شهداء فلسطينقصص الشهداء

الشهيد القائد: محمد صالح ياسين

عندما تتحدث عن الشهداء، تتواضع الأقلام ويجف مدادها خجلاً أمام عظمتهم. عندما تبحر في متون وصاياهم ومفرداتها تنساب ريح هادئة من عالم آخر عرفوه حق المعرفة، ولا مكان فيه للزيف أو الرياء.

ولد الشهيد  محمد بتاريخ 22-1-1974م، في قرية عانين التي تحتضن اراضيها وتتلاصق مع ارضنا المغتصبة عام 1948 , وهكذا منذ صغره ادرك محمد حقيقة هذا الاحتلال والاثر الكبير الذي تركه احتلاله لارضنا وشعبنا , وقد تلقى تعليمه الابتدائي والاعدادي في مدارس عانين ولان الاحتلال حرم القرية من كل مقومات ومعالم التطور والنهوض ولعدم توفر مدارس للمراحل العليا انتقل الى قرية السيله الحارثيه وهناك واصل تعليمه وانطلاقته لفهم حقيقة وجوهر قضيته فغمرت روح الجهاد والايمان اعماقه وتغيرت حياته بعدما تاثر بفكر وعقيدة ومنهج الجهاد الاسلامي .

اعتقاله …

في مرحلة مبكرة بدا مسيرته الجهادية بالعمل السري حتى تمكنت قوات الاحتلال الصهيوني من اعتقاله عام 1993 حيث تعرض لجميع صنوف التعذيب والقهر في سجون الاحتلال حتى حوكم بالسجن الفعلي لمدة سنوات ونصف بتهمه الانتماء لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين والقيام بانشطة وفعاليات ضد الاحتلال.

تجربة الاعتقال كانت محطة نوعية في حياة محمد فكرس سنوات اعتقاله للتعمق في النهج الذي اختطه لحياته وتعمق في الحركة التي احبته واحبها ووهب حياتها في سبيلها وقد تعرض لسلسله من الاجراءات العقابية بسبب نشاطه الفاعل داخل السجن الذي لم ينال من ارادته وعزيمته وايمانه فقامت المخابرات الصهيونية بنقله من سجن لاخر حتى بلغ عدد السجون التي دخلها 12 سجنا لم تلن له خلالها عزيمه ولم يضعف او يتراجع بل اصر على مواصلة المسيرة مع رفاق دربه في حركة الجهاد الاسلامي .

بعد خروجه من السجن بفترة وجيزة اندلعت انتفاضة الاقصى فلم يتخلف محمد عن تلبية نداء الاقصى وتحمل واجب الجهاد في سبيل شعبه وقضيته العادله وسرعان من صعد من نشاطه والتحق بسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي وسرعان ما اصبح مطلوبا للاحتلال .

الشهيد محمد لم يتوانى لحظة عن القيام بواجبه فكان شعلة عطاء لا تنضب وقد التحق بسرايا القدس بشكل سري وكان حريص على كتم نشاطه ليتمكن من العطاء والجهاد حيث ساهم بالتخطيط والمشاركة في عدد من العمليات الاستشهادية ونشاطات حركة الجهاد الاسلامي في منطقة جنين وداخل اراضي ال 48 , ويقول احد زملاءه كان اسطورة ورمزا للبطولة في كل شيء يتمتع بقوة شخصية لم نرى مثلها يتحدث بحقد وكراهية عن الاحتلال فيحث دوما على المقاومة وتوجيه الضربات للعدو , لم يكن مخططا بل يقود المعارك والمواجهات لذلك اصبح مستهدفا من قبل الاحتلال وعملاءه .

محاولة اغتيال

وبأعجوبة بالغه نجا الشهيد محمد من محاولة اغتيال في احد الايام تسلل افراد من وحدات المستعربين الصهاينة الى منزلنا كان متخفين بالزي المدني وحاصروه في محاولة لتصفيته ولكنه تمكن من الهرب ونجا من المجزرة التي استهدف الاحتلال خلالها الشهيد المجاهد مصطفى ياسين ابن سرايا القدس الذي اغتالته الوحدات الخاصة امام زوجته واطفاله ولكنهم فشلوا في الوصول لمحمد .

العملية الفاشلة اثارت غضب الاحتلال الصهيوني فبدؤوا بمداهمه منزلنا وتهديدنا بتصفيته ولكن محمد اصبح اكثر قوة وعطاءا واستعداد للتضحية وكان يسخر من تهديداتهم ويقول دوما لن استسلم وسابقى اقاوم حتى اخر نفس ولن يتمكن الصهاينة من اعتقالي حتى لو استشهدت فمرحبا بالشهادة في سبيل الله وفلسطين والجهاد , وهكذا اصبح محمد على راس قائمة المستهدفين والمطلوبين لاجهزة الامن الصهيونية التي كثفت من ملاحقتها له .

عمليات نوعية

ولكن محمد لم يتوقف عن التهديدات وتقول حركة الجهاد الاسلامي في بيان صدر عقب استشهاده ان القائد محمد بعد نجاته من محاولة الاغتيال تولى قيادة سرايا القدس في جنين مع عدد من قادة الجهاد الاسلامي فكرس حياته للجهاد المقدس وقام بتنفيذ العديد من العمليات النوعية مع عدد من قادة ومجاهدي السرايا كما شارك في معركة الدفاع عن مخيم جنين في هجوم اذار 2002 .

 

الاغتيال

امام هذا العطاء الاسطوري والفعل الجهادي المميز اشتدت الحملة الصهيونية ضد محمد الذي رفض الاستكانة او الاستسلام حتى تمكنت قوات الاحتلال الصهيوني من نصب كمين له حاصرته قوات الاحتلال في احد المخابيء في قرية سيريس جنوب جنين وحاولوا اصطياده ولكنه رفض الاستسلام وخاض معركة بطولية معهم حتى استشهد وهو يحمل راية فلسطين .

سلام الله عليك  شهيدنا

 

زر الذهاب إلى الأعلى