شهداء فلسطينقصص الشهداء

الشهيد القائد رائد أحمد غطاس

 هي تضحيات أولئك الأبطال الذين رسموا بدمائهم الزكية الطاهرة خارطة الوطن، فكتبوا ببريق دمائهم بطولات،
وجسدوا بتضحياتهم طريق العبور نحو القدس والأقصى وكل أرض محتلة، وصبروا على الابتلاءات والمحن،
حتى خجل الصبر من صبرهم، واحتسبوا معاناتهم في سبيل الله وحده.

الميلاد والنشأة

أشرقت شمس 7/1/1978م، مع شيوع خبر ميلاد الطفل رائد أحمد غطاس في حي الشجاعية بمدينة غزة،
ترعرع رائد وسط أسرة ملتزمة بدينها وقد علمت أبناءها الصلاة والصوم وأخلاق الإسلام الرفيعة وهم صغار فغُرِس
الخير كل الخير في تلك النفوس الطيبة، وسارع رائد للصلاة مقلداً لوالده حتى كبر وأضحى أحد أبناء مسجد ا
لمرابطين الذي لا يترك فرضاً إلا ويؤديه في المسجد ولا يترك حلقة من حلقات القرآن الكريم ولا درس علم أو دين،
وقد شهد عليه كل جنب من جوانب المسجد، وشهد له بعلو الأخلاق والأدب في التعامل مع الناس، وكان رائد
يصوم الاثنين والخميس من كل أسبوع تأسياً برسول الله تعالى، ولشدة ما وجدوا من حرصه على المحتاجين
والفقراء تم تعيينه مسئولاً للجنة الاجتماعية في مسجد المرابطين، فكان يتفقد أبناء الحي ويسعى لحل مشاكلهم
ويوفر لهم المعونات التي تصل إلى المسجد ويوزعها بحسب الحالات المادية للناس، كان كل الأهل والجيران يحبونه
ويتوسمون فيه الخير كل الخير، أما أهل بيته فكان أحن الناس بهم لا يبخل عليهم بابتسامته المرسومة دوماً على
وجهه يلاعب الأطفال ويضحك مع الأهل ويمازحهم، وكان باراً بواليه مطيعاً لهما مخلصاً شديد الإخلاص لهم، محباً
لإخوته وأخواته ناصحاً لهم بكل خير وبكل ما يرضي الله تعالى.

المراحل الدراسية

درس رائد في مدرسة حطين الابتدائية في حي الشجاعية وقد كان كثير الحركة والنشاط في تلك المرحلة،
ومن ثم درس الإعدادية في مدرسة الفرات، أما الثانوية فدرسها في مدرسة جمال عبد الناصر، وتوقفت
مسيرته التعليمية عند الصف الحادي عشر ثم توجه بعد ذلك للعمل مع والده في مصنع البلاستيك وهو
ابن سبعة عشر ربيعاً، ثم عمل في جهاز القوة التنفيذية مع بداية تأسيسها. وقد تزوج رائد من إحدى
الأخوات الفاضلات ورزقه الله بأحمد وأميرة، وكان لهما خير أب عطوف حنون مربٍ على أخلاق الإسلام
الحنيف.

التزامه الدعوي

في شهر رمضان من عام 2003م، التزم أبو أحمد بمسجد القرآن والرحمن ولكنه
عاود الخطى لمسجده الأول مسجد المرابطين وقد كان يخطط للوصول إلى صفوف كتائب القسام ،
وقد عمل أولاً في جهاز المساندة التابع لكتائب القسام ومنثم ارتقى لجيش . أثبت أبو أحمد كفاءته
في كل الميادين والأعمال العسكرية الموكلة له وهذا أهله لأن يصبح أحد أفراد الوحدة القسامية ، وتتابعت
جهوده وتضحياته وكان جندياً صلباً في وجه الأعداء وأعوانهم، تمت بعد ذلك ترقيته ليصبح أمير مجموعة
قسامية وتوالت الترقيات بحب العمل والبذل والجهد الذي لم يبخل به حتى بات أمير فصيل في الوحدة القسامية الخاصة.

موعد مع الشهادة

شعر رائد أن موعد لقائه مع الله قد اقترب فأسرع يسد ديوانه إلى أهلها، وفي يوم الجمعة الموافق
25-5-2007م كان شهيدنا المجاهد في الساعة الخامسة مساء في وقت الغروب برفقة زميله عدنان
اسبيتة يقوم بعملية جهادية لاختبار بعض المنظومات العسكرية، فقامت طائرات الاحتلال الصهيوني
باستهدافه وصديقه على الفور مما أدى لاستشهاده على الفور. لقد رحلت يا رائد إلى خير دار،
إلى حيث لا تعب ولا نصب، ونحتسبك شهيدا عند الله ولا نزكي عليه أحدا، ونعاهدك أمام الله عز وجل
أن نسير على الدرب ما حيينا ونموت كما مت في سبيل الله عز وجل.
زر الذهاب إلى الأعلى