الشهيد القسامي / محمد مروان الأغا
نشأة الفارس
كطلة القمر في ليلة مقمرة، وكبهائه بدراً، أطل شهيدنا القسامي محمد مروان الأغا عريساً بتاريخ 21-9-1996م، فزاد بيتهم تلألأً بالنور القادم، وسعدت العائلة بقدوم عريسها الفارس.
وبين أحضان عائلة مجاهدة وبيت ملتزم نما وترعرع شهيدنا القسامي محمد الأغا، فعلم طريق المساجد منذ صغره، على الشجاعة تمرس، وبين تعاليم القرآن أخذ ينهل من العلوم.
هو المحبوب الألوف، والعامل المتواضع، والطيب العطوف، والبار بأهله، المطيع المحافظ على صلاته، والمجاهد القوي، والمقدام المثابر، والذكي الفطن، والضحوك الكتوم، يخفي بين ثنايا وجهه عديد الصفات الحميدة التي وضعت له القبول في الأرض.
كانت بدايات تعليم شهيدنا في رياض المجمع الإسلامي، ثم التحق بمدرسة أبو بكر الصديق وأنهي فيها المرحلة الابتدائية والإعدادية، وأنهى محمد الثانوية العامة الفرع الشرعي بمعدل 90%، والتحق بكلية الشريعة في الجامعة الإسلامية، وكان أحد الطلاب المتفوقين فيها، لكنه لقي ربه شهيداً قبل شهور من تخرجه من الجامعة بشهادته العلمية.
وخلال المراحل الدراسية عمل شهيدنا محمد في صفوف الكتلة الإسلامية الذراع الطلابي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، ليكون خادماً للطلاب وداعية لهم خلال المراحل الدراسية.
منذ طفولته التزم محمد بالمساجد وحلقات تحفيظ القرآن، وكان من الطلاب المميزين في مسجده عبد الله عزام وسط خانيونس، وكان مشاركاً في مخيمات المسجد المختلفة، وحفظ القرآن الكريم وهو في المرحلة الإعدادية خلال مخيمات حركة المقاومة الإسلامية حماس لتحفيظ القرآن.
التحق محمد في صفوف حركة المقاومة الإسلامية منذ صغره، وشارك في كافة الأنشطة والفعاليات الحركية التي كلّف بها في منطقته، ثم بايع جماعة الإخوان المسلمين عام.
كان محمد نموذج للشاب الجاذب للمساجد الذي يستقطب الجميع من أطفال وكبار، في منطقته يشارك في الأنشطة الاجتماعية، ودائم التواجد في المسجد محافظاً على صلاة الفجر، وكان مديراً لمركز تحفيظ القرآن في مسجده.
مجاهد بطل
طلب محمد الالتحاق في صفوف القسام منذ صغره، إلا أن طلبه كان يقابل بالرفض حتى إنهاؤه الثانوية العامة، وبالفعل كان له ما أراد بعد ذلك، عام 2014م بعد انتهاء معركة العصف المأكول .
ولالتحاق محمد في صفوف الكتائب قصة ترويها والدته الصابرة
فتقول:” جاء أحد المجاهدين يسألني بأن محمد يريد الالتحاق بركب الكتائب، فكان يريد أن يعرف أنني أحبذ انضمامه للقسام أم لا، فأجبت المجاهد، إن كنتم ترون في محمد فتى مجاهد ويستطيع أن يكون بطلاً في صفوف الكتائب، فأنا أقبل، وإن لا فأنا لا أرض، وهذا الحديث لم يكن يعلم به محمد، فذهب للجنة اختبار للملتحقين في صفوف القسام، ففاجأه المقابلون بالقول أمك تريد أن تكون بطلاً”.
رحمك الله يا محمد كنت بطلاً شجاعاً مقداماً لا تهاب في الله لومة لائم، فما أن سمعت النداء تقدمت الصفوف الأولى لإنقاذ المجاهدين.
ولأنه بطل خاض محمد العديد من الدورات العسكرية، ولشجاعته وقوته البدنية والعقلية، اختير ليكون أحد أفراد سلاح البحرية القسامي، وأظهر هناك قوة تحمل تحت البحر وفي الغوص فاق بها أقرانه، واختير بعد ذلك لإمارة إحدى المجموعات القسامية في سلاح البحرية.
ومما يذكر لمحمد أنه كان يطلب من أهله دوماً مساعدة المجاهدين بما يحبون ويقدرون لأن الصدقة طريق للجنة.
على موعد الشهادة
يوم الاثنين 30/10/2017م، قصف العدو الغادر نفقاً لإخوة الدم والسلاح مجاهدي سرايا القدس، فهرعت وحدة الإنقاذ القسامية استجابة لنداء الواجب بتجهيزاتها كلها، وكان الشهيد محمد الأغا من الذين نزلوا للنفق، وساهم في إخراج من بقي داخل النفق بعد أن طلب أكثر من أربع مرات النزول للنفق ويجاهد ويغالب آلامه إلى أن اصطفاه الله ليلحق بأخيه وحبيبه القائد مصباح شبير.
سيبقي هذا التاريخ على ميثاق لم يكتب بالحبر لكنه كتب بالدم وعلى عهد أخد على وحدة الدم والسلاح، حيث امتزجت دماء القائد (أبو عبد الله) مصباح شبير بدماء القائد عرفات أبو مرشد واختلطت دماء محمد مروان الأغا بدماء حسن حسنين وبقية الشهداء.