شهداء فلسطينقصص الشهداء

الشهيد القائد “مصطفى حسين عبد الغني”

مصطفى عبد الغني 23 عاما، انسان هادئ دمث الأخلاق، قوي جدا وله أسلوبه وحجته في الحديث، ومتدين جدا … وقفت حياته العلمية عند حد الدراسة الثانوية العامة العام الذي لم ينته إلى الآن فقد اعتقل أربع مرات منذ حينها…الأولى أثناء امتحاناته النهائية لدى قوات الاحتلال ثم أفرج عنه لتقوم السلطة باعتقاله وبعد الإفلات من سجون السلطة عاودت قوات الاحتلال الصهيوني باعتقاله مرة أخرى لتفرج عنه بعد اعتقاله إداريا دام ستة اشهر, بقي بعدها طليقا إلى أن اعتقلته السلطة الفلسطينية بعد عملية استشهادية قام بها احد زملائه، ليتيه ثلاثة أشهر مطاردا وينتهي به الحال شهيدا، بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي وجناحها العسكري سرايا القدس.

صيدا

بلدته-صيدا- شمال طولكرم، معقل الجهاد الإسلامي وقاده السرايا، اجتمع أهالي القرية لمواساة من بقي من عائلته شقيقته ووالده ..فالوالدة توفت قبل عام ونصف فيما كانت الأخت الاكبر قد انتقلت للسكن في بلدة علار القريبة بسبب الزواج، واستقر الحال بالابن البكر للعائلة في معتقل مجدو” أمي ماتت بسكتة قلبية من حسرتها على “مصطفى وبكر” فمصطفى كان مطاردا وبكر في السجن.

وتابعت :” لم نكن نراه كان فقط من وقت لاخر يتصل بي على هاتفي المحمول خاصة ايام اعتقاله لدى السلطة في سجن اريحا، كان يفضي اليه همومه وخاصة الأوضاع الصعبة التي كان يعيشها هناك ، قبل ثلاثة أشهر تقريبا علمنا انه أطلق سراحه من السجن الا اننا لم نكن نعلم اين هو بالضبط…كان يؤكد لي انه لا يزال في اريحا”.

الدنيا ليست له

وعن سماعها خبر استشهاده قالت :” هذه اول مرة اعلم فيها ان مصطفى في نابلس، فقد اتصلت بي شقيقتي من علار تقول لي ان هناك نبأ على تلفزيون المحبة والسلام المحلي يقول ان مصطفى استشهد في نابلس، لم اصدق الامر وقلت لها: هو في اريحا، ورحت احاول الاتصال على هاتفه المحمول عبثا”. وتتابع :” بعد ذلك اتصلوا بنا من المسشتفى فعرفت ان الخبر اكيد لا محاله”.

“مصطفى” احد قادة سرايا القدس … رحل قبل أن يصل إلى يوم 28 من حزيران ليكمل ال23 عاما على الارض “هذه الدنيا ليست له …كان دائما وحيدا عليها عله الآن يلقى أحبابه وأصدقائه …” ختمت الاخت التي طوت خبأت حزنها عليه لأيام وربما سنوات قادمة …” هو الأقرب إلى قلبي وعقلي فمنذ وفاه والدتي وانا بمثابة الام والأخت والأخ “.

الاستشهاد

المكان: بناية محاطة ببستان في شارع 15 في رفيديا في مدينة نابلس . الزمان : الحادية عشرة ليلا .. تعالت في تلك المنطقة أصوات الدبابات والآليات التي حاصرت المبني لم يدرك السكان في تنلك المنطقة أن عثمان الذي يصعد منذ اقل من نصف ساعة حاملا عشاءه ورفيقيه ايمن عامر من علار ومصطفى عبد الغني من صيدا وتسللت خلفه سيارة إسعاف لم تكن الا كمين منصوب للمجاهدين الثلاث وان سيارة الإسعاف لم تكن تقل المسعفين كالعادة بل تزخر بعناصر قوة صهيونية خاصة. دقائق قليلة مرت بعد ان وطأت قدم عثمان الشقة وبدأ اطلاق النار صوبها من كل حدب وصوب. وبسرعة البرق تناول المجاهدون سلاحهم واخذوا يطلقون نيرانهم نحو الآليات التي تحاصرهم .تمكن أيمن من النزل إلى مدخل البناية ليستعد لتفجير نفسه قبل ان تنهال عليه الرصاصات وتصيبه إصابة بالغة تلقي به بلا حراك . وتحصن عثمان خلف خزان المياه وباشر بإطلاق النار قبل أن يصاب وعلى جدار البناء يخط صدقة بدمه الزكي عبارة ” الله اكبر” ثم يلتقط أنفاسه ويعلو هتافه بالتكبير وهو يواصل إطلاق النار قبل أن يلقى الله شهيدا مقبلا غير مدبر، يجثو على ركبته اليمنى ويضم الأخرى نحو صدره وقد تسمر إصبعه حول زناد بندقيته .

أما رفيقه مصطفى عبد الغني فيواصل إطلاق النار ويصيب بنيرانه عددا من الجنود الذين تثور ثائرتهم ويهدمون بقايا البيت بالجرافات على رؤوس المجاهدين ويلقى الله شهيدا في ليلة دامية .

زر الذهاب إلى الأعلى