شهداء فلسطينوصايا الشهداء

الشهيد الطالب ساجي درويش

ساجي صايل درويش جرابعة (19 عامًا) من قرية بيتين قضاء رام الله، كان شاباً خلوقاً، يُحب أهله ومجتمعه ووطنه، وهو طالب في جامعة بيرزيت يدرس الصحافة والإعلام في سنته الثانية، وهو من الطلبة المجدين في دراستهم، كما أنه يواظب على أداء واجباته الدينية في المسجد. قبل أن يستشهد تطهر ثم صلّى، فاستشهد على وضوءه، وعُرف عنه حبّه المفعم للخيل، وتعلقه الشديد به.

إلا أن صرخة الأرض المسلوبة بالمستوطنات، والأقصى المعلق على أعواد المشانق، وغزة التي تكابد الموت في كل حين، والفلسطيني الصامد في وجهة عتو التهويد، أرادت أن لا تخرج بيرزيت من مكانها وقيمتها الرمزية بين الفلسطينيين والفعلية بنظر الصهاينة. وهذه الأفعال تذكرنا بقول الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي: “وعلينا أن نُبقي جذوة الصراع مشتعلة؛ لأن هذه الأمّة على موعدٍ مع الدّم؛ دمٌ يلوّن الأرض، دمٌ يلوّن الأفق، دمٌ يلوّن التاريخ، ودمٌ يلوّن الدّم، ونهر الدّم لا يتوقّف، دفاعًا عن العقيدة، دفاعًا عن الأرض والأفق والتاريخ، دفاعًا عن الحق والعدل والحرية والكرامة”.

تأتي جريمة اغتيال الشهيد ساجي في ظل تصاعد اعتداءات المستوطنين وجيش الإحتلال الصهيوني والاستهتار الواضح بحياة المواطن الفلسطيني، فقيام مستوطن صهيوني غاصب بقتل ساجي يشكل جريمة إنسانية كبيرة .

كان ساجي معتادًا على الذهاب إلى الحظيرة لإطعام الأغنام وراعيًا لها، فهذه الجزئية من حياة ساجي تعيد بنا تاريخ قضية وأرض، فأن تكون راعيًا من المؤكد أن علاقتك مع الأرض ستختلف، فالطبيعة تعيد تشكيلتك الأولى، فتتحد مع عناصرها، تخاطبك كل يوم بمفاهيمها، عبر رائحة التراب، صلابة الصخر، تقلبات الجو أمامك.. دقق بصورته مع حصانه كأنه يقول “وجدت أجوبتي” فأنا ابن هذه الأرض وأنا أرفض هذا المحتل.

 

” يا جُرح تفتّح يا جرح  ****يا أهلي هاتوا الملح

حتى يبقى حيّاً هذا الجرح  ****   حتى يبزغ من ظلم الليل الصبح ..

لن أغفرها لك لن أغفرها لك **** تلعنني أمي إن كنت غفرت

تلفظي القدس إن كنت نسيت”

زر الذهاب إلى الأعلى