الشهيد القائد نضال علي أبو سعدة مجهز الاستشهاديين
ميلاد القائد
ولد الشهيد القائد نضال في تاريخ 10-5-1978م، ودرس في مسقط رأسه بلدة علار
قضاء طولكرم حتى وصل الى الصف التاسع، ولأنه من عائلة مستورة فقد آثر نضال
ترك الدراسة الأكاديمية وتوجه لتعلم مهنة، وحصل على رخصة لمزاولة مهنة تتعلق
بالكشف على المياه في بلدته مكنته وعلى صغر سنه من إعالة أسرته المكونة من
الوالدين وثلاثة بنات واثنين من الأشقاء.
نشأ نضال حاملاً هموم أكبر منه، فأصبح مكلفاً بإعالة أسرته وتعليم إخوته وعلاج والده
المصاب بداء السكري ذلك المرض الذي أودى به لاحقاً إلى فقدان البصر بشكل كامل.
والذي وافته المنية بعد استشهاد القائد نضال أبو سعدة بتسعة أشهر فقط.
صفاته وأخلاقه
عُرف عن الشهيد نضال إيثار لغيره على نفسه دفعه لترك دراسته ليعول أسرته،
وإرادة حديدية لا ضعف فيها دفعته إلى تحدي احتلال جائر مسلح من رأسه حتى قدميه.
شهيدنا القائد نضال مثال ساطع على حب الوالدين وطاعتهما، وهو المحافظ على صلاته
في المسجد، والقارئ لكتاب الله اهتداء بأنواره السنية في ما يأتي وما يدع من قول أو
فعل، صفات أكثرت من أصدقائه ومحبيه ومعارفه، وجعلت استشهاده محزنًا لهم رغم
اعتزازهم به.
مشواره الجهادي
على رؤوس الأشهاد بعد استشهاد المجاهد جميل أبو سعدة الصديق الحميم له،
وفي جنازة الشهيد جميل ووداعه ظهر نضال حاملاً السلاح أمام سكان البلدة وأصبح
منذ ذلك اليوم منذ آب في العام 2005م، مطاردا ومطلوبا لقوات الاحتلال الصهيوني.
انضمامه لسرايا القدس
انخرط في المجال العسكري وانضم لسرايا القدس مع انطلاقة الانتفاضة المباركة،
وعمل مع الشهداء القائدة أمثال لؤي السعدي ومعتز أبو خليل وعلي أبو خليل وغيرهم
من القادة، وتدرج في العمل العسكري ثم تولى قيادة سرايا القدس في شمال الضفة
الغربية بعد استشهاد القائد لؤي السعدي، أخذ على عاتقه الانتقام لدماء الشهداء فأرسل
لقلب الكيان الصهيوني الاستشهاديين.
مسؤول عن عمليات استشهادية
كان للشهيد القائد نضال أبو سعدة عدة عمليات حسب اعتراف العدو من أبرزها عملية
نتانيا البطولية التي أدت لمقتل (5) صهاينة وإصابة أكثر من (40) آخرين، وحسب اعتراف
العدو بأن الشهيد نضال أبو سعدة مسؤول عن ست عمليات استشهادية وأنه المطلوب
الأول للاغتيال في الضفة الغربية المحتلة، لقب بشيخ الاستشهاديين بعد نجاحه الكبير
في إرسال الاستشهاديين.
ويمر شهر وراء شهر وعائلته تتحرق شوقاً لمعرفة أي خبر عنه، ويتمكن من الوصول للبيت
والمكوث فيه لأقل من دقائق عشر ! تقول والدته:” كان مستعجلاً وعيناه تدوران في البيت
فقد كانت تلك آخر مرة يدخل فيها البيت، وقبل رأس والده وعاد ليحيطني ويضمني إلى صدره
فقلت له: لماذا يا ولدي.. ؟ فأجابني دون أن يسمح لي بإتمام عبارتي المعاتبة :” الجهاد فرض
على كل مسلم ولست بأفضل من غيري من المجاهدين”.
بعد هذه الزيارة الخاطفة تنقطع أخباره عن عائلته ثم يتسرب خبر عن وجوده في طولكرم
وتتمكن الأم من زيارته بالسر ولأقل من ربع ساعة.
تتحول حياة أسرة شهيدنا القائد نضال إلى جحيم حقيقي عندما بات بيتهم ساحة يعيث
فيها جنود الاحتلال فسادا، يحطمون محتوياته المتواضعة ويقلبون كل شبر في البيت بحثا عنه.
تارة يأتون قبيل الفجر ويجبرون الأسرة على المكوث في العراء لساعات، وتارة يهددون
بنسف البيت على رؤوسهم إن لم يسلموا فلذة كبدهم نضال حتى استقر رأيهم ووصلت
غطرستهم مداها باعتقالهم أخوي الشهيد نضال وهما: هلال ومحمد وكذلك والدته.
تنقل شهيدنا القائد نضال أبو سعدة بين مدينتي جنين وطولكرم ونجا من عدة محاولات
لاغتياله كان آخرها بتاريخ 12-1-2006م في جنين عندما استشهد المجاهد معتز أبو خليل
والمجاهد علي أبو خزنة من سرايا القدس في جنين، بعد اشتباك مسلح فجر فيه الشهيد
معتز نفسه في جنود الاحتلال الصهيوني فقتل وجرح عدداً منهم.
موعد مع الشهادة
في بلدة عرابة ينتهي المطاف بالشهيد القائد نضال أبو سعدة الذي ناضل ببسالة
للوصول اليها واخذ من الاحتياطيات ما اخذ ولكن القدر لا يوقفه الحذر، اختار الشهيد
نضال ومساعده الشهيد أحمد طوباسي الحي الشرقي في عرابة والمعروف بحي
الشيباني كملاذ لهما ليتواريا عن الأنظار في فترة أصبح قتلهما على رأس أولويات
الاحتلال الصهيوني.
وفي يوم 31/1/2006م، عاد الشهيد القائد نضال ومعه الشهيد أحمد طوباسي إلى
مأواهما وفجأة ظهرت سيارة مشبوه في المكان فسارع شهيدنا نضال وشهيدنا أحمد
إلى الاختفاء من أمامها وقد أدركا أنهما يتعرضان في تلك اللحظة إلى محاولة اغتيال
جديدة، ترددت تكبيراتهم في البلدة وهما يطلقان النار باتجاه جنود الاحتلال والقوات
الخاصة التي نبعت من كل حدب وصوب وصبت جام غضبها وحقدها باتجاه المجاهدين.
ساعة كاملة تردد ساحات عرابة أصوات الرصاص والهتاف والتكبير تارة وصراخ الجنود
ونباح كلابهم تارة أخرى بعد أن أصيب عدد منهم وكانت إصابة احدهم خطيرة وقد تم
نقله في طائرة مروحية هبطت في الحي وسط موجة من الهستيريا، حتى فاضت
روح الشهيدين مضرجين بدماء الشهادة التي تمناها كل منهما وسعى نحوها.