الشهيد القائد عماد مغنية ” الحاج رضوان”
دمك سيظل منارة درب الانتصار
حين يذكر اسمه يخفق القلب لقامة من سنديان الارادة قُدت…يخفق لقامة علت علو الجبال الشاهقة وتواضعت تواضع الرجال المؤمنين بحتمية الانتصار.
الشهيد القائد البطل عماد مغنية
” الحاج رضوان” قائد الانتصارين في 2000- 2006 أبصرت عيناه النور بمنطقة الشياح في الضاحية الجنوبية لبيروت في 25- 1- 1962 لتبدأ قصة عاشق سيسجل التاريخ اسمه في صفحات المجد مكللاً بغار الانتصارات. تلقى علومه الابتدائية والاعدادية في مدارس الحي الذي ولد فيه..,ومن صغره برزت أولى علامات ذكائه وحضوره الآسر.كان يقضي وقته في المسجد القريب من المنزل. وعندما بلغ الثالثة عشرة قرر التوجه إلى العراق حيث الحوزة العلمية في النجف .لكن في اللحظة الأخيرة حصل ما عطل رحلته.
مع اندلاع الحرب الأهلية في لبنان عام 1975واشتدادها تعرف الشهيد البطل عماد إلى الواقع السياسي وراقب الأحداث,وعَمق ثقافته, وأطلع على دراسات وكتب كثيرة وهو ابن 14 عاماً. استشهاد شقيقيه جهاد وفؤاد شكلا حافزاً لروح وطنية بدأت تتوفز وهو الذي تربى في عائلة وطنية- ملتزمة وتربية دينية تركت أثرها على الشهيد القائد.وقد اهتم بفكر الإمام السيّد موسى الصدر فشارك في أنشطة حركة المحرومين آنذاك مع أبناء منطقته. وتشبّع أكثر بأفكار الثورة الفلسطينية ووجد نفسه أقرب إلى أكبر فصائلها في حينه، حركة فتح. وسرعان ما أتيحت له فرصة التدريب العسكري في مخيمات عدة، في بيروت وخارجها. وتأهّل عسكرياً ليكون في موقع آمر فصيل. لكن الدورة المفصليّة كانت في معسكر الزهراني «معسكر أبو لؤي»، المعسكر الذي تلقّت فيه الشهيدة دلال المغربي تدريباتها.
بعد ما غادرت الثورة الفلسطينية بيروت، تسنّى للحاج عماد معرفة مخازن أسلحة كثيرة. يومها، كوّن الحاج عماد مع رفاقه النواة الأولى لما بات يعرف لاحقاً بالمقاومة الإسلامية.وألّفت مجموعات للمقاومة في بيروت والبقاع الغربي والجنوب، بدأوا بشن سلسلة عمليات على دوريات للعدو ونصب الكمائن وقنص الجنود وقصف التجمعات بالصواريخ.. إلى أن كانت باكورة العمليات النوعية للمقاومة الإسلامية بتاريخ 11/11/1982 حيث دمّر مقرّ الحاكم العسكري في مدينة صور في جنوب لبنان في عملية للاستشهادي أحمد قصير.
في رحلة جهاده قائداً كبيراً في حزب الله كانت فلسطين دائماً في ذاكرته وفي فعله
و قناعته بازلة ” اسرائيل” راسخة حيث قال في أحد لقاءاته مع مقربين منه :هدف حزب الله واضح، وهو إزالة إسرائيل. ” ليس في الأمر جدل ولا مساومة، ونحن غير معنيين بأي قرار يتخذه أي طرف في العالم لمنح إسرائيل شرعية البقاء.ونحن لا نتحدث عن شيء غير واقعي.وإلى جانب اقتناعاتنا الدينية، لدينا الكثير من الأسباب العلمية التي تدفعنا الى الاقتناع أكثر، بأن زوال إسرائيل مسألة مرتبطة بما نفعله نحن، أهل فلسطين داخلها وفي محيطها وفي العالم العربي والإسلامي”.
ربطته علاقات قوية مع المقاومة الفلسطينية وعمل على دعمها وطور من هذه العلاقات.
في تحرير الجنوب عام 2000 كان له الدور الكبير- كما في مواجهة عدوان 2006 وايقاع الخسائر في كيان الاحتلال فهو قائد الانتصارين الكبيرين وبتواضع الرجال لم يعرف كثيرون من هو الحاج رضوان الا بعد استشهاده.
سيرة حياة القائد الشهيد عماد غنية لا تختصر في صفحات فهو القائد الكبير الذي افرد كل حياته دفاعاً عن فلسطين ولبنان, وعاش متقشفاً بعيداً عن الاعلام.وهو يعرف أنه مشروع شهادة.
كان الموساد يراقبه وفشل أكثر من مرة في الوصول اليه إلى أن تمكن من اغتياله في 12-2- 2008 في دمشق في كفر سوسه بعد أن زرع عبوة ناسفة في سيارته.
سيبقى الشهيد عماد مغنية حاضراً في أيام المقاومة وبطولتها ___ سيبقى حاضراً في ذاكرة كل مقاوم آمن بتحرير فلسطين واستعادة الحق_ سيبقى صوته هادراً في أيام الغضب حين تشتد فيها سواعد الرجال في مواجهة كيان الاغتصاب.
بقلم لينا عمر