الشهيد القائد سعد صايل
يصادف يوم الثلاثاء الذكرى 34 لاستشهاد القائد العسكري الفذ الشهيد سعد صايل (ابو الوليد ) الذي رسم ما بين ميلاده 27/9/1932 الى استشهاده 27/9/1982 ملحمة بطولية على طريق الثورة الفلسطينية سطرت امجادا في التاريخ الفلسطيني والعربي والاسلامي والأممي لعبقرية قائد كبير ترجل شامخا .
ولد سعد صايل بتاريخ 27/9/1932م في قرية كفر قليل/محافظة نابلس. ومن تلك البيئة وذاك التاريخ والإرث بدأ سعد صايل مشواره بالتحاقه بمدرسة بلاطة الابتدائية ثم بمدرسة عورتا الابتدائية وتتلمذ على يد الشيخ احمد رحمه الله . وبعد ان انهى دراسته الابتدائية التحق بمدرسة الصلاحية في نابلس ليواصل تحصيله العلمي وانهى دراسته الثانوية عام 1950م ومن خلال دراسته الثانوية كان يواكب تطورات الاحداث وأكبرها نكبة العام 1948م , وحين أقيم مخيم بلاطة, وكان موقعه في المنطقة التي تفصل القرية عن المدينة وهو الطريق الذي اعتاد سعد صايل المرور منه ذهابا وايابا من والى مدرسته , وهذه الرؤية للمأساة والمعاناة الصعبة لشعبنا زادته إصرارا على المقاومة والنضال سبيلاً لاسترجاع الحقوق , وحينما انهى دراسته الثانوية التحق بالجيش الاردني .
كانت بالنسبة للشهيد فترة التحصيل العلمي والتاهيل والتدريب واكتساب العلوم والمهارات العسكرية من اعرق وأهم منابعها في فكره ومبدائه من أهم الفترات التي صقلت شخصيته باتجاه معاناة شعبه واهله .
وهكذا تدرج ذاك الضابط الشاب في المناصب العسكرية , فاصبح آمرًا لمدرسة الهندسة العسكرية الاردنية , ثم اسندت له قيادة لواء الحسين بن علي وهو برتبة عقيد ركن
وبعد هزيمة حزيران 1967 لم يجد الفتحاويين الاوائل صعوبة في ضمه لصفوفهم وأصبح ابوالوليد ابن قرية “كفر قليل” احد ابنائها، وبالتنسيق مع مجموعات الفدائيين خاض معركة الكرامة , وقبل احداث ايلول 1970في الاردن كان ضباط وجنود “لواء الحسين بن علي/ مشاة ” المتمركز في كفرنجة والاغوار محط اهتمام قيادة حركة فتح والقيادة الفلسطينية، فقائده سعد صايل جعل من اللواء بكامل افراده ومعداته الحربية قوة مساندة للثورة في عملياتها ضد الاحتلال وفي مواجهة كل سوء يمكن ان تتعرض له. ورغم ملاحظاته الكثيرة حول المواقف السياسية المتطرفة والمسلكيات الخاطئة لبعض قيادات وكوادر الفصائل الا ان ابوالوليد ميز الاخطاء التكتيكية الضارة عن الاخطاء الاستراتيجية المدمرة.
وعندما حانت لحظة الحقيقه في ايلول 1970 لم يتردد لحظة في اعلان انحيازه للثورة الفلسطينية في مواجهة مخطط تصفية وجودها. والتحق هو ومعظم ضباط وافراد لوائه بقوات الثورة الفلسطينية بكامل اسلحتهم وعتادهم. ومنذ انخراطه في الثورة ميز ابو الوليد، بحنكته القيادية، بين ابنائها وفصائلها، وكان الوفاء لفلسطين والعمل من اجلها مقياسه الوحيد. امتاز بمواقفه الوطنية الوحدوية الصلبة، وكره تنميق الكلام و التعصب الحزبي والفصائلي. وميز الوفاء لفلسطين عن الوفاء لحزب او تنظيم او زعيم.
وبين المقاومة القائمة على العلم والاخلاص عن تلك التي يقودها الجهل والنفاق والارتزاق. بعد خروج قوات الثورة الفلسطينية من الاردن عام 1970-1971 شرع “ابوالوليد” في اعادة تنظيم وتشكيل مجموعات جنود
وضباط الجيش الاردني الذين التحقوا بقوات الثورة الفلسطينية، وشكل منهم قوة عسكرية مقاتلة تحت اسم “لواء اليرموك” حيث لعبت هذه القوة دورا مميزا في تثبيت وجود الثورة في لبنان وفي الدفاع عن المخيمات في وجه الاعتداءات التي كانت تتعرض لها في ذلك الوقت . وبعد استقرار اوضاع الثورة في لبنان عام 1973 لعب ابو الوليد دورا حاسما في اعادة تنظيم وتاهيل قوات الثورة وبخاصة قوات فتح، وادخل عليها التشكيلات والرتب النظامية
وانتخب عام 1980عضوا للجنة المركزية لفتح حيث تولى قيادة غرفة العمليات المركزية وكان قائدا للقوات المشتركة الفلسطينية مع الحركة الوطنية اللبنانية
13 آب 1982كان موجود في اتفاقية انسحاب مشرفا للقيادة ومقاتليها تحت اشراف قوات متعددة الجنسيات امريكية، فرنسية ،وايطالية، وكذلك المحافظة على أمن وسلامة ابناء المخيمات بعد خروج المقاتلين. وقبل مغادر اول قافلة من المقاتلين ناقشت القيادة الفلسطينية مسألة خروجها من بيروت،
ودعا بعض اعضائها الى وضع ترتيبات سرية لخروج ابوعمار واعضاء القيادة خشية الاغتيال. خاصة وان دخول الميناء وركوب البواخر يتم على مرآى من القوات الاسرائيلية والانعزالية. لكن ابوالوليد رفض الفكرة من اساسها وقال “الحماية تتم بتنظيم مراسم رسمية لخروجها” في حينه شكلت القيادة الفلسطينية لجنة بقيادة ابو الوليد اشرفت على تنظيم عملية الرحيل. وقررت اللجنة بتوجيه من قائدها السماح للمقاتل الخروج بتجهيزاته الشخصية وعتاده وسلاحه، واعدت القوائم لكل باخرة وحددت الملعب البلدي مكانا لتجمع المقاتلين. وصباح كل يوم من ايام الرحيل كان ابو الوليد يصر على النزول الى ارض الملعب لتفقد الراحلين.
