الشهيد الشاب “محمد عرايشي”
“ست دقائق” تفصل ما بين الحياة والموت، هي ثواني بالنسبة لعائلة الشهيد محمد عرايشي من مدينة نابلس
في الضفة المحتلة، التي كانت جرعة أمل لعائلته، بعد غيبوبة استمرت أسبوعين منذ إصابته في 9 آب
الحالي، لتغمض عينيه للأبد بعد هذه الدقائق.باستشهادهم يتفتح الجرح كبيراً، وبفراقهم يعتصر القلب، لكنها ثقة
وإيمان أن فقدانهم ليس خسارة بل ثمن الدفاع عن الأرض والعرض والتضحية من أجل فلسطين.
والشهيد عرايشي أصيب خلال اقتحام قوات الاحتلال البلدة القديمة في نابلس قبل حوالي أسبوعين، أثناء تنفيذ
عملية اغتيال الشهداء الثلاثة: إبراهيم النابلسي، وإسلام صبوح، وحسين طه.
كان عرايشي، يعاني من جراح حرجة إثر إصابته برصاص الاحتلال “الإسرائيلي” في فخذه قبل أسبوعين،
حيث أصابت هذه الرصاصات الشريان الرئيسي في الفخذ وأثرت على الكلى.
الشهيد عرايشي، استيقظ من غيبوبته التي استمرت أسبوعين، ليطلب من شقيقته شربة ماء ومغادرة المستشف
ى ليرى ويرعى والده المقعد، فهو يتيم الأم منذ كان في الثالثة من عمره.
وبالأمس ووفقاً لعمه، توقف قلب عرايشي لدقائق وأعاد الأطباء إنعاشه لكنهم أعادوه على الأجهزة الطبية كما أول يوم
في إصابته قبل أن يرتقي اليوم شهيداً.
حالة من البكاء والعويل أصابت عائلته وذويه عند توديعه فمحمد كان يعرف عنه بأخلاقه العالية وحبه للغير وعطفه على
الآخرين، بالإضافة لرعايته لوالده المقعد، فلم يصيب أحداً بحزن في أي وقت.
الحزن أصاب الجماهير الغفيرة من مدينة نابلس التي شيعت جثمان الشهيد عرايشي، الذي ارتقى صباحاً متأثرًا
بإصابته الخطيرة برصاص الاحتلال قبل أسبوعين.وعَمَ الإضراب التجاري الشامل مدينة نابلس، حداداً على روح
الشهيد عرايشي، الذي ارتقى متأثراً بإصابته خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في البلدة القديمة.
ونعت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين إلى جماهير شعبنا وأمتنا، شهيد فلسطين الشاب محمد مرزوق
عرايشي (24 عاماً)، الذي ارتقى متأثراً بجراح أصيب بها خلال اقتحام قوات الاحتلال للبلدة القديمة بنابلس في التاسع من الشهر الجاري.
ونعت حركة الجهاد الإسلامي في بيان صحفي، الشهيد محمد عرايشة، الذي التحق بشهداء نابلس الأبطال
إبراهيم النابلسي وإسلام صبوح وحسين طه، أن ارتقائه يأتي في سياق عمليات القتل المتعمد لأبناء شعبنا على يد
اَلة البطش والإرهاب الصهيونية.
وشددت على أن هذه الجريمة البشعة، لن تنال من إصرار شعبنا على المضي في طريق الحرية والانعتاق من نير الاحتلال،
ولن توهن من إيمانه القوي بالمقاومة على طريق النصر وتحرير أرضنا وتطهير مقدساتنا.
ودعت إلى أن تتحول هذه الدماء الطاهرة وقوداً يشعل لهيب الانتفاضة في وجه الاحتلال وقطعان المستوطنين في ظل
الهجمة المسعورة على أهلنا وأبنائنا.