الشهيد الطفل أحمد شراكة
كثيرة كانت أحلام الطفل الفلسطيني الشهيد أحمد شراكة (13 عاما)، والتي مزقتها رصاصة أطلقها عليه جندي إسرائيلي خلال المواجهات انتفاضة القدس ، أمام مستوطنة “بيت إيل” المقامة على أراضي الفلسطينيية شمالي مدينة رام الله.
خرج أحمد، وهو من سكان مخيم الجلزون للاجئين الفلسطينيي، لمشاركة العشرات من الشبان الفلسطينيين في هبتهم الجماهيرية بالقرب من المستوطنة، واندلعت المواجهات هناك، أطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص الحي بشكل كثيف، ما أدى إلى إصابته برصاصة اخترقت رقبته وتسببت له بنزيف حاد في الدماغ والرئتين وأوقفت عمل القلب.
“استشهد الطفل، وانتشر الخبر في أروقة قسم الطوارئ بمجمع فلسطين الطبي، العائلة جميعها هناك”، يقول عبد الرحمن شراكة قريب الطفل الشهيد لـ”العربي الجديد”، في مشهد حزين جدا لما سيتركه رحيل أحمد من فراغ كبير في منزله المتواضع، وبين أزقة المخيم.
ترعرع الطفل في عائلة فقيرة لاجئة تنحدر من قرية بيت نبالا قضاء مدينة اللد المحتلة عام 1948. ويتميز بكثرة الحركة والتنقل ويعيش حياة عادية متواضعة في المخيم الفقير، ويملك الكثير من الحس الوطني، والمواجهة الدائمة مع جنود الاحتلال الذين ينفذون اقتحامات كثيرة للمخيم.
رحل الطفل صاحب الشقاوة والوجه البشوش، وترك ألما كبيرا لشقيقته التوأم “حنين” التي لم تستوعب بعد فكرة رحيله، وحزنا لأمه وأبيه كونه كان الطفل المطيع الذي يلبي كافة مطالب المنزل واحتياجاتهم، فأحمد طفل اجتماعي يشغل البيت بأكمله، بحسب ما يقول عبد الرحمن شراكة.
لطفل أحمد خمسة أشقاء إضافة إلي توأمه حنين، كان مسؤولا عن تلبية كافة احتياجات المنزل رغم أنه ليس أكبرهم، يقول عبد الرحمن: “أحمد هو الطفل الحاضر دوما في عائلته، سبق سنّه بكثير، فهو من يرافق أمه عندما تغادر المنزل إلى السوق، وهو من يتسوق لإخوته في المناسبات والأعياد، ويعتمدون عليه كثيرا”.
غيبت رصاصة الجندي الإسرائيلي، أحمد شراكة إلى الأبد، بينما سيبقى حاضرا في ذلك المنزل، وبين أزقة المخيم بصورته الاجتماعية المعروفة، وحركته التي تكاد لا تغيب، في الوقت الذي سيبقى فيه كرسيه في الصف السابع بمدرسة المخيم، فارغا يحمل ذكراة العصية على النسيان.