الشهيد القائد الفلسطيني عربي عواد
ظل قابضاً على المبادئ ولم ينكسر
في سلفيت وسط الضفة الغربية كان الولادة للقائد الفلسطيني عربي عواد” أبو الفهد” عام 1928. عائلة الراحل من العائلات الفلسطينية المناضلة وفيها خيرة رجال الدين الذين عملوا في التدريس في قرى ومناطق سلفيت.
من صغره كانت نباهة الراحل كما كتب من عاصره من أبناء جيله وبلدته. تخرج من كلية الرشيدية في مدينة القدس ونال شهادة الثانوية العامة سنة 1947.كان من الأوائل الذين انخرطوا في النضال الوطني الفلسطيني. فانتخب عضواً في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الأردني عام 1955.وأصبح عضوا في المكتب السياسي عام 1979.
بعد احتلال الضفة الغربية في 67 أصبح سكرتيراً للحزب الشيوعي فيها. ساهم الرحل بدور مميز وريادي في الجبهة الوطنية الفلسطينية في الأرض المحتلة التي كان عمادها الحزب الشيوعي. وأبعد سنة 1973الى الأردن مع 7 من قادة الحزب نتيجة نشاطاتهم. أعتقل في الأردن وقضى 11 عاماً.
انتخب عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني في دورته 12 التي عقدت في القاهرة سنة 1974.انحاز لفلسطين الكاملة بكل ذرة تراب وأصبح أمينا عاماً للحزب الشيوعي الفلسطيني الثوري في 1987.
الشهيد الراحل من الذين واجه وحزبه كل محاولات التفريط بالقضية الفلسطينية. وقف مع فصائل التحالف الفلسطيني في مواجهة اتفاق أوسلو, وقبل ذلك قاتل وحزبه في لبنان وقدم ابنه فهد عضو اللجنة المركزية للحزب شهيداً – دفاعاً عن الثورة الفلسطينية وأهلنا في لبنان.
مسيرة حياة طويلة وزاخرة للقائد الشهيد عربي عواد, لم تعرف الانكسار رغم ظروف الحصار للحزب, ومحاولة اقصائه من المشهد السياسي والوطني. ولم يرضخ بل بقي صلباً- متقشفاً- مقداماً في القضايا الوطنية.
عرف عنه قدراته الحوارية, وفهمه العميق لطبيعة الصراع مع الكيان الصهيوني. فكان من القادة الذين تشبثوا بأهمية البناء الثقافي الوطني- وذلك من خلال تعميق الحوارات الفلسطينية – الفلسطينية. فلم يتوان عن متابعة أدق الشؤون الصغيرة لشعبه. من خلال التواجد في المخيمات جميعها. والتحشيد في معركة المواجهة. وهو ابن المخيمات التي واجهت الاحتلال الصهيوني.
انحاز للفقراء- انحاز لفلسطين بكل ذرة تراب. في مخيم اليرموك كان يواصل مسيرة المقاومة- يرتبط بأهله بشكل يومي – ولا يتردد في تلبية أي دعوة لأي لقاء وحوار وطني- وطني بهف إعادة اللحمة الوطنية ومواصلة درب المقاومة.
لم تكسره الشدائد بل بقي وحزبه يقبضون على جمر المقاومة-.والراحل القائد من الذين أسهموا في مواجهة اتفاق أوسلو- وشدد على أن قضيتنا هي قضية تحرر وطني. وحتى أيامه الأخيرة لم يتنازل عن المبادئ التي رفعها وحزبه – مبادئ التحرير الكامل لكل فلسطين.
رحل القائد الفلسطيني عربي عواد( أبو الفهد ) في 22 – 3- 2015 .وشيع في العاصمة الأردنية عمان بحضور حشود كبيرة من أهلنا والقوى الوطنية الأردنية.
روحه وأفكاره ستبقى حاضرة في أيامنا الفلسطينية- القائد المنتمي لشعبه قولا وفعلا وممارسة.
بقلم لينا عمر