الشهيد القائد/ عماد الخطيب بطل الاشتباك الدائم
بسم الله الرحمن الرحيم
(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)
وما كانت نابلس تدري و هي ترقص طرباً على وقع ضربات الاستشهاديين من بين أبنائها في القدس و “ تل الربيع ”أن فارسها المقدام عماد الخطيب هو من كان ينظّم قوافي تلك الملاحم الممهورة بدماء بني صهيون ليغسل بها عار السنين الذي خلفته مؤامرات الغدر الصهيوأمريكية .
من بين أزقة مدينة نابلس و حواريها الضيقة و بيوتها المتلاصقة تشدّ بعضها بعضاً ، يخرج مقاتل شرس عنيد و قائد صنديد من كتائب شهداء الأقصى ليسطّر بجهاده أروع أمثلة الإيثار و التضحية في سبيل الله و ليكون من الذين قال الله تعالى فيهم “و من الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله” .
لقد فقدت نابلس أسداً من أسودها المغاوير و فارساً من فرسانها الأشداء و بطلاً من أبطالها العظماء …
الثانى والعشرون من شهرمايو 2016 , الذكرى الرابعة عشر لإستشهاد قائداً فلسطينياً عملاقاً شهدت له أرض نابلس جبل النار بالصمود والتحدي والتصدي لقوات الإحتلال التي حاولت كسر أنف هذه المدينة الشامخة وإنهزمت وإنكسرت وتراجعت أمام صمود أبنائها الأبطال، أبرزهم القائد العملاق، عماد سليم الخطيب ، أحد أبرز قادة كتائب شهداء الأقصى بنابلس وأحد الذين قادوا معركة نابلس بالعام 2002.
ميلاده ونشأته …
ولد شهيدنا المجاهد عماد سليم الخطيب في مدينة نابلس ومع ميلاده ولدت الانتفاضة الأولى التي تفجرت في وجه العدو الصهيوني المحتل، فعاش أجوائها منذ صغره ونعومة أطفاله، وكبر ونمي على صوت الرصاص، وعاش وشاهد مدى الظلم والعذاب الذي يعانيه أهله وشعبه على يدي هذا المحتل الغاصب، فحمل في قلبه الإصرار على الانتقام وبدأ يعد نفسه-رغم صغره- للنيل من عدوه.
تربي عماد – رحمه الله – في أحضان أسرة ملتزمة بشريعة الله، رباه فيها والده على الأخلاق الحميدة، وزرع فيه الصفات العالية، وأرضعته أمه لبن العزة والكرامة، وحليب حب الوطن وعشق الأرض والشهادة في سبيل الله.
الإنسان المحبوب …
سيطر الحب والاحترام والتقدير على قلب كل إنسان التقى عماد –رحمه الله- أو جلس معه ولو لحظة واحدة، حيث أنك تشعر بطيبة قلبه الكبيرة، وحسن سريرته التي لم تكن يوما تحمل الحقد أو الكره للمسلمين، وكان –رحمه الله- يلقي بالسلام على هذا وذاك لا يفرق بين أحد، وينصح المخطئ ويقوم خطئه، ويعين فاعل الخير ويشجعه، حتي أحبه جيرانه وأهل حيه وتعلقوا كثيرا به، وكان هو –رحمه الله- حريصا أشد الحرص على دعوتهم إلى الخير والصلاح، فينهاهم عن المنكر إذا فعلوه، ويدعوهم إلى الخير والصلاة وطاعة الله، فكان مثل النسمة الخفيفة الهادئة يمر على من حوله ويمازحهم بحركاته الخفيفة وينصحهم بعذب الكلام.
بطل الإشتباك الدائم …
يعتبر من المقاتلين البارزين في كتائب شهداء الأقصى ويُطلق عليه اسم بطل الاشتباك الدائم حيث إنه خاض وقاد العديد من الاشتباكات مع الصهاينة على المحاور والطرق الالتفافية ، كما أنه تميز خلال اشتباكاته مع الصهاينة خلال الاجتياح الأول لمخيم بلاطة ..
موعد مع الشهادة …
يوم الأربعاء بتاريخ 22/5/2002 كان شهيدنا يتواجد في مقبرة مخيم بلاطة هو و الشهيد القائد محمود الطيطى و الشهيد البطل إياد أبو حمدان يقفون في صمت رهيب على قبور الشهداء و أخذ يحدد كل منهم المكان الذي يريد أن يدفن فيه و كانت هذه لحظات الهدوء التي تسبق العاصفة عاصفة القنابل المسمارية الغادرة التي انطلقت من الدبابة المتواجدة على جبل الطور فقد اطلقت هذه الدبابة 15 قذيفة مسمارية محرمة دوليا لتقوم باغتيال الشهداء و كلما اطلقت قذيفة كلما اهتزت جبال نابلس جبل النار لتصرخ فلسطين كلها من رفح حتى جنين مرددة عاش البطل …. و كأن الزلزال ضرب المنطقة و المخيم حزنا و غضبا و كأن المخيم غرق في ظلمة …. فغضب البشر و تفجر الحجر و انحنى الشجر ألما و حزنا لفراق قادة كتائب شهداء الأقصى الطيطي وحمدان والخطيب.
.