الشهيد القائد شفيق الحوت
إنّا باقون على العهد
في هدوء بحرها وصخبه حين يثور كانت يافا تعد طقوس ميلاد المناضل والقائد الفلسطيني شفيق الحوت في 13 كانون الثاني 1932.صور الاضطهاد والقمع حملت البداية وهو في السادسة من العمر حين شاهد الجنود البريطانيون يحطمون أثاث منزلهم ويأمرونهم بالخروج إلى الساحة المقابلة والبنادق مصوبة إليهم.تلك الصورة شكلت لدى القائد والمناضل شفيق الحوت بداية الحكاية.. حكاية المواجهة التي بدأت أولى خيوطها في الدفاع عن حيهم حين شب عوده – بأسلحة قديمة- وهو يرى تدفق العصابات الصهيونية إلى فلسطين.
استشهاد شقيقه جمال في العام 1948 منحه قوة كبيرة في إرادة الحياة وهو الذي تعلق بأخيه.وجاء يوم النكبة كما كتب بقلمه:” في الثالث والعشرين من الشهر نفسه،نيسان/ أبريل 1948،وجدت نفسي على ظهر سفينة يونانية تسمى «دولوريس» متوجهة من يافا إلى بيروت.اخترت ركناً على متن السفينة في مقدمها؛ورحت أحدّث نفسي كالمجنون متسائلاً عما حدث لنا ولماذا حدث،وإن كان لهذه الرحلة من عودة أم أنها الوداع الأخير”.
محطته الأولى بعد النكبة كانت الالتحاق بالجامعة الأميركية في بيروت عام 1948,وتخرج منها في 1953.وعمل في مدرسة المقاصد الخيرية حتى 1956.لينتقل إلى الكويت ويعمل فيها لمدة عامين.الدور البارز للمناضل والقائد شفيق الحوت ” أبو هادر” كان في المساهمة بتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية..,فقد شارك في مؤتمرها الأول الذي عقد في القدس عام 1964..وتدرج في المناصب القيادية لمنظمة التحرير الفلسطينية- وكان صوتاً وطنياً يحمل هم الشعب الفلسطيني وقضيته,ليسهم بجدارة واقتدار في الحركة الثقافية بتأليفه عدداً من الكتب حول القضية الفلسطينية والقومية العربية.عين ممثلاً لمكتب منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان.وهو الذي تم اختياره عضواً للجنة التنفيذية للمنظمة بين 1966 -1968. وأعيد اختياره مرة أخرى عام 1991..,لكنه استقال من اللجنة التنفيذية في أعقاب توقيع اتفاق أوسلو في 13 أيلول 1993 بين المنظمة والكيان الصهيوني.
مواقف الشهيد القائد شفيق الحوت تشهد له وهو الصوت والضمير الحي للمقاومة القريب من الناس وهمومهم.لم يبدل ولم تغره المناصب.كان عنواناً للصمود في بيروت عام 1982- وفضح مخططات إجهاض الثورة الفلسطينية.ووقف بقامته العالية ضد اتفاق أوسلو.
الدور الذي لعبه القائد الشهيد شفيق الحوت في مسار حياته النضالية كرسه كقامة وطنية كبيرة – ظل حتى لحظات حياته الأخيرة حيث توفي في بيروت 2- 8-2009 _ظل متمسكاً بالثوابت والمقاومة لتحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني.