الشهيد القائد خالد النمروطى
الميلاد والنشأة
فقد وُلِد الشهيد خالد في مخيّم عين بيت الماء قرب نابلس لأسرةٍ مكوّنة من سبعة ذكور و ثلاث إناث ،
رضع الكرامة في برد المخيّم و بقيت عيناه ترتقب العودة إلى أرض الأجداد “سيدنا علي” التي رُحّلت
أسرته عنها عنوةً مع زحف الموت في غيلة النكبة عام (1948) .
حياته الجهادية
نشأ خالد كارهاً للمحتل متوعّداً بمقاومته منذِراً بحربٍ لا هوادة فيها ليطهّر الأرض من آثار القدم الهمجية
فاعتُقِل لنشاطه ضدّالمحتل في العام (1984) و أمضى في السجون الصهيونية بضعة شهورٍ كانت كافية لتشعل البركان .
ما إنْ خرج خالد من سجنه حتى أخذ يعمل مجدّداً لضرب الاحتلال وملاحقة مستوطنيهحتى اعتقل في العام (1985)
قبل الانتفاضة المباركة الأولى و حُكِم عليه بالسجن تسع سنوات بتهمةمشاركته بعملية إحراق دورية عسكرية
و مقتل ثلاثة جنودٍ بها في جبل النار . أنهى خالد سنوات اعتقاله 9 و عاد من جديدٍ إلى الميدان و التحق بجامعة
النجاح الوطنية لدراسة علم النفس قبل أنْ يتخرّج و يعمل مدرّساً في سلك التربية و التعليم في مدرسة الشهيد
سعد صايل في نابلس . و مع اندلاع انتفاضة الأقصى المبارك كان لخالد شرف عظيم بالالتحاق بركبها فأخذ ينظّم الخلايا
و يجنّد المقاتلين في صفوف كتائب شهداء الأقصى ليدفع ضريبة الجهاد و المقاومة بعد فقدانه إمكانية
ممارسة حياته الطبيعية حيث أصبح أحد المطلوبين و المطاردين لقوات الاحتلال التي جعلت منزله في
مخيّم العين هدفاً للعديد من عملياتها مهدّدة بإلحاق الأذى بأهله و زوجته و طفلتيه (شهد وشذا) حيث
حُرِمتا من رؤية والدهما إلا لأوقاتٍ معدودة كان يختطفها خلسةً من وراء جيشٍ من العيون الخائنة المتربصة
بيع دم الشهيد بثمنٍ بخسٍ شواكل معدودة .
المطاردة الصهيونية لشهيد القائد ” خالد النمروطى “
تقولأسرة الشهيد إنّ خالداً قد عُرِف ببراعته في إعداد العبوات الناسفة و هندسة المتفجّرات و قدرته القتالية العالية
و دقّته في استخدام السلاح للقنص و هو ما جعله من أكثر كوادر شهداء الأقصى غيظاً للمحتلّ الذي راح يداهم كلّ
مكان أو بناية أو شارع كان فيه الشهيد بحثاً عنه دون أن تتمكّن تلك القوات من اعتقاله .. و يضيف أحد أقاربه أنّ
القوات الصهيونية تتبّعته ذات مرة بعد رصد زيارته لبيته و اقتحمت قوة كبيرة من الوحدات الخاصة المنزل دون
أن تتمكّن من اعتقاله رغم وجوده فيه بعد أنْ اختفى بين أسطح المنازل المجاورة تاركاً للجنود يحطّموا أثاث المنزل.
و عندما يئس المحتلّ من إمكانية الإيقاع بخالد أو اعتقاله أخذ يمارس أسلوبه المعتاد عبر الغدر و الغيلة فتعرّض
خالد لمحاولة اغتيالٍ في شارع عمّان شرق نابلس حين قامت نقطة عسكرية مقامة على جبل الطور بإطلاق
زخّاتٍ من الرصاص و قذائف الأنيرجا باتجاهه و لكن قدرة الله كانت فوق أيديهم فنجا .
عرس الشهادة
لم يكنْ خالد ليظنّ أنّ زيارته لأحد رفاقه في السلاح من الجرحى الذين يتلقّون العلاج في مستشفى
رفيديا ستكونآخر لقاءٍ له مع من أحبّ على الأرض ، أو لربما أنّ شوقه إلى من سبقه في السماء كان
يدفعه للقيام بتلكالزيارة الجريئة رغم خضوع نابلس لنظام منع التجوّل في 22.8.2003 م ، و ربّما لأنّ الوفاء
شيمة لا يحملها إلا صنفٌ من الرجال كانت قدما خالد تستبقانه لرؤية أخيه الجريح ، فيما كانت أخبار تلك
الزيارة تتطاير إلى المحتلّ عبر كلابه النابحة من العملاء المأجورين ،
و ما هي إلا لحظاتٌ حتى كان الحيّ الذي يقبع فيه المستشفى يضجّ بمئات الجنود و عشرات الآليات
العسكرية التي أدرك خالد الهدف من حضورها ، فما جاءت إلا لصيدٍ ثمينٍ يدرك في قرارة نفسه أنّ ما فعله
بهم جديرٌ بهذه الزيارة . و ما هي لحظات حتى كان خالد يغادر غرفة صديقه الجريح عبرأحد النوافذ و يتسلّق
سطح المستشفى ليشتبك مع الوحدات المنتشرة على أسطح المنازل المجاورة تساندها
طائرتا أباتشي ليلتقي كلّ العتاد و كلّ الحديد على قلب رجلٍ طالما هزئ بالحديد قيداً و طوّعه بيده سلاحاً ،
و دارت المعركة حامية الوطيس تناثرت حولها رياح الجنة لتحمِل روح خالدٍ جديد إلى سجل الخالدين .
اقرأ المزيد:الاستشهادي المجاهد سامر شواهنة