شهداء فلسطين

الشهيد الشاب محمد بسام شخصة

 نشأة محمد

بتاريخ 24/3/1993م، وفي ظل أسرة محافظة من أسر غزة المجاهدة، وُلد وتربى وترعرع محمد شخصة

في أسرة عريقة بالأخلاق الكريمة التي اكتسبتها من القرآن والسنة، لأنَّها كانت متمسكة بكتاب الله

عز وجل، تسكن في حي الشجاعية بمدينة غزة. فقد كان شهيدنا محمد يساعد والديه وجدته،

رحيماً بهم عطوفاً عليهم, يطيعهم في كلِّ ما يطلبانه، أما إخوانه, فقد كان شهيدنا يتعاون معهم

في كلِّ أعباء البيت وأعماله، يلح عليهم ويأخذ بهم إلى حلقات التحفيظ والمسجد.

وكذلك كان شهيدنا محمد في الحي الذي كبر وترعرع فيه، كان صاحب صدر كبير كما يصفه الناس

في حيه، يحنو على الجميع، وعلى علاقة قوية مع جميع أهل الحي دون استثناء، فكلهم أحبوه

لما وجدوا فيه من الصفات والأخلاق الحسنة.

أخلاق الشهيد

عرف محمد بابتسامته الصافية الصادقة الحانية التي ترتسم على شفتيه فكان لها الأثر الكبير في

كسبه لودِّ الجميع من حوله، ولقد استغل حب الناس له في دعوتهم للالتزام وطاعة الله، وحثهم

على الخير وحضهم على فعله، ونهيهم عن الشر، وتنفيرهم عن إتيانه، رحمه الله تعالى.

حصل الشهيد شخصة على شهادة الدبلوم في تخصص الهندسة المدنية بدرجة ممتاز، وأكمل

دراسة البكالوريوس بتخصص الهندسة المعماري، وتبقى له فقط مشروع التخرج.

خلال فترة دراسته التعليمية كان محمد يتصف بالعديد من الأخلاق والصفات الحسنة العالية،

التي جعلته محبوباً لكلِّ من عرفه، فهو الهادئ، المتواضع، رقيق القلب، لا يرضى بالظلم،

كريم مع أصحابه لا يبخل عليهم بأيِّ شيءٍ رغم ما يعانيه من ظروف اقتصادية صعبة للغاية.

يذكر أنّ الشهيد شخصة رحمه الله قد ترك بصمة جمالية رائعة في تصميم مسجد الشهيد

الدكتور فتحي الشقاقي شرق حي الشجاعية بغزة أثناء إعادة ترميم المسجد الذي دمرته

قوات الاحتلال في حرب 2014م، إضافة إلى مشروع مدينة سياحية والدخول في مسابقة

البوابة التي تفوق فيها على الكثير من المهندسين الرائعين.

في رحاب المسجد

كانت حياة المسجد منطلق مجاهدنا إلى دعوة الإخوان وإلى نهج القسام المقاوم، وبهذا كان

مجاهدنا محمد قد أحب طريق المساجد، وداوم عليها منذ صغره، فتربى التربية الإسلامية الحسنة.

التزمَ الشهيد البطل بصلواته في مسجد العائدون، وكان حريصاً على صلاةِ الفجر، وتميّزَ الشهيد

الصنديد بأعذبِ صفاتِ المجاهدين، الصدق؛ الطاعة؛ الالتزام؛ الشخصية الهادئة؛ النشاط المتواصل

دون كَلَلٍ أو مَلَلٍ.

التحق محمد بالأسر التنظيمية كي يتفقه في أمور دينه ومبادئ الحركة، وكان محافظاً على الصلوات

في المسجد وحلقات الذكر وأحكام القرآن وصلاة الفجر وقيام الليل والنوافل، حتى نشط في اللجنة

الإعلامية والاجتماعية والتي جعلته يحمل هموم أهل حيّه، إلى جانب مشاركته في كلِّ الأنشطة

التي كانت تنظمها الحركة من مهرجاناتٍ وأمسياتٍ وندواتٍ ومسيراتٍ وغيرها.

محمد وطريقه للجهاد

لم تعرف نفس محمد المؤمنة الصابرة القعود أو الركون إلى الدنيا، بل عزم النية على المضي قدماً

في طريق الحق رغم أشواك الطريق، لينضم القسامي المجاهد إلى صفوف مجاهدي كتائب

الشهيد عز الدين القسام بعد إلحاح وأصبح محمد في العام 2014م لينطلق برفقة إخوانه المجاهدين

إلى ساحات الجهاد ومواطن النزال يقاتلون العدو الصهيوني المحتل لوطنهم فلسطين .

تميز شهيدنا المجاهد وتفانى في سيبل الله رغبةً منه في نيل الشهادة في سبيله،

وتسابق مع كل إخوانه على الجهاد والتضحية والبذل، فكان شهيدنا وبشهادة قائد مجموعته

من أنشط الشباب وأحرصهم على الرباط، ملتزماً بمواعيده وبجميع الواجبات التي كان يكلف بها،

فتخصص في سلاح الهندسة، حيث كان يقوم بزرع العبوات الناسفة ليلاقي بها أعداء الله،

وقد حصل شهيدنا على العديد من الدورات العسكرية في تخصص الهندسة، وأيضاً دورات

في تخصص الضفادع البشرية. أمَّا حرصه على الرباط، فكان ملتزماً في أيام الرباط،

وتمتع الشهيد بالعديد من الصفات الطيبة التي زينت شخصيته الرائعة كان منها:

• السمع والطاعة لقيادة الحركة والقسام. •

كان عسكرياً شجاعاً واسع الصدر، يحب الإخوان دائماً بذكرهم بالله عز وجل

• الصبر، والأمانة والإخلاص، لقد عاش مخلصاً في عمله، سواء الجهادي أو الدعوي،

وكان مخلصاً في القول والعمل. فصاحب الخلق محمد أعطى بيعة الولاء لله عز وجل,

فكان نعم الجندي العامل لرفعة دينه الحريص على إعلاء راية الإسلام لتجاوز عنان السماء

رقياً وارتفاعاً في عزة الإسلام والمسلمين .

نال ما تمنا محمد

كان أبوه يحلم أن يفرح به ويزوجه، ويعد لذلك الشهور المتبقية على إنهاء دراسته في الهندسة المعمارية،

جهز له شقة الزوجية، لكن “محمد” تمنى أن يكون له عرس خارج هذه الدنيا حيث الخلود والحور العين.

نزل كالصاعقة على كل أحبائه ومن عرفه، ففي صبيحة يوم الجمعة الموافق(28/9/2018) خرج محمد

من المنزل مع رفقائه للمشاركة في مسيرة العودة وكسر الحصار في مخيم ملكة شرق مدينة غزة،

ليرتقي هناك وتنتهي مسيرة شهيدنا محمد.

صعدت هناك روح محمد الطَاهرة إِلى ربها شاهدةً على ثَباته وصبره واحتِسابه، فما وهن ولا استكان،

ولم يعرف للراحة طعم، ليلحق على عجل مبتسماً مرحاً سعيداً

بركب الشهداء، ورسم ملامح العزة والكرامة وأصالة رجال القسام، الذين حملوا رسالة أنّ الأرض فداها

الروح وكل ما نملك لأجل تحريرها. رحمك الله يا محمد وتقبلك شهيداً مجاهداً مع النبيين والصديقين والشهداء.

اقرأ المزيد:الشهيد رباح درويش زقوت

زر الذهاب إلى الأعلى