أخبارشهداء فلسطين

الشهيد القائد اياد محمد عبد الله قداس

 الميلاد والنشأة

ولد الشهيد القائد اياد محمد عبد الله قداس الذي بزغ نوره لأرض مخيم جباليا جهادا ومقاومة عام 1972م
.. ينتمي لعائلة فلسطينية ملتزمة بدينها القويم ، فترعرع شهيدنا في أحضان تلك الأسرة ، وتميز بحسن
أخلاقه ، وتربى على تعاليم الإسلام ، والتزم بصلاته وعبادته، وعاش برفقة عائلته .. ترتيبه الرابع بين اخوانه
ووسط أسرته المكونة من ستة أفراد .حيث أن شهيدنا اياد متزوج وله من الأطفال أربعة ” ابنان وابنتان و
استشهد وزوجته حامل .

صفاته وأخلاقه…

تميز شهيدنا اياد بسمو أخلاقه ورفعتها ، كانت الابتسامة لا تفارق وجهه حتى ان البعض كان يناديه بباسم
بدلاً من اسمه الأصلي ، لا يعرف الكره أو الحقد لأحد ، فكان يحب ابنائه كثيراً وقلبه مليء بالحنان والعطف
على الصغير واحترام الكبير، فاتصف اياد بالرجولة والشجاعة والقيادية ، فلقد شهد له الجميع بالعديد من
المواقف الرجولية منذ الانتفاضة الأولى وحتى في انتفاضة الاقصى الحالية حينما كان يخرج لمواجهة قوات
الاحتلال خلال الاجتياحات الصهيونية المتكررة التي كان يتعرض لها المخيم ، فلقد أعطى اهتماماً كثيراً
للعمل العسكري منذ تأسيس كتائب الأقصى.
المرحلة التعليمة
تلقى الشهيد اياد  تعليمه بمدارس وكالة الغوث في المخيم ، فدرس المرحلة الابتدائية بمدرسة أبو
حسين الابتدائية للبنين ، ومن ثم أكمل دراسته الاعدادية بمدرسة ذكور جباليا الاعدادية ” أ ” ،
وانتقل لمدرسة ابو عبيدة بن الجراح الثانوية ليدرس فيها المرحلة الأولى ومن ثم يتوقف
اياد عن مسيرته التعليمية بسبب ظروف الاعتقال التي تعرض لها آنذاك ، ومن ثم عمل شهيدنا في مهنة
الحياكة ليوفر لأسرته قوت يومها ، ومع قدوم السلطة الفلسطينية رفض اياد العمل ضمن صفوف أجهزة الامن
الفلسطينية لأسباب خاصة به وفضل العمل ضمن صفوف تنظيمه ” فتح ” ، الى ان التحق قبل استشهاده
بشهر واحد ضمن صفوف جهاز الامن العام الفلسطيني .

الانتفاضة الأولى

والاعتقال كانت الانطلاقة لشهيدنا قداس منذ الانتفاضة الأولى ، فلقد نشأ على أصوات الحجارة والقنابل
المسيلة للدموع والرصاص ، حتى كبر فلم يأخذ دور المتفرج وأصر على مواجهة المحتل ، فلقد عمل اياد
في اللجان الشعبية ، ومن ثم عمل ضمن القوات الضاربة لملاحقة العملاء ، وشارك اياد في معظم المسيرات
والفعاليات ضد الاحتلال ، فلم يدع الاحتلال الصهيوني الشهيد قداس في الفترة السابقة من قدوم السلطة
الي ارض غزة ” الانتفاضة الأولى ” ، فلقد تعرض لفترات اعتقال متفاوتة كانت مدة الاعتقال الأول ” 40يوماً “
حيث تم حجزه في سجن أنصار وخرج بتعهد مقابل غرامة مالية قدرها ” ألف دولار ” ، الي ان اعتقل مرة ثانية
في سجن النقب وحكم عليه بالسجن ستة اشهر . وكانت الفترة الثالثة من الاعتقال في سجن سرايا غزة
حيث تم التحقيق معه ومن ثم حكم عليه بالسجن مدة عام ونصف نقل اثرها لمعتقل النقب أيضاً .

