شهداء فلسطينقصص الشهداء

الشهيد القائد ” وائل جواد النمرة “

 

عندما يرتقي الشهيد ويسير في زفاف ملكي إلى الفوز الأكيد، وتختلط الدموع بالزغاريد. عندها لا يبقى لدينا شيئاً لنفعله أو نقوله، لأنه قد لخّص كل قصتنا بابتسامته. كلّ قطرة دم سقت نخيل الوطن فارتفع شامخاً، وكلّ روح شهيد كسّرت قيود الطواغيت، وكل يتيم غسل بدموعه جسد أبيه الموسّم بالدماء وكل أم ما زالت على الباب تنتظر اللقاء.

 

الشهيد القائد ” وائل جواد النمرة ” …

عدة سنوات والمواطن الفلسطيني يتسائل، من هذا الرجل الملتحي الذي أطلق عليه البعض إسم “ظل جهاد العمارين” نظراً لأنه كان دائماً يرافقه ومطلعاً على أسراره سنوات من التساؤل إنتهت بكشف السر الغامض داخل مستشفى الشفاء الواقع غرب مدينة غزة والذي شهد مساء الخميس الموافق 4/7/2002 إحدى من أبشع جرائم الإحتلال وعملائه المرتزقه بحق إثنين من القادة العظام القاهرين للخونه واللئام.

إختطلت دماء الأبطال بعضها ببعض ليتضح فيما بعد أنها نفس الدماء فهذه دماء جهاد العمارين والأخرى دماء إبن شقيقته وائل جواد النمرة هذا المقاتل المجهول الذي تشوق الكثير لمعرفته.

ميلاد ونشأة من نور …

ولد الشهيد القائد وائل جواد النمرة “أبـوبشــار” في حي الدرج إلي الشرق من مدينة غزة وكبر وترعرع بين أسرة متواضعة زرعت بداخله حب فلسطين والتضحيه لأجلها والدفاع عن أرضها وشعبها وعززت بداخله ثقافة التضحية لأجل الأخرين.

إنضم شهيدنا القائد إلي صفوف حركة التحرير الوطني الفلسطيني – فتح وكان من أبرز القيادات التي لها قاعدة شعبية نظراً لنشاطه داخل صفوف الحركة التي تفتخر به وبأمثاله من الأوفياء الذين ترجموا إنتمائِهم لفلسطين ولحركة فتح على أرض الواقع من خلال رحلة كبيرة من النضال والكفاح سعياً منهم لتحقيق الحلم الذي ينتظره كل أبناء شعبنا المجاهد ألا وهو حلم الدولة والإستقلال والخلاص من الإحتلال.

* تزوج وائل فتاة من إحدى العائلات المحافظه ومنَ الله عليه بثلاثة من الأبناء إثنتين منهم بنات والثالث هو بشار الذي نسأل الله أن يحمل أفكار والده الثورية وكافة صفاته الحسنه.

مع دخول قوات الثورة الفلسطينية إلي قطاع غزة بعد توقيع إتفاقة السلام عام 1993 إنضم شهيدنا البطل لصفوف الأجهزة الأمنية الفلسطينية وحصل على رتبة ملازم أول وعمل داخل جهاز الأمن الوقائي بكل أمانه وشرف من خلال مساعدته لأبناء شعبه على كافة المستويات والأصعده بحكم طيبعة عمله.

 

مشوارة الجهادى …

ومع بُذوغ المعالم الأولى لإنتفاضة الأقصى المباركة التي جاءت رداً طبيعياً على تهرب دولة الإحتلال من دفع إستحقاقات العملية السلمية وإستفزازات قادة الدولة العبرية للفلسطينيين من خلال تدنيس مقدساتهم الإسلامية وخصوصاً زيارة الحقير أرئيل شارون للحرم المقدسي الشريف وتدنيس أركانه الطاهرة، والتي قوبلت بإحتجاجاً عارماً من قبل الفلسطينيين ورد عليها الإحتلال بقتل الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ لتكون الشرارة التي أثمرت عن ولادة كتائب شهداء الأقصى التي إنضم إليها “النمرة” وتقرب من قائدها ومؤسسها الشهيد القائد جهاد العمارين “أبو رمزي” وليُصبح النمرة أحد أبرز قياداتها العسكرية في قطاع غزة وأصبح مساعداً للقائد المعلم جهاد العمارين.

 

موعدة مع الشهادة …

إنه مساء الخميس الأسود الموافق 4/7/2002 والذي بكى فيه الرجال لرحيل القائد العمالقة وائل جواد النمرة وقائده ومعلمه جهاد العمارين اللذان استشهدا في عملية إغتيال جبانه بعد نجاح أحد العملاء الخونه من زرع عبوة ناسفة داخل سيارة الشهيد القائد جهاد العمارين والتي إنفجرت بالقرب من برج أبو رمضان القريب من مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة ليرتقيا شهداء بعد رحلة عريقة من النضال والكفاح دفاعاُ عن قضيتهم العادلة وعن شعبهِم الذي يستذكرهم اليوم بكل الكلمات النبيله وعبارات الوفاء التي تليق بهم وببطولاتهم.

وقوافل الشهداء لا تمضي سدى ..إن الذي يمضي هو الطغيان

زر الذهاب إلى الأعلى