الا ان يد الحقد والغدر والخيانة العربية الفلسطينية الاسرائيلية اغتالته يوم 27 ايلول اول ايام عيد الاضحى المبارك حيث تعرض موكبه لكمين على الخط الرابط مابين منطقتي الرياق وبعلبك اثناء زيارته التفقدية لقوات الثورة في تلك المنطقة قبل ان يحقق اهدافه وقبل ان تجف دماء شهداء صبرا وشاتيلا.
واخيرا اجزم ان هذه الكلمات لا توفي الشهيد الاب, الصديق والاخ والقائد ابو الوليد حقه، وأتمنى ان يقوم طرف فلسطيني الى تخليد ذكراه وجمع وتوثيق تاريخه المجيد، وتاريخ كل رموز الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة. فسيرة اعلامها هي سيرة الثورة الفلسطينية المعاصرة ، وهي اختصار لمسيرة الأمل والألم الفلسطيني في النصف الثاني من القرن العشرين. ففي المنافي والشتات كنا نسمع ان البعض سيقوم بتدوين يوما ما تاريخ الثورة بصدق، وانهم سينقلون رفات الشهداء من أراضي الدول العربية الى ارض فلسطين الطاهرة. وفي لحظة ما اعتقدنا بان الوصول الى أرض الوطن سيمكن من الشروع بهذه المهمة، لكن وقائع الحياة أكدت ان لكل مرحلة همومها وشجونها. الى ذلك تبقى مهمة تعريف الاجيال بحلاوة تاريخهم ومره قائمة وامانة تستحق من الجميع، اليوم قبل الغد، جهدا مضاعفا، فالتأخر في توثيق التاريخ يعرض بعضه للتبديد، ويحوله الى ذكريات تاريخية شخصية تتبخر دروسها وعبرها المفيدة مع تآكل ذاكرة حامليها. وفقدان تراث ابو الوليد الغني وخبراته القيمة خسارة للشعب الفلسطيني يصعب تعويضها. كيف لا وهو الذي جسد قولا وعملا باستشهاده ولسان حاله يقول : ( نموت ليعيش شعبنا وتحيا فلسطين )
لقد كان ابو الوليد ركنا شامخا من اركان بناءنا الوطني، كان عسكريا مثاليا، مخلصا في اداء مهامه، كفؤا في ادارة شئون قواتنا المنتشرة على مساحة الوطن العربي كله، وكان رحمه الله نموذجا في الراي والمثابرة والعطاء…ياسر عرفات الملك حسين مخاطبا الرئيس عرفات في قمة فاس اما الملوك والرؤساء العرب.. ان صمودكم ، واداءكم الرائع في بيروت / ارتبط بجنرال يفخر الجيش الاردني انه كان من بين قادته، انه الجنرال الكفئ سعد صايل.. الملك حسين بن طلال رحمه الله بعض الكلمات نظمت ترثي الشهيد سعد صايل في يوم عيد الله ويل وجوههم ابتاه ماذا قد يقول لساني عقد الذهول فصاحتي وبياني ابتاه قد هز المصاب بلاغتي وتهدمت من هوله اركاني غالبت دمعي واتقاد جوارحي لكن ابى دمعي سوى التهتان انا مابكيت من قضاء نازل فالموت حق شرعة الديان لكن بكيت الغدر كيف تطاولت نحو البطولة قبضة الخوان ما في الدموع ولا الدماء نواهل تكفي لتطفئ جمرة الاحزان الثأر يغلي جامحا في اضلعي متفجرا متسعرالنيران الثأر ثأري ماحييت وثأر شعب دائم الثوران ابتاه قد صاولت جيشا باغيا وجها لوجه وقفة الفرسان ماهنت يوما او جزعت لضربة بل كنت دوما سيد الميدان عجز البغاة عن الصيال جهارة فتامروا غدرا بامر جبان في يوم عيد الله ويل وجوههم صرعوا بمصرعه ذرى البنيان لكن خسئتم يابغاة جميعكم ان مات سعد قام سعد ثان كل الشباب ابا الوليد تعاهدوا ان الشهادة عزة الانسان فارقد هنيئا بالشهادة انها تاج من الانوار والايمان وعليك من ربي سلام دائم ياقدوة الثوار والشجعان.