شهداء فلسطينقصص الشهداء

الشهيد القائد:مقلد حميد

 

بنور دم الشهداء تضيء حياتنا المعتمة،وهذا القدر الذي كتب لنا أن نكون جزء من هذا الطريق المقاوم من أجل قضية مركزية لكل مستضعف ومسلم في العالمين ، هو وجههم البسّام في عتمة الحزن لا زال يشقّ أجنحة الظلمة وزهواً وفي دجاها قد أضاء الليالي الحالكة لله درك  والجنة مستقرك فقد عشت شجاعاً وحلقت كالنسر فوق القمم حتى ارتقيت إلى العلياء قائد همام ملبياً دعوة الجهاد ضد الطغاة المستكبرين وصنعت لهم الرعب وجعلت من فلسطين ناراً تلفظهم في كل قرية ومدينة،ستظل ذكراك حاضرة في وجدان العاشقين للقاء الله ونصرة المستضعفينَ ..

 

ذكرى شهيد تتجدد بعد ثلاثة عشر عام لارتقاء أحد أهم قادة العمل الجهادي الثوري المقاوم في فلسطين، في فترة كان للجهاد صولات وجولات ولصوت الحزام الناسف حكايات،الشهيد القائد مقلد حميد “أبو حمزة” أحد قادة مدرسة العاشقين لحب لقاء الله ونصرة فلسطين .

 

ميلاد ونشأة القائد
الشهيد القائد مقلد حميد ولد في العام ألف وتسعمائة وسبعة وستون في مخيم جباليا،ومثله مثل باقي أفراد المخيم عاش حياة البؤس والمعاناة،ونشأ في أسرة فلسطينية لاجئة بعد نكبة 1948م،مشيراً إلى أنه تلقى تعليمة الدراسي في مدارس المخيم،وأكمل تعليمه المهني بالمؤسسة التعليمية التدريبية التابعة لوكالة الغوث الدولية بكلية التدريب بقطاع غزة،وحصل منها على دبلوم صناعي في وكالة الغوث.

 

صفاته وعلاقاته بالآخرين
أبو حمزة كان يتصف بالأخلاق الحميدة والسمعة الطيبة والسيرة العطرة،فقد تتلمذ على طاعة الله والمواظبة على الصلاة بالمساجد،وتحلى بالأدب وحسن الخلق والمعاملة الحسنة مع أبناء شعبه،

وكان مقلد ليناً ومحبوباً وعطوفاً وحنوناً مع الجميع،ويشهد له أبناء شعبنا العظيم بحسن علاقاته المميزة وتعاونه المتواصل في خدمة الوطن والمواطن مع كافة فصائل العمل الوطني الفلسطيني ومشاركته في بعض العمليات ولم يكتف بتوجيهها عن بعد بل شارك بنفسه فيها.

 

تعرفه على طريق الإيمان والوعي والثورة
منذ بداية الانتفاضة الأولى في العام ألف وتسعمائة وسبعة وثمانون،تعرف الشهيد مقلد حميد،
على طريق الجهاد وتفتح عقله وقلبه على الأفكار التي كان يطرحها المفكر الشهيد فتحي الشقاقي،

فكان من ضمن الشباب الأوائل الذين انضموا لحركة الجهاد الإسلامي في محافظة شمال غزة،حيث تعرض بعدها لعدة عمليات اعتقال من قبل قوات الاحتلال الصهيوني.

وانتمى الشهيد القائد مقلد حميد للقوى الإسلامية “قسم”نظراً لنشاطه وحيويته وصدق انتمائه،ارتأت قيادة القوى الإسلامية المجاهدة “قسم”أن يكون للشهيد دور فيها،فكان أحد المجاهدين الذين يشار لهم بالبنان،موضحاً أنه كانت تربطه علاقة توأمة بالشهيدين أيمن الرزاينة وأنور عزيز،فكانوا بالنسبة لمن عرفهم إخوة لا يفترقون في حياتهم وجهادهم.

 

جهاده الطويل
الشهيد مقلد حميد كان من أوائل الذين وضعوا اللبنة الأولى لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين،حيث عمل ليلاً ونهاراً على تأسيس جهاز عسكري يعمل على استيعاب الشباب المجاهد،ويعمل على توجيه الضربات للعدو الصهيوني ويكون نداً لهذه الغطرسة الصهيونية،

وأوضح أيضاً أن الشهيد مقلد حميد كانت له بصمات واضحة في العمل الجهادي الطويل،حيث قام وشارك وأشرف على الكثير من العمليات،منها عمليات إطلاق النار وتسلل لقلب المغتصبات الصهيونية،وكذلك العمليات الاستشهادية والتصدي للاجتياحات الصهيونية والتي أدت إلى مقتل وإصابة العديد جنود الاحتلال،لا مجال في هذه الكلمات الصغيرة حصر هذه العمليات والتي أوجعت المحتل وأذاقته كأس المنون.

 

محاولات اغتيال
وتعرض الشهيد أبو حمزة لعدة عمليات اغتيال من قبل العدو الصهيوني،كان أبرزها عندما نجا من محاولة اغتيال تعرض لها بتاريخ الأول من ديسمبر من العام ألفين واثنين،حيث قامت طائرات العدو الصهيوني بقصف السيارة التي كان يستقلها على الخط الشرقي لمدينة غزة.

 

وترجل الفارس
في مساء يوم الخامس والعشرون من شهر ديسمبر من العام 2003م كانت فلسطين كانت على موعد مع ترجل فارس من فرسان الجهاد والمقاومة عن صهوة جواده عندما كان شهيدنا القائد مقلد حميد يستقل سيارة برفقة الشهيد القائد نبيل أبو جبر “الشريحي” شمال غزة،وإذ بصواريخ الغدر والحقد تنهال على جسديهما الطاهرين ليرتقيا للعلا شهيدين مقبلين غير مدبرين، وليكون دمهما شاهداً ودليلاً على صدق الطريق التي خاضوها، وليلتحقا بركب الشهداء وبرفاق الدرب من المجاهدين والمقاومين الأحرار.

 

العدو الصهيوني يتحدث
وخلال سرد العدو لعملية الاغتيال من خلال اعترافاته وحسب مصادر العدو الصهيوني التي ذكرها صباح يوم الجمعة اليوم التالي لعملية الاغتيال، والتي جاء فيها بأن القائد مقلد حميد، على حسب تعبير العدو هو قائد خلايا “سرايا القدس” التابعة للجهاد الإسلامي ويعد من أبرز قياداتها النشيطين في منطقة قطاع غزة، ويعتبر القنبلة الموقوتة المعدة للانفجار في كل لحظة في صفوف قوات الجيش الصهيوني، وأنه يقف وراء العشرات من العمليات التي تم تنفيذها ضد جنود الجيش الصهيوني ومواطنيها, وأن هذا القائد يخطط لعملية عسكرية كبيرة في قطاع غزة, ولذلك تم اتخاذ التدابير الأمنية وإفشالها وتصفيته للحد من أعماله الجهادية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى