شهداء فلسطينعلى الطريققصص الشهداء

الشهيد القائد الشيخ عز الدين القسام

جهاد نصر أو استشهاد

حين يذكر الشهيد المجاهد عز الدين القسام تستعيد الأرض بهاءها  لحكاية مجاهد و قائد عربي قاوم الاحتلال الفرنسي في وطنه سوريا ثم في فلسطين التي منحها عشقه ودمه كما وطنه ولم يساوم على حبة تراب . واجه الاغراءات بأن أشهر البندقية في وجه المحتل  الفرنسي وأصبح مطارداً ومحكوماً بالإعدام.

ولد القائد المجاهد  الشيخ الجليل عز الدين القسام في مدينة جبلة السورية عام 1882 – ومنذ صغره كان مميزاً – وملفتاً للانتباه لذكائه. امتاز الطفل عز الدين بالميل إلى الانفراد والعزلة و التفكير ما أثّر في مستقبله- وجعله مميزاً   في فهم ما يدور من أحداث وخلفياتها وتطوراتها. حفظ كتاب الله وهو صغيراً- ونهل من  علوم العقيدة والفقه واللغة العربية عن أبيه-  وتتلمذ على يدي الشيخ سليم طباره أحد كبار علماء بيروت.

درس في الأزهر وكان من عداد تلامذة الشيخ محمد عبده ولما عاد إلى البلاد عمل مدرساً. ومع اندلاع الثورة في سوريا ضد الفرنسيين عام 1920 كان في المقدمة – وقاتلهم في كل شبر من أرض سورية- وأصبح المطلوب رقم واحد.

لجأ الشهيد الشيخ القسام إلى مدينة حيفا في 5 شباط 1922 ومعه الشيخ محمد الحنفي والشيخ علي الحاج عبيد وأصبح واعظاً دينياً ومرشداً ورئيس جمعية الشباب المسلم في مدينة حيفا-  وخطيب جامع الاستقلال. نظم الشباب الفلسطيني وحرضهم على مواجهة المحتل البريطاني وكانت الجلسات التي يشرف عليها الشيخ الشهيد تفيض بالعلم والتوجيه وقراءة طبيعة المشروع البريطاني الذي يهدف إلى تسليم فلسطين للعصابات الصهيونية التي بدأت تتسلل من خلال الشراكة بين المشروعين الصهيوني والبريطاني. وشكل وحدات جهادية أثرت في ضرباتها المتواصلة في التجمعات العسكرية البريطانية. وأصبح البريطاني يشعر أنه أمام قوة منظمة يشرف عليها المجاهد القسام- فاستنفر في تحركاته ودعا إلى القاء القبض عليه وإعدامه. وبعد سنوات من المواجهات والتنظيم استشهد القسام في أحراش يعبد بعد مواجهة غير متكافئة مع القوات البريطانية في 20 –  11 – 1935 حيث تحصن الشيخ عز الدين هو و15مجاهداً من أتباعه بقرية الشيخ زايد فلحقت بهم القوات البريطانية وطوقتهم وقطعت الاتصال بينهم وبين القرى المجاورة، وطالبتهم بالاستسلام- لكنه رفض واشتبكوا مع تلك القوات. وأوقعوا فيها العشرات بين قتيل وجريح. وكان ينادي أثناء مطالبة القوة  البريطانية لهم عبر مكبرات الصوت بالاستسلام :” لن نستسلم- سنموت شهداء…إنه جهاد نصر أو استشهاد”.

دماء الشهيد الشيخ عز الدين القسام  كانت بوصلة الثورة الفلسطينية في عام 1936- الثورة التي واجهت المحتل البريطاني ناهلة من وصاياه – وصايا دمه لتستمر الثورة…واليوم تبقى كلماته في القدس وكل فلسطين تتردد “إنه جهاد نصر …أو استشهاد”.

تعود ذكرى استشهاده… وشباب فلسطين وشاباتها يقبضون على جمر المواجهة مهما اشتدت الصعاب….وسيبقى حاضراً في كل الأيام الفلسطينية المقاومة.

 

لينا عمر

زر الذهاب إلى الأعلى