شهداء فلسطين

الشهيد القائد إبراهيم سلمان أحمد منية

الشهيد القائد إبراهيم سلمان أحمد منية

يمضي المجاهدون الأبطال حاملين أرواحهم على أكفهم، يسيرون في طريق ذات الشوكة،

وابتغاء الشهادة في سبيل الله فداء للدين ونصرة للحق أمام الباطل وغطرسته، وبايعوا الله

على المضي قدما في درب الشهادة، غير آبهين بوعورة الطريق، من حروب ونيران ولهيب

العدوان، خرجوا من رحم هذه الأرض ممتشقين سلاحهم الطاهر في وجه المحتل .

المولد والنشأة

البطل إبراهيم سلمان أحمد غانم ولد في حي الشجاعية بمدينة غزة بتاريخ 14/2/1962م،

وعاش طفولته ملتزما ومنضبطا لا يترك الصلاة أبدا، ويساعد والده في العمل، تعود أن يلقي

الحجارة على الصهاينة .

أخلاقه بين الناس

كان الشهيد إبراهيم نموذجا طيبا في الأخلاق والتعامل، فمع والديه كان بارا جدا وكان

يحبهما كثيرا، وقد اعتنى بوالده كثيرا عند مرضه وبعد وفاة والده مرضت والدته لمدة 7 سنوات

وظلت عنده في المنزل يرعاها ويسهر عندها الليالي ولم يفارقها طوال تلك الفترة،

وقد تعامل مع إخوانه الكبار كوالده فكان يحترمهم ويحبهم ولا يقطعهم أبدا من الزيارات،

كما كان يزور أخته الكبرى يوميا، ومع زوجته وأبنائه فقد كان حنونا وطيبا جدا في معاملته

لهم ولا يقصر معهم أبدا ويوفر لهم كل احتياجاتهم ويؤثرهم على نفسه، وكان دائما يحث

أبناءه على الصلاة وخاصة صلاة الفجر ويأمرهم بالالتزام في المسجد ويعلمهم أن يعتمدوا

على أنفسهم وأن يكسبوا قوتهم من عرق جبينهم، ومع جيرانه وأقاربه فقد كان يعاملهم

معاملة طيبة مطبقا وصية الرسول صلى الله عليه وسلم بالجيران والأقارب، كما كان

الاحترام متبادلا بينهم وكان محبوبا للجميع الذين ظلوا يذكرونه دائما بالخير، وقد شاركهم

الشهيد كل مناسباتهم فلم يقطع رحمه أبداً.

حياته العملية

دخل الشهيد مدرسة حطين الأساسية ليدرس المرحلة الابتدائية وكان متفوقا في

دراسته منذ البداية ومن المتفوقين في المدرسة فأحبه المعلمون لأنه كان صاحب

أخلاق حميدة مع الجميع ودون استثناء وقد شهد له المعلمون بذلك، والتحق

الشهيد بمدرسة الهاشمية الإعدادية ثم بمدرسة عبد الفتاح حمود الثانوية وأنهى

الثانوية العامة بتفوق لكن الظروف المادية الصعبة حالت دون استكمال دراسته،

فعمل في البناء وكان متقنا لعمله فانتشرت سمعته الطيبة بين الناس وأصبح

الجميع يطلب منه أن يعمل له وقد أقام الكثير من العلاقات من خلال عمله لدرجة

أن صوره موجودة عند الكثير ممن بنى لهم، ومن خلال عمله كان يسعى أن يربي

أبناءه على القوة والشجاعة فكان يأخذ أبناءه الكبار ليساعدوه وليكسبوا من تعبهم.

 

درب الجهاد

كان إبراهيم من أوائل الشباب الذين عملوا في الجيش الشعبي خلال الانتفاضة

الأولى “انتفاضة الحجارة” فشارك في وضع المتاريس في الشوارع وإلقاء الحجارة

على الاحتلال الصهيوني كما كان من أوائل المنضمين إلى صفوف كتائب الشهيد

عز الدين القسام ، ومنذ انطلاق كتائب القسام شارك في الرباط على الثغور وفي

المهام المختلفة وقد تمت ترقيته في الكتائب حتى أصبح أميرا لفصيل قسامي

ونائب مسئول سرية في كتيبة الشجاعية،  ومع ذلك لم يتوان لحظة عن التواجد

في الرباط لتشجيع المجاهدين وتزويدهم بكل شيء وإعطائهم المعلومات المهمة

وذلك لأنه كان يملك خبرة كبيرة في مجال العمل العسكري، كما كان متواضعا جدا

ومبتسما دائما فأحبه الجميع وكانوا دائما يحبون الجلوس معه،

وقد كان الشهيد على دراية كاملة في جميع التخصصات العسكرية ودائما ما كان يسعى

للحصول على المعلومات المختلفة عن كل تخصص، وقد تلقى مجموعة من الدورات

العسكرية المتقدمة التي كان يشارك فيها رغم تقدمه في السن، وشارك الشهيد أيضا

في العديد من الأعمال الجهادية كصد العديد من الاجتياحات وتفجير بعض الآليات العسكرية

الصهيونية ونذكر انه في إحدى الاجتياحات حاول تفجير العبوة إلا أنها لم تنفجر فأصر على

تفجيرها وقام بإحضار عبوة أخرى وزرعها بالرغم من الوجود الكثيف للطيران العسكري،

واستطاع بفضل الله أن يقوم بتفجير الآلية، كما شارك في إطلاق صواريخ القسام

وقذائف الهاون على المغتصبات الصهيونية كما أطلق قذائف (RPG) على القوات الصهيونية.

على أيدي الغدر

خرج شهيدنا القسامي القائد أبو أسامة ليلة 15-5-2007م لتفقد مواقع الرباط في حي

الشجاعية، ليتفاجئ بإطلاق نار في أحدى المواقع الرباط المتقدمة وفوراً ذهب على

المكان ليتفاجئ بعناصر عميلة خائنة، لتقوم بإطلاق النار عليه وعلى اثنين من المجاهدين،

ليستشهد أبو أسامة ويصاب الاثنين الذين كانوا برفقته.

زر الذهاب إلى الأعلى