الشهيد القائد خليل جرادي
ولد الشهيد القائد خليل جرادي في بلدة معركة بمدينة صور اللبنانية في 28/حزيران/ 1958 التحق بمدرسة بلدته وحصل على الشهادة المتوسطة عام 1972 , ثم انتقل بعد ذلك إلى المدرسة المهنية في صيدا فحصل على إجازة الاختصاص في العلوم التجارية عام 1977 , وأثناء دراسته المهنية كان يدعو الشباب للعودة إلى دينهم .تعرض لمحاولات اغتيال عديدة في عدة مناطق .
كان يعد القائد الفكري للمقاومة في لبنان إلى جانب رفيق دربه الشهيد القائد محمد سعد القائد العسكري والمخطط لمعظم عمليات المقاومة اللبنانية بين عامي 1982 -1985 .
اعتقله حزب الكتائب على حاجز بسري في 9/1/1984 حيث تعرض للتعذيب والتنكيل وبعد خروجه من الأسر كتب عن الشمعة التي حملها بعد الاعتقال :” هذه الشمعة التي رافقتني منذ الليلة الأولى للاعتقال في زنزانة القوات الطاغوتية لمدة خمسة أيام , الزنزانة مظلمة ليلاً نهاراً ومع هذا لم يصرف منها إلا نسبة قليلة من الاحتراق , كنت أضيئهالأنير ظلمة الزنزانة , ولكن بعد برهة ينتابني إحساس مادمت مقهور الإرادة وفقّاداً للحرية , ومجمّد المسؤولية إنني أحتاج إلى نور إلهي يجعلني فائزاً بامتحان الإيمان والولاء لجوهر خط الرفض وتحمّل الصعاب ,لذلك بقيت الشمعة فلم تخسر الكثير من ذاتها لأخسر أنا الكثير من أحاسيسي وانتصرت في النهاية ” .
جاء في وصيته : ” أنتم أيها الأخوة المجاهدون يا من سرنا في الطريق الشائك سوياً , يامن تحملنا المآسي بصدور رحبة مطمئنة سبقني أخوة مجاهدون معي ومعكم , تابعوا الطريق وكونوا أوفياء للعهد , استمروا في المسيرة , انتظروا وفاتكم لا ترتدوا على أدباركم لإن من يرتد فقد خان ومن خان مصيره صقر وما أدراك ما صقر .
رجائي أيها الأحبة جميعاً من المجاهدين وغير المجاهدين ألاّ تبكوا علي لأنني لم أمت على فراش الموت ومن أجل مادة جوفاء , فطريقي أنا الذي اخترته لأنه أقرب وأقصر طريق إلى الجنة ( طريق الجهاد ) .
ومن أقوال الشهيد القائد :
” أصبحنا نعرف جيداً كيف ومتى نقول لا واللا عندنا ميزة تاريخية قلناها في وجه الظالمين قلناها بجهاد المجاهدين ودموع اليتامى وتشريد المشردين ” لا هي شعارنا الكبير” .
” زمن المتاجرة ولّى والزمن اليوم زمن الدم الذي يعرف كيف يحرر , الذي يعرف كيف يبيد الظالمين ,الذي يعرف كيف يطرد المحتلين ” .
في 24 شباط قال لكل من وافق على اتفق 17 /أيار :” تسألون عن البديل أنا البديل هو أنا البديل , البديل أن نواجه بصرخات الله أكبر ” .
عن الأبعاد الحقيقية للمقاومة يقول الشهيد القائد : ” المقاومة الوطنية لا تقتصر على الجنوب ,المقاومة تعطي شرعية حق البشر في الوجود , المقاومة اليوم في خروجها من المعادلات السياسية ليعطي معنى حق الإنسان في الحياة ” .
“المقاومة الوطنية التي تتألف من الأشبال والرجال والأخوات والحسينيين هؤلاء يغيرون المعادلات …أيها الأخوة الموت خسارة إن مت على فراش أوإن مت خائفاً على دنياي ,الموت خسارة وأنا هارب من ساحة المواجهة , أما أن أموت بمواجهة الشر المطلق فإنّه لعمري الفوز بعينه هو المضي على خط إتمنا ه إنه الشهادة ” .
وفي 2/ آذار /1985 استطاعت بلدة معركة أن تتصدى لهجوم اسرائيلي واسع حيث اجتاح البلدة بأكثر من ألفي جندي اسرائيلي ومعهم الكثير من الأليات العسكرية والطائرات المروحية , فخرجت معركة من النصر إلى الانتصار . وفي 4/آذار / 1985 ترجل الشهيد القائد محمد سعد والشهيد القائد خليل جرادي من قيادة المقاومة شوارع معركة حيث تجمّع عدد كبير من الأهالي كما في كل مرة يتجمعون بعد المداهمات الاسرائيلية ليتناقلوا أحاديث المواجهة وهزيمة العدو الاسرائيلي وفشله في اعتقاله قيادة المقاومة . وفي الساعة العاشرة ربع وبعد أن صعد الشهيدان القائدان خليل جرادي ومحمد سعد إلى الحسينية وكان الشك يملأ قلبيهما بأن الإسرائيليين يحضرون لشيء ما , في تلك اللحظات وهما يعالجان المشاكل الاجتماعية للأهالي وإذ بأيد صهيونية تزرع عبوة ناسفة حيث كانت المجزرة الرهيبة التي أودت بحياة الأبطال ورفرفت أرواحهم فوق ربوع هذا الجبل العاملي .