الشهيد القائد لؤي السعدي
ميلاد القائد
ولد الشهيد القائد لؤي جهاد فتح الله السعدي بتاريخ 25 – 5 – 1979م، في بلدة عتيل قضاء محافظة
طولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة لأسرة ملتزمة بتعاليم الاسلام العظيم، ونشأ وترعرع في أحضان
عائلة مجاهدة خرجت الكثير من الشهداء والأسرى والجرحى على طريق الحرية والعزة والكرامة،
وتتكون أسرته من أخ واحد وثلاث أخوات.
درس شهيدنا لؤي السعدي المرحلة الابتدائية والاعدادية والثانوية في مدارس بلدة عتيل، وواصل
دراسته الثانوية حتى وصل الصف العاشر الأساسي، ولم يكمل دراسته بسبب ملاحقة ومطاردة
الاحتلال الصهيوني له.
رحلته الجهادية المشرفة
نشأ الشهيد لؤي السعدي وترعرع في كنف حركة الجهاد الإسلامي منذ نعومة أظفاره، وتربى خلال
فترة اعتقاله على أيدي قادة عظام تنقلوا بين سجون الاحتلال كأمثال الشهيد “أسعد دقة” والشهيد
“نعمان طحاينة” وغيرهم من الشهداء والأسرى .
اعتقل السعدي للمرة الأولى عام 1996م، وحكم عليه بالسجن مدة 16 شهراً قضاها في سجون
الاحتلال، واعتقل للمرة الثانية في العام 1999م وقضى 5 أعوام ونصف في سجون الاحتلال
بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الاسلامي، وأفرج عنه في صفقة التبادل مع حزب الله في شهر 1عام
2004م، وكان داخل السجن من أشبال الحركة الفاعلين والناشطين داخل السجن حيث كان يتصدر
العمل الشبابي نظراً لشجاعته وصغر سنه وجرأته وحماسته داخل الأسر إلا أنه لفت أنظار الجميع،
وأفرج عنه ليواصل نضاله حتى وصل إلى مرحلة أصبح لديه الكفاءة والقدرة على قيادة
سرايا القدس في طولكرم وتنفيذ مجموعة من العمليات البطولية ، وكان بارعاً في صناعة الأحزمة
الناسفة وتجهيز الاستشهاديين ومقارعة الوحدات الخاصة الصهيونية واعترف العدو أنه يواجه ثلة
عنيدة من أبناء سرايا القدس كان قائدهم لؤي السعدي.
المطلوب الأول للشاباك
أصبح اعتقال القائد السعدي ملحاً بالنسبة للشاباك، بعد أن استطاع إخراج عملية استشهادية
بتاريخ 26 – 2 – 2005م، والتي نفذها الاستشهادي عبد الله بدران عند مدخل ملهى ليلي «سيتيج»
، في مدينة “تل أبيب” المحتلة، مما أدى إلى مقتل5 صهاينة وإصابة أكثر من 50آخرين.
وعندما أعلنت سرايا القدس مسؤوليتها عن العملية الاستشهادية التي نفذها المجاهد أحمد أبو خليل
في المجمع التجاري في مدينة أم خالد (نتانيا)، والتي أدت لمقتل 6 صهاينة وإصابة أكثر من 40 آخرين،
أدرك ضباط جهاز (الشاباك) الصهيوني الجهة التي تقف خلف العملية، وطبيعة الرسالة التي حملتها
وأصبح القائد السعديالمطلوب الأول للشاباك الذي لم يتمكن من اعتقاله، على الرغم من المطاردات
الطويلة له.
رحلة المطاردة
كان نشاط السعدي يمتد من شمال الضفة إلى جنوبها، وكانت قوات الاحتلال اعتقلأكثر من 500
عنصر وكادر من حركة الجهاد الإسلامي، خلال الأشهر التي سبقت اغتياله، دون أن
تتمكن من الوصول إليه، ولكنها زعمت إنها نجحت في تفكيك خليتين تعملان بإشرافه، الأولى تتكون
من 8 عناصر من محافظات بيت لحم والقدس وطولكرم وكانت تنوي تنفيذ عملية مزدوجة في
حي راموت الاستيطاني بالقدس، والثانية مكونة من سبعة عناصر من محافظة الخليل خططت
لإطلاق صاروخ من نوع آر بي جي على نقطة للجيش الصهيوني تقع بين بلدتي أذنا وترقوميا،
قرب الخليل في جنوب الضفة، يعقبها أسر جنود أو جثث قتلى منهم، لمبادلتهم بأسرى فلسطينيين
ويتهم العدو الصهيوني القائد السعدي بالوقوف خلف عدة عمليات نُفذت ضد قوات الاحتلال،
ولمسؤوليته عن عدة عمليات جهادية منها: التخطيط لعمليتي “تل أبيب ونتانيا” الاستشهاديتين،
اللتين قتلتا ما يزيد 10 صهاينة، ثمانية منهم من الجنود. وهو مسؤول عن الكمين المُحكم
على طريق باقة الشرقية قرب طولكرم، الذي قُتل فيه ضابط استخبارات صهيوني، رداً على اغتيال
القائد في سرايا القدس زاهر الأشقر.
وأصبح اقتحام بلدة عتيل ومداهمة منزل عائلة السعدي أمراً يومياً بالنسبة لقوات الاحتلال التي عمدت
أكثر من مرة إلى اعتقال والده وشقيقته هديل، مثلما حدث في 11 حزيران/ يونيو 2005، عندما داهمت
المنزل واعتقلت والده جهاد السعدي وشقيقته هديل، وفي كل اقتحام للمنزل، كان يتم الاعتداء على
سكانه، وإطلاق القنابل الصوتية والغاز المدمع داخله.
موعد مع الشهادة
كانت ساعات صباح يوم الاثنين الموافق (24/10/2005) تمكنت قوات الاحتلال من اغتيال القائد لؤي
السعدي ومساعده القائد ماجد الأشقر, خلال عملية عسكرية واسعة شهدتها محافظة طولكرم
وشاركت فيها طائرات مروحية واستطلاعيوتم خلالها اعتقال أكثر من عشرة مواطنين فلسطينيين