شهداء فلسطينقصص الشهداء

الشهيد القائد الشيخ فرحان السعدي اسمك سيبقى ملهماً للمقاومة

 

اسم له وقع الإرادة في صلابة السنديان…الشيخ الشهيد فرحان السعدي انتمى لفلسطين ومقاومتها  مجاهداً مع القائد الشهيد عز الدين القسام وواجه المحتل البريطاني ببسالة تستحق أن يذكرها الأجيال …وقبل أن يشتد ساعده رأى بأم العين التسلط العثماني واذلال الفلاحين وهو الذي عمل في الزراعة في أسرة متدينة..,فحفظ القرآن والأحاديث النبوية الشريفة.

في قرية المزار قضاء جنين كانت الولادة عام 1860 لتبدأ سنوات عمره الأولى في حفظ القرآن وانهاء الدراسة الابتدائية في مدينة جنين.

كشف الشيخ الشهيد فرحان السعدي مبكراً مخططات المحتل البريطاني الذي بدأ يهيء   لغرس المستوطنين الصهاينة في فلسطين مع انهيار وتقاسم تركة” الرجل المريض” الدولة العثمانية, ونبه في الحلقات الدينية الى ذلك,وبدأ مع مجموعة من إخوانه في التحشيد لمواجهة  المحتل البريطاني الذي لم يخف مخططاته في استجلاب قطعان المستوطنين. وبدأت بواكير مهاجمة الثكنات البريطانية التي قادها الشيخ الشهيد تتصاعد.وغدا اسمه معروفاَ في الأوساط الفلسطينية.

مع استشعار حالة التمدد البريطاني ودعم العصابات الصهيونية في فلسطين .. واصل الشيخ الشهيد تصعيد المقاومة وعمل على تنظيم الخلايا التي نظمت  نفسها وتواصلت مع القرى الفلسطينية. ومع انطلاقة شرارة ثورة 1929 كان  الشيخ السعدي قد تمكن من تهيئة مناخات  واسعة للمقاومة وقاد مجموعات في قضاء جنين. تمكنت هذه المجموعات من ايقاع الخسائر في الجيش البريطاني والعصابات الصهيونية…ما دفع الاحتلال البريطاني الى تعميم  اسمه واصبح من المطلوبين الخطرين لدى بريطانيا.

عمليات البحث والمتابعة اسفرت عن  اعتقاله فقضى ثلاث سنوات في السجون البريطانية. في المعتقل واصل نشاطه وحرض الشباب الفلسطيني على المقاومة وتمكن الشيخ من تأسيس خلايا داخل المعتقلات البريطانية لعبت دوراً بارزاً في ثورة القسام عام1936.

مع اطلاق سراحه انضم الى ثورة الشيخ عز الدين القسام وشارك بشكل بطولي في معركة أحراج يعبد التي استشهد فيها الشيخ عز الدين القسام في تشرين الثاني1935.

يشهد  للشهيد القائد السعدي في معركة احراج يعبد التي سجل فيها شجاعة منقطعة النظير…,وظل يقاتل حتى الطلقة الأخيرة وتمكن من الفرار بعد أن أحكمت القوات البريطانية الطوق عليه هو ومجموعة من إخوانه.

التحق الشيخ السعدي بالثورة الفلسطينية الكبرى وهو من أطلق رصاصتها الأولى بمهاجمة قافلة صهيونية على طريق نابلس – طولكرم فكان ذلك إيذاناً ببدء الكفاح المسلح. وتتابعت بعد ذلك أعمال الثورة. وقد أُوكل اليه قيادة فصيل عنبتا –نور شمس. كما اختير عضواً في اللجنة التي كونتها قيادة الثورة لجميع الاعانات.

تشهد له معركة عين جالود التي اصيب فيها وواصل القاتل. ولم يترك قرية ومدينة إلا وعمل على التواصل مع شبابها لحشد الطاقات في مواجهة العصابات الصهيونية والمحتل البريطاني. في٢٢- ١١- ١٩٣٧ هاجمت القوات البريطانية بيته في قرية المزار وألقت القبض عليه وقُدم لمحاكمة صورية حكم فيها عليه بعد ثلاثة أيام بالإعدام شنقاً

في14 رمضان 27/11/1937م أُعدم القائد  فرحان السعدي شنقاً في سجن عكا وهو صائم بعد أن رفضت سلطات الاحتلال البريطاني تخفيف الحكم عليه…ولم تتوقف المقاومة فشكل  أخوته فصيلاً باسمه وواصلوا الجهاد في مواجهة العصابات الصهيونية والاحتلال البريطاني.

مسيرة حياة الشهيد البطل القائد فرحان السعدي تؤكد أن شعب فلسطين سيبقى يواصل مسيرة الجهاد. وها هم أحفاد الشيخ السعدي على دربه يواجهون المحتل الصهيوني في القدس والضفة وغزة وحيفا…فلسطين ستبقى على عهد الشهداء.

بقلم لينا عمر

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى