الطاهرة.
وينزل بعده بقليل الشهيد محمد مروان الأغا ليساهم في إخراج من بقي داخل النفق بعد أن طلب أكثر من أربع مرات النزول للنفق ويجاهد ويغالب آلامه إلى أن اصطفاه الله ليلحق بأخيه وحبيبه القائد مصباح شبير.
سيبقي هذا التاريخ على ميثاق لم يكتب بالحبر لكنه كتب بالدم وعلى عهد أخد على وحدة الدم والسلاح، حيث امتزجت دماء القائد (أبو عبد الله) مصباح شبير بدماء القائد عرفات أبو مرشد واختلطت دماء محمد مروان الأغا بدماء حسن حسنين وبقية الشهداء.
هذا العهد والميثاق الغليظ سيظل ركيزة أساسية في وحدة الدرب نحو تحرير وطننا من المحتل الغاصب.