الشهيد القائد زهير محسن
من الذاكرة
“الخطابات لاتحرر أرض لابد من القوة ومن جيش قوي”
بعد مرور أكثر من ستة وثلاثين عاماً على استشهاده نستذكر صلابة إرادتك وعزيمتك وبوصلتك التي لم تخطىء الهدف فلسطين حرة عربية…
ولد في مدينة طولكرم ، وتلقى دراسته الابتدائية والثانوية في المدرسة الفاضلية ، عاش زهيروأبناء جيله نكبة 48 رأوا كيف سُرقت حيفا ويافاو صفد ،وكيف أبادت العصابات الصهيونية قرى كاملة بمجازر تندى لها جبين الإنسانية وكيف شُرد الفلسطيني من أرضه . حازعلى الشهادة الثانوية من مدرسته سنة 1954 .بعدها غادر الضفة الغربية والتحق بدار المعلمين في عمان وتخرج سنة 1956،. عمل كمدرس في مدينة معان الاردنية لخمس سنوات، عاش تسع سنوات في الخليج بسبب ظروف عمله بعدها انتقل لدمشق .
انتسب إلى حزب البعث العربي الاشتراكي سنة 1953 كان عضواً فاعلاً مؤثراً بمن حوله عنيد شرس في مواقفه ، مؤمن بقضيته واثق من حتمية النصر مهما كان الثمن . في سنة 1957 أصبح عضواً في قيادة الحزب في مدينته طولكرم، ثم عضواً في قيادة الحزب – فرع الكويت سنة 1964. وفي سنة 1968 ترك الكويت وتفرغ للعمل السياسي فانتخب عضواً في القيادة القطرية للتنظيم الفلسطيني الموحد، ثم في القيادة العامة لمنظمة طلائع حرب التحرير الشعبية – قوات الصاعقة، وانتقل إلى دمشق .
انتخب القائد زهير محسن في المؤتمر القومي الحادي عشر لحزب البعث العربي الاشتراكي سنة 1971 عضواً في القيادة القومية للحزب وعين أمين سر منظمة الصاعقة، وفي تموز 1971 أصبح أميناً عاماً لمنظمة طلائع حرب التحرير الشعبية – قوات الصاعقة. وفي المؤتمر القومي الثاني عشر سنة 1975 أعيد انتخابه عضواً في القيادة القومية للحزب.
اختير عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني في دورته الرابعة (10 – 17/7/1968). وفي تلك الدورة انتخب نائباً لرئيس المجلس. ثم انتخب في الدورة التاسعة للمجلس (القاهرة 27/2 – 3/3/1971) عضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيساً للدائرة العسكرية فيها.
كان الشهيد زهيرمحسن يؤكد دوماً في مقابلاته الصحفية :
أن ثورة ماتزال في حجمها الأساسي ، وقيادتها خارج الوطن ، ومايزال الوطن الفلسطيني بكامله محتلاً, فلا مناص من المحافظة على الوحدة الوطنية ، وصيانتها بأي ثمن واعتبار ذلك الحلقة المركزية في تقييم مواقف الناس والتمييز بين الوطني ولا وطني .
الثورة الفلسطينية أحوج من أي ثورة أخرى في العالم إلى توفير وضمان العمق الاستراتيجي الذي يمكن أن تسند ظهرها إليه والذي بدونه سوف تضيع في مهب الريح …
شارك الشهيد زهير ضمن وفود منظمة التحرير الفلسطينية في كثير من الزيارات الرسمية والودية الفلسطينية إلى الدول الأجنبية، وفي عدد كبير من المؤتمرات العربية والدولية ولا سيما مؤتمرات القمة العربية، ومنها مؤتمر القمة العربي السادس في الجزائر (تشرين الثاني 1973) الذي قرر اعتبار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني .
قال في إحدى اللقاءات الصحفية الشهيرة له قبل اغتياله:
“إن الاستقلالية التي نطلبها للدولة الفلسطينية القائمة على أي جزء من الأراضي التي تم تحريرها لا تعني أكثر من دور مرحلي يتكامل مع النضال العربي والدور العربي وهي لا تعني بأي شكل من الأشكال تمايزاً حضارياً, أو اجتماعياً عن المجتمعات العربية وخاصة عن الأردن, لأننا نرفض الاستقلالية التي تعني التصادم, أو الانفصال عن الجسد العربي, لأنها لا تنبع إلا من النزعة الإقليمية الانعزالية، فما نفهمه من الاستقلالية هي الشكل الذي يعطي دوراً نضالياً مستمراً ومتميزاً في مواجهة العدو.
وقال: الخطابات لا تحرر أرضاً لابد من قوة، ولابد من جيش قوي، لا يكفي أن يحارب البعض من خلال المايكروفونات ، وشاشات التلفزة ، يجب حشد كل الطاقات العربية لمواجهة الأخطار”.
اغتيل القائد زهير محسن في 26/7/1979 ،أثناء دخوله للمنزل الذي يقيم به في مدينة “كان” جنوبي فرنسا حيث أطلق أحد عملاء الموساد رصاصة غدرأنهت حياة المناضل الكبير.
ترك زهير محسن وراءه عدداً من المقالات والدراسات السياسية التي كان ينشرها في الصحف والمجلات، ولا سيما مجلة الطلائع. وله عدد من الكتب المطبوعة منها:
1) الثورة الفلسطينية بين الفكر والممارسة، (دمشق 1972).
2) الثورة الفلسطينية بين الحاضر والمستقبل (دمشق 1972).