شهداء فلسطين

الشهيد القائد جمال أبو سمهدانة – الأمين العام المؤسس للجان المقاومة الشعبية

الميلاد والنشأة:

ولد الشهيد القائد جمال أبو سمهدانة عام 1963 في مخيم المغازي للاجئين في غزة، ثم انتقل إلى مخيم رفح بعدما

اعتُقِل والده وشقيقه، وأنهى الثانوية العامة في رفح، والتحق بقسم الجغرافيا في كلية الآداب بالجامعة الإسلامية لكنه

لم يكمل تعليمه؛ حيث اضطر إلى الخروج من قطاع غزة عبر مصر بعد مطاردة القوات الصهيونية له في مطلع

الثمانينيات؛ حيث كان يقود مجموعات عسكرية تابعة لحركة فتح.

وبعدها درس لمدة ثلاث سنوات بالأكاديمية العسكرية في ألمانيا التي يجيد لغتها، قبل أن يعود مع القوات الفلسطينية

التي رافقت الرئيس الراحل ياسر عرفات في 1994؛ حيث عمل ضابطاً في جهاز الأمن العام.

اعتقِل حوالي عام ونصف في سجن تابع للسلطة الفلسطينية بسبب نشاطاته العسكرية في لجان المقاومة الشعبية

التي يعتبر أبرز قادتها.

أسرة مناضلة:

القائد أبو سمهدانة منحدر من أسرة مناضلة؛ والده الحاج عطايا من أعيان رفح البارزين، وشقيقه صقر من بين الشهداء،

وأخوه سامي من أبرز قيادات فتح خلال الانتفاضة الماضية عام 1987م.

في مخيم الشابورة الفقير والمكتظ بآلاف اللاجئين يتخذ قائد اللجان موقعه، تغمره محبة الناس ويحاول قدر الإمكان أن

يساعدهم بينما كان يتولى يومياً تفاصيل فعاليات المقاومة.

فاز المجاهد جمال أبو سمهدانة بعضوية قيادة فتح في رفح قبل أن يُطرد منها؛ لاعتراضه العلني على سياسات مالية

وفساد في السلطة، واستغلال نفوذ ورفع للأسعار من قبل بعض المتنفذين، ثم اعتقل أبو عطايا لدى جهاز الأمن

الوقائي لمدة عام وسبعة أشهر.

بالإضافة إلى معرفة الفلسطينيين الواسعة به كرمزاً من رموز المقاومة على مدار السنوات الماضية، تبدو شخصية

جمال عطايا أبو سمهدانة أكثر وضوحاً في تفاصيل مدينة رفح، ليس لأنها ملاذه الدائم والمستمر ومنبت طفولته؛ بل لأن

الرجل انطلق منها في مقارعه الاحتلال وبين أزقتها أعلن ميلاد لجان المقاومة الشعبية مع اندلاع شرارة الانتفاضة عام 2000.

في المدينة الحدودية رسم الرجل ملامح المرحلة فشكل المجموعات الضاربة التي قارعت الاحتلال على طول الشريط

الحدودي، كما وقفت لجان المقاومة وراء أول تفجير لدبابة “الميركافا” الصهيونية الصنع، ولاحقاً صواريخ الناصر التي

تطلق على المغتصبات الصهيونية.

تأسيس لجان المقاومة الشعبية:

وقد أسس القائد أبو سمهدانة لجان المقاومة الشعبية، وضم معه أعضاء سابقين من الفصائل الفلسطينية خصوصاً

فتح، وأعضاء جدداً في بداية الانتفاضة التي اندلعت في أيلول2000.

وكانت هذه المجموعة تبنت عدة هجمات عسكرية ضد أهداف “إسرائيلية”، وعمل معه الكثيرون من  نشطاء فتح وباقي

التنظيمات الأخرى، ومنهم الشهيد رمضان عزام، ويوسف القوقا أبو العبد الذي اغتيل في غزة، وعمل كذلك زياد شعث

وهو من “أخطر” المطلوبين للاحتلال، كما أوجد الشيخ جمال أبو سمهدانة علاقات تكاملية كبيرة مع القوى والفصائل

الأخرى، واحتضن في لجان المقاومة الشعبية إعداداً من المطاردين السابقين في مجموعات فتح خلال الانتفاضة السابقة عام 1987م.

