شهداء فلسطين

الشهيد القائد أنور حمدان

في ذكرى الصعود تأتي على وجع..

فماذا سنقول في حلم،ولد وعد في السماء،ورؤية في الإسراء ،وأمل في يعبد … نمى في بيوت الواعدين .. وترعرع في عرابة وجنين .. وتجذر في غزة والجليل  .. ورحل دماً مع مياه وديان عيبال وجزريم ..ليسقى السماء يفجر يلمع فيه سيف القدس ودرب الفاتحين ..

قد لايعرف العشاق أين يلتقون ..

لكن همم تلاميذ الفارس وصالح وعصام ولاتموت…!!

الميلاد والنشأة

ولد الشهيد القائد أنور محمود حمران (أبو صهيب) في 21 يوليو (تموز) 1972م في بلدة عرابة قضاء جنين، نشأ في أسرة محافظة بسيطة مكونة من ثلاث أخوات وأخ واحد، والشهيد القائد أنور هو الأخ الأكبر.

التحق شهيدنا القائد أنور بمدارس بلدة عرابة وعندما اندلعت الانتفاضة الأولى كان عمره لا يتجاوز الخامسة عشرة، وصار من الرعيل الأول الذين قامت بدايات حركة الجهاد الإسلامي في منطقة جنين على أيديهم مع الشهيد القائد إياد حردان والشهيد المجاهد سفيان عارضة وغيرهما.

وعندما أتم دراسة الثانوية توجه إلى الأردن ليلتحق بكلية الصيدلة، ولم يكمل دراسته؛ لأن الحكومة الأردنية والأجهزة الأمنية أبعدوه قبل تقديم الامتحانات الأخيرة للحصول على شهادة التخصص (مساعد صيدلي) حيث شكل حلقة وصل لحركة الجهاد الإسلامي بين الداخل والخارج.

تزوج شهيدنا القائد أبو صهيب في الأردن من ابنة عم له، ورزقه الله ثلاثة أبناء هم: صابرين وصهيب وهمام.

صفاته وأخلاقه

منذ الطفولة عرف الإيمان قلبه، نشأ وترعرع في المسجد الشمالي في بلدته عرابة، عرفته جدران المسجد، وطريقه إليه كل صباح ومساء، عمل داعية ونعم الداعية، شاب طاهر كما عرفه الجميع، أتقن تلاوة القرآن الكريم، أحب المطالعة والشعر وأتقن الكتابة وألقى الخطابات في المناسبات العديدة، ذاك هو الشهيد القائد أنور حمران، إنسان بمعنى الكلمة عرفه القريب والبعيد.

الشهيد القائد أنور لم يبخل على أحد طلب منه المساعدة، ويعطف كثيرًا على كل من سأله مساعدة مادية أو معنوية، كان لهم جار مصاب بإعاقة عطف عليه الشهيد القائد أنور فصار يزوره ويطعمه بيديه.

أما زملاؤه في السجن فله معهم الكثير من الذكريات بإيثارهم على نفسه من دعم نفي وتضامن مع مواقفهم؛ فهو نعم الزميل والأخ المخلص لإخوانه المعتقلين.

تكلمت زوجته أم صهيب فقالت في سطور:” هو الابن البار الحنون والأخ المعطاء القدوة لإخوانه، وهو الزوج الذي لا تجد مثله، غالبًا أبكيه دومًا لحنانه ووعيه، ولكنني أفتخر بزوجي؛ لأنه شهيد أحب الله فأحبه، اختار الشهادة بصدق، هيأني بطريقة غير مباشرة لفراق نلتقي فيه بالجنة بإذن الله، أسأل الله أن يكون شفيعًا لنا في الآخرة”.

مشواره الجهادي

في طريق العودة إلى أرض الوطن اعتقلت قوات الاحتلال الشهيد القائد أنور على الجسر وحكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات ونصف، قضى ست سنوات في ثلاث فترات سجن، وعندما خرج من السجن عام 1996م عمل مراسلاً لجريدة “الاستقلال” التي تصدرها حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وعمل في مكتب في مدينة جنين لهذا الغرض، تعرض لعدة عمليات اعتقال لدى أجهزة السلطة الفلسطينية لفترة أكثر من عامين متنقلاً بين سجون جنين وأريحا ونابلس حيث غدا مطلوبًا لأجهزة الأمن بعد عملية محني يهودا في السادس من نوفمبر (تشرين الثاني) 1998م في القدس التي استشهد بها الشهيدان المجاهدان سليمان طحاينة ويوسف الزغير وأصبح اسمه يتردد على قائمة المطلوبين، فتم اعتقاله من قبل أجهزة السلطة الفلسطينية في سجن الجنيد بنابلس في أعقابها.

وقبل استشهاده بشهرين أفرجت السلطة عن الشهيد ليعود إلى الالتحاق بجامعة القدس المفتوحة في نابلس، وقام بافتتاح مكتبه الصغير أمام مبنى الجامعة لبيع القرطاسية وتصوير الوثائق.

واصل الشهيد القائد أنور نشاطاته من داخل السجن حيث أعاد تشكيل مجموعات جهادية نفذت إحداها العديد من العمليات قرب بلدة عرابة التي أدت إلى إصابات محققة في صفوف الجنود والضباط والمستوطنين.

وللشهيد القائد أبو صهيب الشرف في توفير الأجواء للانطلاقة المباركة لسرايا القدس في شمال الضفة، وله الشرف الكبير في عملية محني يهودا الاستشهادية في أيام أوسلو السوداء حيث أصيب 24 صهيونيًا، ويقف الشهيد القائد أنور وراء عدة عمليات تفجير وتنظيم عسكري.

موعد مع الشهادة

في صباح يوم 11  كانون الأول 2000م قام الشهيد القائد أنور بوداع والدته التي حضرت من البلدة لزيارته في شهر رمضان المبارك، وخرج إلى الحرم الجامعي مع زوجته، وعند الساعة الواحدة والنصف تقريبًا وأثناء خروجه من حرم الجامعة وعلى مرأى من زملائه وسائقي سيارات الأجرة والأطفال الذين اعتراهم الخوف والرعب الشديد لمنظر الجريمة انهمر وابل من الرصاص مصدره نقطة قوات الاحتلال التي ترابط فوق جبل جرزيم المقابل للجامعة على الشهيد، اثنتان وعشرون طلقة، تسع عشرة منها اخترقت جسده لترتفع روحه الطاهرة على الفور لخالقها معلنة استشهاده، تسعة عشر وسامًا زينت جسده وكأن العدو تسلى أثناء إطلاق النار على الجسد الميت.

هكذا استشهد، عملية إعدام ميدانية، فكانت علامة حقيقية على إجرام بني صهيون، وعلى تلك النواة الصلبة التي أبوا إلا تدميرها، ولكن كان الشهيد القائد أبو صهيب أصلب من أن يهادن أو يساوم في دنياه حتى الرصاصة التي حملته إلى حلمه الجميل وهو الشهادة في سبيل الله

زر الذهاب إلى الأعلى