الشهيد القائد د. فتحي الشقاقي
مؤسس وأمين عام حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.
دمك سيبقى كلمة سر الاستشهاديين
على موعد التفتح لساعدين من برتقال يافا وعينين من اتساع بحر غزة وقامة من مقاومة السنديان في صلابة البناء والانتماء كانت فلسطين تسجل ولادة فتحي إبراهيم الشقاقي في رفح 1951 مؤسس وأمين عام حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.
ولادة عرفت معنى الشقاء في تعب والد كان يعمل كي يطرد شبح الفقر ويزرع في أبنائه كرامة الحياة..وهو الذي اقتلع من زرنوقة قضاء يافا بعد أن شردتهم العصابات الصهيونية..وينفتح مشهد الحياة لأسرة الشهيد فتحي الشقاقي فاقداً والدته وهو ابن الخامسة عشرة ليكون السند لوالده وهو أكبر أخوته.
في مواجهة الحياة القاسية تتغلب الأسرة كباقي الأسر الفلسطينية على واقع القهر الذي لاحقها جراء اقتلاعها من أرضها..,فتتميز بأنها جعلت من العلم مدخلاً لخدمة وطنها ومواجهة المغتصب.فيلتحق بعد أن يتم دراسته الثانوية بجامعة بير زيت بالضفة ويتخرج من دائرة الرياضيات،ويعمل لاحقاً في سلك التدريس بالقدس في المدرسة النظامية ثم في مدرسة الأيتام.وفي أثناء عمله درس مرة أخرى الشهادة الثانوية ..,حيث التحق بكلية الطب- جامعة الزقازيق 1974.وبعد تخرجه عمل طبيباً بمستشفى فيكتوريا بالقدس…وبعد ذلك عمل طبيبا للأطفال في قطاع غزة.
تأثر بالثورة الإسلامية الإيرانية منذ بدايتها،وكان أبرز الفلسطينيين الذين دعوا إلى تبنيها كنموذج،حيث ألف كتاباً أسماه :
” الخميني.. الحل الإسلامي والبديل “.اعتقل في عام 1979 فـي مصر بسبب تأليفه لهذا الكتاب.
شكل حالة متميزة ومبدعة في المجالات العلمية والثقافية والسياسية,ومبكراً اطلع على الكثير من التجارب الكفاحية,وكان له تأثيراً كبيراً في مواجهة الاحتلال في قطاع غزة..,وقاد مجموعات عسكرية ضربت في العمق الصهيوني,وأصبح المطلوب رقم واحد للاحتلال لدوره الكبير في تنظيم العمل العسكري واعتقل عدة مرات في 1983 – 1986.وقد وضع اللبنات الأولى لحركة الجهاد الإسلامي في مطلع الثمانينيات مع مجموعة من إخوانه وأعلن عن الانطلاقة في عام 1987.
تم إبعاده عن قطاع غزة في عام 1988.
أسس الجناح العسكري الذي عرف في ما بعد باسم ب”سرايا القدس” وقد ضرب في عمق الكيان الصهيوني- وشكلت عملية بيت ليد 22/1/1995 حالة فريدة في التطور العسكري – وهي من أشد العمليات قوة وقد أوقعت عشرات القتلى في صفوف الجنود الصهاينة ومئات الجرحى.واعتبرها الصهاينة مفصلاً لملاحقته.
لم يترك الدكتور فتحي الشقاقي الذي انتقل إلى دمشق في عام 1988 بعد إقامة قصيرة في لبنان مجالاً إلا وسعى إليه لترتيب واقع عسكري وتنظيمي داخل فلسطين.فكان يتابع كل صغيرة وكبيرة,وفي سنوات قليلة انتقلت الحركة إلى حضور عسكري وتنظيمي- رغم شح الإمكانيات آنذاك.وهو الذي اهتم بالبناء التنظيمي والثقافي إضافة إلى العسكري الذي تجذر بقوة في تنظيمه وسريته.
تربص به الموساد في مالطا 26- 10 1995 بعد عودته من طرابلس الغرب من مهمة معالجة أوضاع اللاجئين الفلسطينيين المهددين بالطرد – حيث راقبته مجموعة من الموساد على دراجة نارية وهو عائد إلى الفندق الذي أقام فيه وأطلقت عليه عدة رصاصات عن مسافة صفر.ليرتقي شهيداً بعد مسيرة حافلة بالعطاء والتجذر.
شارك مئات الآلاف في تشييعه في مخيم اليرموك بدمشق – ولم يبق طفلاً وشيخا وامراة ورجلا إلا وهتف بحياة الشهيد والمقاومة – في استفتاء فلسطيني وعربي وإسلامي على درب الشهيد الذي ترسخ في كل أيام المقاومة وتنامى لتصبح مدرسة الشقاقي نموذجا جهاديا متفرداً.
إن مراجعة مقولاته توضح الرؤية والبوصلة يقول:إن مسالة تحرير فلسطين هي مسالة مشروع ينظم إمكانية الأمة ويرد على حرب العدو الشاملة بحرب ثقافية و فكرية و اقتصادية و أمنية و عسكرية ..و يبقى دور المجاهدين في فلسطين هو إحياء فريضة الجهاد ضد العدو و مشاغلته و استنزاف طاقته و كشف وجهه البشع و تدمير ما يستطيعون من قدراته و إدامة الصراع حيا حتى و حدة الأمة و تحقيق النصر و التصدي لمؤامرة تصفية القضية التي يوججها الغرب”.
هكذا فهم الإسلام أن تكون فلسطين في جوهر المقاومة ودور المجاهدين هو إحياء فريضة الجهاد.
عرف عنه أنه كان عاشقاً للأدب والفلسفة،وكتب الشعر أيضًا،ومن قصائده قصيدة “الاستشهاد.حكاية من باب العامود” المنشورة بالعدد الأول من مجلة المختار الإسلامي في يوليو 1979م:
– تلفظني الفاء،- تلفظني اللام،- تلفظني السين،- تلفظني الطاء،- تلفظني الياء،- تلفظني النون،- تلفظني كل حروفك يا فلسطين،- تلفظني كل حروفك يا وطني المغبون،- إن كنت غفرت.
د.فتحي الشقاقي ستبقى حاضراً لا تغيب..ودمك سينتصر على رصاص غدرهم.
لينا عمر