مواصلة الطريق

ومع انطلاق الانتفاضة الثانية ” انتفاضة الأقصى ” لم تنل الاعتقالات من عزيمته القوية حيث واصل المشوار
ليعمل ضمن صفوف كتائب شهداء الاقصى منذ تأسيسها مع الشهيد القائد جهاد العمارين تحت يد مسئوله
الشهيد القائد حسن المدهون.
شارك اخوانه حسن المدهون والقائد في كتائب القسام فوزي ابو القرع في التخطيط لعملية ميناء أسدود
التي نفذها الاستشهاديان نبيل مسعود من كتائب شهداء الاقصى ومحمود سالم من كتائب القسام التي
ادت لمقتل 11 صهيونياً واصابة العديد من الجراح .
شارك اخوانه في التخطيط لتنفيذ عملية زلزلة الحصون الاستشهادية التي نفذتها ثلاث فصائل ، فكان
الاستشهاديون مهند المنسي من كتائب شهداء الاقصى ، وسمير حجا من لجان المقاومة الشعبية
ومحمود المصري من كتائب القسام في معبر كارني التجاري شرق مدينة غزة.
شارك اخوانه في تنفيذ عملية معبر ايرز الاستشهادية التي قام بتنفيذها الاستشهاديين الثلاثة ،
الشهيد القسامي محمد رفيق سالم ، والأسيران رائد الحاج أحمد من كتائب شهداء الاقصى وتامر
الدريني من كتائب القسام . قام بتجهيز العديد من الاستشهاديين خلال انتفاضة الاقصى وكان يخرج
في تلك العمليات كخط دفاع عن الاستشهادي .
شارك في صد العديد من الإجتياحات الصهيونية المتكررة التي تعرض لها المخيم ، حتى انه كان يذهب لمناطق
أخرى كانت تتعرض لاجتياح كالزيتون و الشجاعية ، والاجتياح الأخير الذي تعرض له مخيم جباليا ” أيام الغضب
كان يشهد لشهيدنا اياد حيث عمل جنباً الي جنب مع اخوانه في كتائب الشهيد عز الدين القسام لصد العدوان
عن المخيم .
ويتحدث احد المقربين من الشهيد عن أيامه الأخيرة في عمله الجهادي فقال : ” لم يتوقف ولو للحظة واحد
عن مقاومة المحتل والرد على عدوانه حتى انه ليلة استشهاده قام بإطلاق صاروخين تجاه الأراضي الفلسطينية
المحتلة وقد سقطا على حدود مدينة المجدل ، وقبل استشهاده بأسبوع واحد قام بالاشتباك مع قوات الاحتلال
على الحدود الشرقية لمخيم جباليا، ويشهد له اخوانه في الكتائب بإطلاق العديد من الصواريخ خلال انتفاضة
الاقصى المباركة .

عرس الشهادة

ويلحق برفاقه شهيدا بعد رحلة طويلة من المقاومة والجهاد المشترك ، آن للشهيد قداس ان يلحق بإخوانه
الذين سبقوه للجنان لتطال به يد الغدر الصهيونية يوم 8.12.2005م ،فتغتاله طائرات الاستطلاع الصهيونية
مع اثنين من قادة كتائب شهداء الاقصى الشهيد هم القائد خضر ريان والشهيد القائد اياد النجار أثناء جلوسه
في ارض ، لترتقي روحه الطاهرة وترنو إلي عليين مع رفيقه اياد النجار ، ويلحق برفاقه وإخوانه من سبقوه
للشهادة على درب الجهاد والمقاومة ، ومن ثم يشيع جثمانه الطاهر من مسجد العودة الي الله وسط مخيم
جباليا الي مقبرة الشهداء بمشروع بيت لاهيا .
زر الذهاب إلى الأعلى