الشهيد الشاب ضياءالدحدوح
ميلاد الشهيد
في 24/12/1993 تنسم شهيدنا المجاهد ضياء الدحدوح نسيم قطاع غزة العليل،عاش وترعرع بين أحضان عائلة ملتزمة بتعاليم الدين الإسلامي، وضمن صفوف حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين لمع نجمه وسطع.
تلقّى شهيدنا تعليمه في مدارس منطقة تل الهوا والصبرة، وكان نِعمَ الطالب المتفوق والمحبوب من أساتذته وزملائه، وأكمل مشواره التعليمي وصولاً للمرحلة الجامعية وتخصص الإعلام.
تزوّج دحدوح بزوجة صابرة محتسبة، وكانت ثمرة زواجهم أن رزقهم الله بأربعة أطفال، أنشأهم على حب الدين والأخلاق الحميدة، ومعاملة الآخرين معاملة حسن.
الإنسان الملتزم
وكان شهيدنا ضياء نموذجاً يُحتذى به في طيبِ الأخلاقِ، حيث كان بارًا بوالديه مطيعًا لهما، ويشاركهم أدق تفاصيل حياته، محافظًا على صلاته وعباداته، ويسعى بشكل حثيث إلى تقديم المساعدة والعون للمحتاجين والأسر المتعففة.
أما عن علاقته مع إخوته، فكانت حبلاً متيناً ملؤها الحب والود والاحترام، حنوناً عليهم، محباً لهم، يرسم الابتسامة على وجوههم، وكان يردد دائماً: “لا مكان للحزن في بيتنا”.
وتمييز شهيدنا ضياء بابتسامته الجميلة التي لم تفارق وجهه، وعلاقاته الطبية مع أهله وجيرانه، وكان محافظًا على صلة الرحم، ومدِّ خيوط الود بين أهله وعائلته ومَن حوله من جيران وأصدقاء.فكان منذ صغره يرتاد المساجد وحلقات الذِكر ومراكز التحفيظ، حتى أصبح أحد أعمدة مسجد القدس الذي كان يشرف فيه على مركز التحفيظ.
في صفوف الجهاد والمقاومة
تأثر الشهيد كثيرًا بإخوانه الشهداء، ولم يَرق له أن يكون في صفوف القاعدين المتخلفين عن الجهاد، فألح على إخوانه في صفوف سرايا القدس, وبعد إصرارٍ كبيرٍ كان له ما تمنى وأصبح جنديًا مقدامًا في صفوف السرايا.
والتحق الشهيد ضياء بالعديد من الدورات العسكرية، فكان مجاهداً صاحب عقيدة صلبة وقدرات قتالية عالية، وشارك مع إخوانه المجاهدين في الرباط على ثغور مدينة غزة، ونفذ العديد من المهام الجهادية.
المجاهد الكتوم
كان الشهيد ضياء يتمتع بسرية عالية جداً، فكان يخفي طبيعة عمله عن الجميع، وتقول والدته: “كان ضياء كتوماً لأبعد حدود، لا يتحدث عن عمله لأي شخص، فعلى الرغم من أنه كان لا يخفى عليَّ شيئاً؛ إلا أن كل ما كنا نعرف عنه أنه في صفوف الجهاد الإسلامي؛ دون معرفة طبيعة عمله”.
رحيل الفارس
أصيب المجاهد ضياء الدحدوح، إثر انفجارٍ عرضي بتاريخ 6-5-2020م دخل على إثره في غيبوبة طويلة استمرت لمدة عام ونصف، لترتقي روحه بتاريخ 2-12-2021م، تاركًا خلفه مسيرةً جهاديةً مشرفةً وسيرةً حافلة بالتضحيات.