شهداء فلسطين

الشهيد القائد صبحي أبو كرش

بسم الله الرحمن الرحيم مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى
نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا” .
 القائد الشهيد “صبحى أبو كرش ” أبو المنذر,عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عضو المجلس
المركزي الفلسطيني، سفير دولة فلسطين فى  السعودية توفي إلى جوار ربه بعد صراع طويل
مع المرض حيث كان يعالج في المستشفى العسكري بالرياض بتاريخ 4.1.1994 م .

الميلاد والنشأة

ولد صبحى أبو كرش فى قرية بيت جرجاعام 1936م من أسرة وطنية متدينة محافظة تخاف
الله وترعى حرمته، فنشأ على ذلك وكبر وهو متمسك بأخلاقه وتدينه الذى نشأ وترعرع
فى ظله . تلقى دراسته الابتدائية في مدينة غزة، وكذلك أنهى دراسته الثانوية فيها،
كان ذكيًا لماحًا يميل إلى الصمت، ويحسن الاستماع، كريم النفس عف اللسان، عاش
في أسرة متوسطة الحال مما جعله يفكر في العمل بعد حصوله على الثانوية العامة عام 1958م.
الاغتراب والنشاط الوطني
تعاقد مع المملكة العربية السعودية للعمل بها مدرساً، وهناك وجد الفرصة التى طالما حلم
بها وهى اكمال دراسته الجامعية التى حالت ظروفه المادية سابقاً دون تحقيقها، حيث
أنتسب إلى جامعة الملك سعود بكلية التجارة وحصل على بكالوريوس إدارة الأعمال، ثم
عمل محاسباً في وزارة الزراعة السعودية .
يعتبر أبو المنذر من الرعيل الأول فى حركة فتح فقد انضم للحركة اثناء عمله فى السعودية
عام 1963م، وساهم بجد ونشاط فى نشر مفاهيم الحركة وتوجهاتها بين صفوف الجالية
الفلسطينية من العالمين بالسعودية فى مختلف المجالات بعد أن أمن بأن الطريق الى
فلسطين لا يكون إلا بالكفاح المسلح الذى يجب أن يطلع به أبناء فلسطين يؤازرهم أبناء
الأمة العربية والاسلامية بعيداً عن الآيديولوجيات المستوردة التى لا تناسب قضيتنا والشعارات
الرنانة الزائفة التى لا تقدم أية حلول فعلية لمشاكلنا.
العمل النضالي
بعد نكسة يونيو 1967م لم تجد الجماهير العربية المكلومة أمامها سوى المقاومة الفلسطينية
لتنتشلها من مهاوى الإحباط واليأس وخيبة الرجاء، فاحتضنتها بقوة، وهتفت لها ودافعت عنها
أمام أنظمتها التى رضخت صاغره وعلى مضض لتمتص غضب جماهيرها ولتجعل من هذه
المقاومة حصان طروادة، فى مثل هذه الظروف قرر المناضل أبو المنذر ترك عمله في السعودية
والتفرغ للعمل فى حركة فتح وتكريس كل جهده للنشاطات الثورية التى كلف بها سواء فى
الاردن أو سوريا أو لبنان

