شهداء فلسطينقصص الشهداء

الشهيد الطفل عثمان رامي حلس

دمك سيظل يلاحق القتلة

على عجل غادر المنزل  وكأنه لا يريد أن يشغله أحد في ظهيرة يوم الجمعة 13-7 يوم نصرة “الخان الأحمر” وصمود شعبنا في مواجهة كيان الاحتلال الذي يسعى لطرد كل فلسطيني متشبث بالتاريخ والأرض المقدسة.

على عجل غادر الطفل الشهيد البطل عثمان رامي حلس منزلهم في الشجاعية وصوته أمه يفرش الدعاء في دربه “روح يمه الله يحميك”. كان يسارع الخطى إلى رفاقه ليلتقي بهم في مكان التظاهرات شرق غزة – وقد أعد هتافات التضامن  وإرادة الحق مع شعبه – وهو الطفل الذي لم يكمل بعد ال15 عاماً ولم يزل على مقاعد الدراسة التي تحمل أحلاماً لمستقبل بلا مغتصبين.

يقول أحد أصدقائه : “عثمان كان يشارك بشكل دائم في مسيرات العودة – يركض كغزال و يشارك في اسعاف المصابين- ودائم التمني لينال الشهادة”. ويتابع “لم يكن يحمل إلا آلام شعبه في وجه القناصة الذين كانوا يتربصون بنا. ولم يعرف قلبه الخوف…كان أجرأنا في التقدم الى النقاط القريبة من الأسلاك الشائكة التي تفصلنا عن جنود الاحتلال”.

كانت الهتافات تعلو وتشتعل الإطارات وطلقات الغدر تتردد في المكان… ولا يأبه شباب مسيرات العودة, بل يواصلون تمسكهم  في التواجد في المكان  ولا يخيفهم رصاص كيان الاحتلال بالرصاص.

تقدم الشهيد الطفل البطل عثمان باتجاه الأسلاك الشائكة ولم يكن يعرف أن طلقة غادرة ستوجه اليه من قناص يختبئ وراء الكتل الاسمنتية وما إن علت قدمه على الأسلاك حتى غافله قناص بطلقة بالرأس وارتقى شهيداً.

لم يكن يحمل بندقية ولا رصاص ولا قنابل…,حمل فقط إرادة جيل لم يعرف النسيان.

شيعته غزة العزة بموكب مهيب وأمه يعتصرها الحزن على فراقه. وأدى المشيعون صلاة الجنازة على جثمان الشهيد الطفل عثمان رامي حلّس في مسجد “الخضراء”، في حي الشجاعية، شرقي مدينة غزة. ووري الشهيد في مقبرة الشهداء الإسلامية شرقي غزة.

يقول أحد أقرباء الشهيد:” استشهاد عثمان واستهداف الأطفال يؤكد أن هذا الاحتلال يجب أن يواجه بكل قوة…هذا احتلال غاصب يجب أن يزول من الوجود ومعركتنا مفتوحة معه”. رفاق عثمان ,أصدقاء المدرسة هتفوا في موكب تشييعه أنهم سيواصلون درب المقاومة ولن ينسوا دماء صديقهم ودماء كل الشهداء.

ارتقى الشهيد البطل الطفل عثمان شهيداً ..لكن صوته لم يزل يملأ المكان أن فلسطين كل فلسطين لنا…وسنعود إلى أرضنا مهما تجبر الاحتلال. هذا هو شعب الإرادة الذي لن ينكسر وسيبقى أميناً لوصايا الشهداء.

زر الذهاب إلى الأعلى