مطلوباً للاحتلال:

القائد جمال أبو سمهدانة “أبو عطايا” كان ملاحَقاً من قِبَل الاحتلال؛ بسبب عدة عمليات فدائية، وقد نجا من محاولتي اغتيال.

ويعتبره الاحتلال مسؤولاً عن سلسلة من العمليات ضد مستوطنين وعسكريين صهاينة.

وبحسب مصادر أمنية صهيونية، فهو أيضاً له يد في كمين ضد موكب دبلوماسي أميركي أوقع ثلاثة قتلى عام 2003 في

قطاع غزة.

وكان الاتصال بالمجاهد أبو سمهدانة غير ممكن؛ لأنه لا يحمل أجهزة اتصالات خليوية، ولكن ذلك قد يتم من خلال بعض

مقربيه، كما أنه لا يركب سيارة، بل يفضل المشي على قدميه خاصة بعدما نجا مرات عديدة من محاولات لاغتياله.

محاولة اغتيال فاشلة وتهديد بالاستهداف:

وأصيب جمال أبو سمهدانة بجروح؛ جراء صاروخ أطلقته طائرة صهيونية على سيارته بتاريخ 5/8/2004م في رفح، وأدى

إلى إصابة اثنين من مرافقيه، وهما (هشام أبو طه) الذي استشهد أيضاً في وقت لاحق على أيدي ما تسمى “فرقة

الموت” التابعة للأمن الوقائي خلال تشييع جثمان الشهيد يوسف القوقا، و (أشرف شيخ العيد).

هدد الكيان الصهيوني باستهداف جمال عطايا أبو سمهدانة – قائد لجان المقاومة الشعبية بتاريخ 21/4/2006م؛ الذي

كلفته الحكومة الفلسطينية التي فازت بها حماس، بتولي منصب مراقب عام وزارة الداخلية والأمن الوطني.

وقال وزير الإسكان “الإسرائيلي” زئيف بويم للإذاعة الصهيونية: “لدينا حساب طويل لنصفيه مع هذا الإرهابي المعروف،

وتعيينه لن يجنبه أي عقاب”.

كما أضاف بويم أن “تعيين هذا القاتل في منصب أمني هو في قمة المكر، ويُظهر مجدداً الطابع الإرهابي للسلطة

الفلسطينية منذ أن تولت حماس السيطرة عليها”.

فيما قال نائب وزير الحرب الصهيوني السابق: “عاجلاً أم آجلاً سنصل إليه”.

لا أخشى التهديدات الصهيونية:

وأمام هذا التهديد قال الشيخ جمال أبو سمهدانة في تصريح صحفي سابق منسوب إليه: “أنا لا أخشى التهديدات الصهيونية”.

كما صرح بقوله: “نحن لا نخشى ولا نخاف من الكيان الصهيوني، وكل شعبنا في دائرة الاستهداف، وسنستخدم كل

الأساليب لحماية رجال المقاومة وأبناء شعبنا”. بالإضافة لذلك قال: “الاحتلال حاول عدة مرات في السابق اغتيالي،

والحمد لله نجوت من الاغتيالات. نحن لا نخاف من الموت بل نقاتل من اجل الشهادة”.

استشهاده في الميدان:

مساء يوم الخميس الموافق لـ 8/6/2006 قصفت الطائرات الصهيونية بالصواريخ موقع تدريب تابع لألوية الناصر صلاح

الدين غرب رفح بالقرب من تل السلطان، وذلك في استهداف مخطط للأمين العام للجان المقاومة الشعبية الشيخ جمال

أبو سمهدانة “أبو عطايا”، وزفت اللجان أمينها شهيداً برفقه عدد من المجاهدين ارتقوا معه.

اقرأ أيضاً: في ذكرى ارتقائه.. الشهيد القائد فلاح مشارقة

زر الذهاب إلى الأعلى