الشهيد القسامي / كرم محمد أبو عبيد
مولده :
ولد الشهيد المجاهد كرم محمد مصطفى أبو عبيد في 2 شباط لعام 1985م في أزقة مخيم جباليا في عائلة ملتزمة بشرع الله اتصفت بالقناعة والرضى وسمى شهيدنا بهذا الاسم لنزول الغيث من السماء وقت نزوله من بطن أمه.
منذ صغره كان كرم متواضعاً هادئاً خلوقاً قليل الحركة كثير التفكير كما قالت والدته تلك المرأة التي احتسبت ابنها عند الله عز وجل فقد كان كرم ومنذ صغره وسيماً وديعاً شجاعاً محافظاً على الصلاة منذ نعومة أظفاره وخصوصاً صلاة الفجر حيث تربى على أيدي كبار المشايخ في مسجد العودة.
الأول في علوم الدنيا والدين
تخرج شهيدنا المجاهد من المرحلة الابتدائية والتي وصف فيها بالجد والاجتهاد 1997م فحصل فيها على المرتبة الأولى بدرجة امتياز وعندما التحق بالمرحلة الإعدادية كان همه كبير على الدين ولكن لم يؤثر ذلك على تفوقه التعليمي في المدرسة فحصل على المرتبة الأولى أيضاً من بين زملائه الذين أحبوه كثيراً كما أحبه مدرسيه وأهله وأصدقاءه.
التحق كرم بدورة في التلاوة والتجويد أتمها في أيلول 2001 واجتاز اختبارها بتقدير جيد جداً مرتفع وكانت دورة أحكام التلاوة برواية الإمام حفص عن عاصم من طريق الشاطبية، وفي شهر رمضان المبارك كان شهيدنا يؤم الناس بمسجد رياض الصالحين حيث كان يمتاز بجمال صوته وروحانية دعاءه الذي أبكى كثيراً من الناس الذين كانوا يصلون خلفه.
حفظ شهيدنا كثيراً من القرآن الكريم فقد كرمته الكتلة الإسٍلامية لتفوقه الدراسي كما كرمته مدرسته في المرحلتين الإعدادية والثانوية.
وفي المرحلة الثانوية التحق شهيدنا كرم بمدرسة أحمد الشقيري عام2001 م حيث كان أميراً للكتلة الإسلامية فيها حمل روح الشاب المسلم الخائف على مصلحة الأمة وزينت قسمات وجهه الأخلاق العالية التي تميز بها شهيدنا وكثيراً ما دعا كرم لنفسه بالشهادة في سبيل الله وقبل استشهاده بيومين نظر إلى صورة الشهيد محمد زيادة وتأمل فيها ثم تحدث بكلمات بينت صدق نيته قال والله إني اشتقت إليك يا محمد لقد تأخرت عليك كثيراً، فكثيراً ما دعا اللهم خذ من دمي حتى ترضى.
رؤيا صادقة
وقبل أسبوعين من استشهاده رأى كرم في منامه أنه قام بتنفيذ عملية استشهادية وأن روحه صعدت إلى خالقها بسهولة ومشى في مكان أخضر طويل لم ينته وقال أنني أشعر بأني سأقتل شهيداً وهذا مكاني في الجنة.
ورأى أكثر من ثلاث مرات أنه قتل شهيداً في سبيل الله عز وجل وأنه نال مراتب الشهداء في جنات الخلد – نسأل الله العظيم أن يتقبله شهيداً – كما رأى العديد من أصدقاءه أن شهيداً كما رأته أخته وأمه في ليلة جمعة أنه ارتقى شهيداً.
وأحب شهيدنا دراسة العلوم الشرعية كثيراً لدرجة أنه كان يقول بأنني سألتحق بالجامعة الإسلامية لأدرس في كلية أصول الدين، وفي حديث له مع أمه حول الزواج فقد كان كرم يقول إنني لن أكلفكم في زواجي.
موعد مع القدر
وكان يوصي أهله بالصبر والثبات عندما يصل إلى مسامعهم نبأ استشهاده وأن يتقبلوا خبر استشهاده بالتكبير وبالتهليل إذا ما كتب له ذلك وكان يقول لأمه هنيئاً لكي يا أمي فأنت ابنة شهيد وأخت شهيد وستكوني بإذن الله تعالى أم شهيد، كان لسانه دوماً رطباً بذكر الله تعالى فالتسبيح والاستغفار لا يفارقان فمه الطاهر وحول شهادة التوجيهي فقد كان أهله يقولون له نريد أن تكون من أوائل القطاع في الثانوية العامة فكان يرد قائلاً سآتي لكم بأكبر شهادة فكثيراً ما تحدث عن الشهيد المجاهد إبراهيم ريان، ويقول أحد مسئولو كتائب القسام أن الشهيد كرم أبو عبيد خرج يوم الخميس بعد صلاة الظهر مباشرة وكان صائماً وعند توجهه إلى مكان العملية أخذ معه حبات من التمر وشربة ماء ليفطر عليها وظل مختبئاً في البيت حتى قدمت الدورية الصهيونية وفي صباح 18\10\2002م نفذ كرم أبو عبيد عمليته الاستشهادية في مغتصبة دوغيت.
ويضيف المسئول أن كرم كان من أكثر الشباب انضباطا والتزاماً وأدباً وأخلاقاً فقد ألتزم بعدم إخبار أحد بعمليته وقبل استشهاده طلب من قيادته في كتائب القسام أن يتصل بأحد أصدقاءه ليودعه فرفضت قيادة الكتائب خوفاً على أمن العملية فالتزم بذلك الأمر.
وفي صبيحة ذلك اليوم نعت كتائب الشهيد عز الدين القسام الشهيد المجاهد كرم محمد أبو عبيد عبر مكبرات الصوت في مخيم جباليا وقالت كتائب القسام في بيانها أن هذه العملية أتت رداً على جريمة العدوان الصهيوني على مدينة رفح وأضافت الكتائب في بيانها أن الشهيد كرم فجر عبوة موجهة في دورية عسكرية صهيونية تلاهما إطلاق كثيف من الشهيد كرم كما ألقى قنابل يدوية في كمين نصبه للقوات الصهيونية بالقرب من مغتصبة دوغيت.