 الأنشطة النضالية

التي مارسها هي: · عمل عضو في لجنة الرقابة المالية خلال عامي 69 ،1970م
، وعضواً في المجلس المالي للحركة عام 1970م. · شارك كعضو في المؤتمر الحركي
الثالث الذى عقد عام 1971م، كما عمل مسئولاً للمالية فى إقليم لبنان عام 1971م.
· عمل مسئولاً للجنة غزة فى القطاع الغربى مع القائد الشهيد أبو جهاد،
ومع رفيق نضاله وتوأمه فى مهمته الثورية ناهض الريس، وكانت مهمتهما شاقة وعسيرة
فهما مسئولان عن المناضلين العاملين معهما في والأرض المحتلة وفى الخارج من حيث
تأمين متطلبات الكفاح المسلح وتنقلات المناضلين واحتجاجات أسرهم لا سيما فى
حالتى الاعتقال أو الأستشهاد . · أصبح عضواً في قيادة الجهاز الغربي الذى تسلمه
القائد الشهيد كمال عدوان، وكلف بالإدارة والمالية فى الجهاز وكان مثلاً للدقة والأمانة
في تحمل المسئولية. · حضر المؤتمر العام الرابع للحركة فى دمشق عام 1980م وانتخب
من قبله عضواً في المجلس الثوري. · كما شارك فى المؤتمر العام الخامس للحركة
المنعقد فى تونس عام 1989م بفاعلية وجد ونشاط، وتم انتخابه عضواً فى اللجنة
المركزية لحركة فتح، وفى عام 1990م تولى مهام سفير دولة فلسطين فى السعودية.
· عين أيضاً مندوب دائم لفلسطين لدى منظمة المؤتمر الإسلامى كما أصبح عضواً في
المجلس الوطني الفلسطيني والمجلس المركزي.

صفاته ومميزاته الشخصية

لقد كان أبو المنذر حقاً رجل مبادئ والتزام وانضباط كان رجلاً صلباً عنيداً ومستقيماً إلى
جانب الحق وفى مواجهة الظلم والظالمين فى أى موقع كان، لم تكن تغريه المناصب
فكلها عنده مواقع للنضال . ومن هنا فقد أكتسب محبة الكوادر الحركية وكل من عرفه
من الناس ونال تأيدهم وحظى بثقتهم فهو لا يعمل من أجل البروز والمظاهر البراقة وإنما
في سبيل المهمة الموكلة إليه . كان أبو المنذر دمث الأخلاق صريحاً مباشراً في طرحة
للأمور بحياديه تامة كانت هذه طريقته فى النقاش مع كل الكوادر صغيرة أو كبيرة أو متوسطة
. كان رحمه الله فريداً فى مميزاته التى تنم عن الصدق والتعامل بالأخلاق الحميدة في كل
شيء، فلا يداهن ولا يساوم فكل شئ لديه مبدئى ويجب التعاطى معه بمبدئية والاستناد
إلى المبادئ في كل الحلول المطروحة للمشاكل في العمل النضالي، وقد تسببت له هذه
الصفات الحميدة بمتاعب كثيرة فى مسيرته النضالية الطويلة

محاولات  اغتيال للقائد صبحي أبو كرش

نجا القائد أبو كرش من محاولة اغتيال فى بيروت عندما دخل عليه شاب فى محل أقامة
فاستقبله بترحابوقدم له الضيافة المتوافره لديه ثم سأل ضيفه عن طلبه فما كان من الضيف
الإ أن بكى وأخرج من طيات ملابسه مسدساً وقدمه للأخ أبو المنذر قائلاً: “أنني مكلف بقتلك
وأنا قدمت إليك لتنفيذ المهمة ولكنى عندما قابلتك ولمست سمو أخلاقك تراجعت وندمت
فسامحني وأغفر لي، ولسوف أكون لك نعم الأخ بل والخادم الأمين”، فربت القائد على كتفه
وعفا عنه.وعندما ظهر اتفاق أوسلو أيده لأنه من وجهة نظره سوف يتيح له ولغيره العودة إلى
أرض الوطن ليواصل النضال داخل الوطن، وهو الهدف الوطني سيما وأن العمل الثوري قد حوصر
على الجبهات كافة وصولجان المقاومة قد إنتكس بعد الرحيل المرعن للبنان، ومن هنا كانت
رغبته فى الدخول إلى الأرض التي اشتاق لها واشتاقت هي له إلا أن المرض اللعين تسلل إليه
رويداً رويدًا، ولما شعر بدنو الأجل أوصى بدفنه في مقبرة البقيع بالمدينة المنورة إلى جانب
الصديقين والشهداء، وفاضت روحه الطاهرة في الأول من إبريل عام 1993م وورى جثمانه
فى مقابر البقيع كما أوصى.
زر الذهاب إلى الأعلى