الشهيد الشاب خليل لبد
بايعوا الله عز وجل على المضي قدما في درب الشهادة، غير آبهين بوعورة الطريق، من حروب ونيران
ولهيب العدوان، خرجوا من رحم هذه الأرض ممتشقين سلاحهم الطاهر في وجه أعداء الدين والوطن.
نشأة الشهيد خليل
وُلِدَ “خليل لبد” بتاريخ 25/9/1993لعائلة فلسطينية مؤمنة مجاهدة، قضى فيها الشهيد طفولته أبلغَ
الأثر في بناء شخصيته المجاهدة، فذلك الطفل رضع لبن الكرامة والوطنية من تلك العائلة، شب منذ
طفولته وفق تربية خاصة،فكان عطوفاً، متواضعاً، مبتسماً على الدوام، باراً بوالديه،مطيعاً للجميع،
ذو روحٍ مرحةٍ محلقةٍ على من حوله، يتمتع بأنقى الصفات وأنبلها. عرف بين أقرانه ومعارفه بصاحب
“القلب الأبيض”، وهو الذي عرف بين أبناء عائلته وجيرانه ومعسكره جباليا وكل من عرفه أنّه يسامح
بلا تردد، ويعطي دون أن يأخذ، ولا يرد من يطلبه في أي شيء.
تعليمه
بدأ دراسته الابتدائية في مدرسة وكالة الغوث ذكور جباليا الابتدائية “و”، وبعد أن أنهى شهيدنا المرحلة
الابتدائية بنجاحٍ، ليلتحق بعدها بالمرحلة الإعدادية، ليشهد له الجميع من معلمين
وطلاب بحسن الخلق والمعاملة الحسنة، بالإضافة إلى أنه كان أحد أعضاء “الكتلة الإسلامية”
وكان عضواً فعالاً فيها، ويشاركُ في نشاطاتها. درس المرحلة الثانوية حتى الصف الثاني عشر
في مدرسة أحمد الشقيري، ولم يكمل دراسته ليتفرغ شهيدنُا للعمل، نظراً للوضع المعيشي الصعب،
فهو سند عائلته بعد وفاة والده قبل خمسة أعوام؛ حيث إنّه أكبر إخوانه الستة.
تزوج شهيدنا خليل من امرأة صالحة أنجبت له ثلاثة أبناء، أكبرهم محمد؛ خمس سنوات،
نغم؛ سنتان، وعبد الرحمن؛ 11 شهراً، وهو الذي أسماه تيمناً باسم صديقه الشهيد عبد الرحمن ضاهر،
رباهم على الفضيلة وحب الدين والوطن،وأوصاهما بالسير على دربه والمضي في طريقه المعبدة بالدماء من بعده.
في رحاب المسجد
منذ صغره أحب خالد أن يكون جنديا ً فاعلا ً نصرة للدين والوطن، ودفاعا عن أهله
وإخوانه ووطنه الحبيبة فلسطين من بطش الصهاينة، فالتزم صغيرا ً في مسجد “عماد عقل”
في معسكر جباليا ثم انتقل إلى مسجد أحمد بن حنبل، وكان حريصا ًأشد الحرص على الالتزام
في المسجد، والصلوات الخمس جماعة فيه.
شارك شهيدنا رحمه الله في العديد من النشاطات التي كانت تدعو إليها حركة حماس من مسيرات ٍ
ومهرجاناتٍ، فرأت قيادته أنه سيكون له شأنا ً عظيماً في العمل الدعوي، نظرا ً لنشاطه وإقدامه
فرشحته بأن يكون جنديا ًعاملا ً.
ميدان الجهاد
أحب خليل الجهاد صغيرا، وتمنى أن يحمل البندقية يوما ما لمقارعة أعداء الله اليهود ومن والاهم،
فكان يردد هتافات الجهاد، وعيناه ترنو إلى مواطن الجهاد والاستشهاد، وقلاع العز والشرف والكرامة.
انضم خليل إلى صفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام في بداية عام 2011 م من باب حبه للجهاد
والاستشهاد في سبيل الله، ورغبته الشديدة في الدفاع عن أرض فلسطين من دنس المحتل،
وكانت بدايته مشرقة في صفوف الكتائب. حرص خليل على السمع والطاعة لأمرائه، وعلى
التسابق إلى الجهاد والإعداد في سبيل الله، حيث كان من الجنود المميزين والمتفانين ،
وكان شهيدنا يسعى دائما لنيل الشهادة وخلال مشواره الجهاد المشرف، هذه أبرز الأعمال
الجهادية التي عمل بها شهيدنا المجاهد منذ انضمامه
وحتى شهادته بإذن الله.
• عمل الشهيد في صفوف القسام قرابة 8 أعوام، فكان نعم الجندي المطيع والشجاع.
• تلقى الشهيد خالد العديد من الدورات الجهادية والتدريبية التي من شأنها أن تطور من المستوى القتالي للمجاهد.
• كما يذكر أن الشهيد شارك في حفر الأنفاق القسامية ضمن مرحلة الإعداد والتدريب.
• كان له دور في صد الاجتياحات البرية على المناطق الشمالية لقطاع غزة.
• شارك خالد في العديد من المهمات الجهادية التي كانت توكلها له قيادته العسكرية.
عرف خليل بين اخوانه بحسن الأخلاق مقداماً، لم يكن كثير الكلام، من خيرة الرجال التي تحفظ السر
وتحفظ أمانة عملها الجهادي، ملتزماً بما يوكل إليه من مهام صعبة، مطيعا ولم يتوان عن ذلك أي لحظة،
ولم يتأخر عن أداء مهامه. ومن صفاته الجهادية أيضاً التي كان يتمتع بها أنه كان عسكرياً شجاعاً
واسع الصدر، يحب الإخوان دائماً بذكرهم بالله عز وجل ويحثهم على الصبر والثبات عند اللقاء. عاش واستشهد فارساً
اقرأ المزيد:الذكرى السنوية الأولى لعملية “نفق الحرية”