شهداء فلسطينقصص الشهداء

الشهيد الطفل محمد الدرة

دمك ينير طريق المقاومين

دماء  الشهداء  صهيل  يشد الرحال إلى القدس وأكنافها…دماء الأطفال الذين أشعلوا انتفاضة الأقصى في 28 – 9- 2000  ستبقى  حاضرة كما يحضر الشهيد الطفل محمد الدرة الذي استشهد  برصاص الحقد الصهيوني في 30- 9- 2000 ولم تزل كلماته والده المناضل الفلسطيني جمال الدرة تصرخ “مات الولد“.

الطفل الشهيد محمد جمال الدرة   ولد يوم 22 تشرين الثاني 1988 بمخيم البريج في قطاع غزة. وعاش في أسرة تعود أصولها إلى مدينة الرملة التي احتُلت عام 1948. درس محمد الدرة حتى الصف الخامس الابتدائي وأغلقت مدرسته مع تصاعد الانتفاضة الفلسطينية.

كان برفقة والدة  في شارع صلاح الدين بقطاع غزة، وفوجئا بوقوعهما تحت نيران صهيونية ، فحاولا الاختباء خلف برميل إسمنتي لكن رصاص الحقد تواصل  تجاههما حتى استشهد الطفل…. وأصيب الأب إصابات بليغة. وقد وثقت الكاميرات التلفزيونية لحظة الاستهداف ونُشرت الصور في كل العالم ولم يتحرك هذا الضمير العالمي…لم تتحرك الأمم المتحدة فهناك دائما من يحمي كيان الاحتلال وأميركا بالمرصاد.

الشهيد محمد الدرة الذي اغتالته رصاصات الحقد الصهيوني شكل بدمائه عزيمة لأبطال الانتفاضة الفلسطينية التي توسعت في كل المدن والقرى الفلسطينية, وعمت كامل التراب الفلسطيني,. لم تقتصر الانتفاضة على مواجهات فردية…, بل غدت روحاً جماعية أذهلت العالم بتنظيمها- وأصبحت كلمة انتفاضة في القاموس العالمي تعني مقاومة شعب يرزح تحت الاحتلال ويسعى لنيل حريته.

في يوم الانتفاضة الثانية عام 2000 وذكراها واستشهاد الطفل محمد الدرة يعيد أبناء فلسطين وهج المقاومة ….ولا يستكينوا للمحتل. بل يواصلون دربها وإن عز السلاح….فبطل عملية ” هار أدار”  البطل  الشهيد نمر الجمل يثأر لمحمد الدرة ولكل الشهداء…وطريق المقاومة يتواصل حتى تحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني.

في ذكرى الشهيد الطفل محمد الدرة نستذكر بعض كلمات الشاعر محمود درويش التي قال فيها:

محمـــد

يريد الرجوع الى البيت، من دون دراجة .. أو قميص جديد

يريد الذهاب الى المقعد المدرسي

الى دفتر الصرف والنحو، خذني

الى بيتنا، يا أبي، كي أعد دروسي

واكمل عمري رويداً رويداً

على شاطئ البحر، تحت النخيل

ولا شيء أبعد، لا شيء أبعد

 

ستبقى دماء الشهيد محمد الدرة نجوما تضيء طريق المقاومين.

لينا عمر

زر الذهاب إلى الأعلى