شهداء فلسطين

الشهيد القائد خالد محمود زكارنة في ذكرى استشهاده

نشأته ومسيرته التعليمية:

ولد الشهيد القائد خالد محمود زكارنة (أبو أسامة) في 23 نيسان / أبريل عام 1973م في قرية دير غزالة الواقعة شرق

مدينة جنين.

كان محباً للعلم، متفوقاً على جميع زملائه على مستوى القرية.

التحق الشهيد خالد زكارنة بجامعة اليرموك في مدينة إربد بالأردن ودرس تخصص أصول الدين.

عاد بعد تخرجه إلى قريته؛ حيث عمل مُدرِّساً بالمدارس الحكومية.

خلال فترة اعتقاله تقدم لدراسة ماجستير في الشريعة الإسلامية بجامعة النجاح.

تزوج المجاهد زكارنة، وشاءت الأقدار أن تلد زوجته ابنهما أسامة بعد استشهاده.

صفاته وأخلاقه:

نشأ الشهيد القائد خالد زكارنة في أسرة ملتزمة دينياً وأخلاقياً، فكان خلوقاً محباً للناس، كما تجلى أثر تلك التربية في

كلامه وسلوكه، فحسن كلامه امتثالاً لقوله تعالى: (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً) [البقرة: 83].

كما التزم بأعمال الخير عملاً بقول الله عز وجل: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) [المائدة: 2].

بالإضافة لذلك تبنى رحمه الله مقولة: “لا حياة في ظل الاحتلال“.

هذا وتمتع الشهيد خالد زكارنة بقوة بدنية كبيرة، فهو يحمل شهادة تدريب تايكواندو لحصوله على دان 1 الدولي، فعمل

مدرباً في ناد رياضي يتبع لحركة الجهاد الإسلامي في مدينة جنين.

مشواره الجهادي:

بدأ الشهيد القائد خالد زكارنة مشواره الجهادي في سن مبكرة؛ ففي الانتفاضة الأولى شارك في قذف قوات الاحتلال

بالحجارة، وخلال دراسته الجامعية تعرَّف على مقاومين من حركة الجهاد الإسلامي؛ الأمر الذي أقنعه بالانضمام إلى

صفوفها، كما انضم لاحقاً إلى الجناح العسكري للحركة – سرايا القدس.

بالإضافة لذلك اجتمع بالشهيد الدكتور فتحي الشقاقي في دمشق أثناء فترة دراسته الجامعية بالأردن؛ حيث حصل على

التدريبات اللازمة لإعداد جميع أنواع المتفجرات، وتعرَّف على فنون تصنيعها، واستخدام الأسلحة بكافة أنواعها في

معسكرات حركة الجهاد الإسلامي في لبنان، فأصبح هذا المجاهد بمثابة الكنز المهم الذي تملكه حركة الجهاد الإسلامي

في ذلك الوقت.

نشاطه الجهادي المقاوم في الحركة؛ جعل قوات الاحتلال تترصده حتى اعتقلته لمدة ثلاث سنوات بين عامي 1995م –

1998م، وبعد خروجه بعام اعتقلته السلطة الفلسطينية ثلاث سنوات؛ حيث خرج من معتقله في عام 2002م.

تخصص الشهيد القائد خالد زكارنة بتصنيع العبوات الناسفة، وإرسال الاستشهاديين إلى داخل الأراضي الفلسطينية

المحتلة عام 1948م، كما أتقن استخدام جميع الأسلحة الفردية ببراعة، إلى جانب إتقانه لإطلاق الصواريخ المضادة

للدروع، ومن الذين استفادوا من خبراته الهندسية الشهيد القائد إياد صوالحة.

شارك إخوته المجاهدين في الدفاع عن مخيم جنين في نيسان / أبريل 2002م حين واجهت المقاومة الفلسطينية بكل

بسالة العدوان الصهيوني، كما شغل موقع قائد عمليات سرايا القدس في شمال فلسطين؛ حيث أشرف على الكثير من

العمليات الاستشهادية، أبرزها “عملية الياجور” في مدينة حيفا التي نفذها الاستشهادي راغب جرادات من جنين بتاريخ

10 نيسان / أبريل 2002م، وأدت لمقتل 8 صهاينة وإصابة 20 آخرين.

موعده مع الشهادة:

استشهد القائد خالد زكارنة بتاريخ 22 أيار / مايو 2002م، بعد أن نصب كميناً -برفقة إخوانه المجاهدين- لقوات العدو

الصهيوني؛ حيث فجَّر أحد المقاومين عبوة ناسفة في دورية صهيونية، وما إن استعد المجاهد زكارنة لإطلاق صاروخ

“لاو” باتجاه دورية صهيونية بين قرى (تعنك وزبوبا وسيلة الحارثية) حتى انفجر الصاروخ به فاستشهد على الفور.

وباستشهاده فقدت سرايا القدس أحد مهندسيها وخبرائها العسكريين.

زر الذهاب إلى الأعلى