شهداء فلسطينقصص الشهداء

الشهيد الحاج حسن أبو حسنين ” أبو على “

نائب قائد اللواء و مسئول الوحدة الصاروخية

يهلُّ بدرا جهاديا في كل ميدان وساح، يستحث همم رفاقه لمقارعة العدو، يمضي واثقا بنصر ربه، يرقب سماء وطنه التي تحلق فيها صواريخ البراق والفجر في أي مواجهة مع الاحتلال الصهيوني، لا يأبه التهديد ولا الوعيد

ميلاد أسد هصور

ولد شهيدنا المجاهد بتاريخ  1/3/ 1982ولد  في كنف أسرة كريمة عفيفة أحبت فلسطين وأرضعت أبناءها حب الجهاد والمقاومة, وعلى عقيدة التوحيد أعدتهم, وعرفتهم مسالك الهداية والإيمان, وأبت عليهم إلا الولوج في سراديب مضيئة بنور العزة والكرامة والإباء, أبت إلا أن يعبروا الدنيا عبر بوابات الخلود والبقاء الأبدي, فعلمتهم حب الله ورسوله والدين والوطن, على هذه نشأ الفارس وتربى في أزقة مخيم البريج ” بلوك9″ حيث تقطن الأسرة بعد رحلة التهجير القسري من قريتها “يبنا” قضاء الرملة وهي أكبر قرى فلسطين المحتلة عام ثمانية وأربعين

الفوز بإحدى الحسنيين

الفوز بإحدى الحسنيين، هذا ما عمل له “أبو حسنين” منذ التحاقه بصفوف حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين منذ نعومة أظفاره، ومن ثمّ التحاقه بصفوف سرايا القدس مع اندلاع انتفاضة الأقصى في العام 2000

ويعتبر الشهيد حسن ثاني أشقائه الذين انضموا بقافلة الشهداء بعد استشهاد شقيقه “مصطفى” قبل نحو خمس سنوات.

شهيدنا حسن متزوج من زوجه الصابرة المحتسبة، وله من الأبناء أربعة ، ثلاثة ذكور وواحدة من الإناث، ويعد شهيدنا الثالث في اخوته ولديه سبعة أخوة، وشقيقتان ..

مشوار عز وفخر

فبهذه الصفات وهذه الروح العالية جعلت من فارسنا يشارك في العديد من العمليات والمهمات الجهادية التي نسلط الضوء على بعض منها فيما نتحفظ عن ذكر بعض الانجازات لدواعي أمنية.ففي العام 2003م وعندما اجتاحت قوات الاحتلال الصهيوني مخيم البريج حاصرت  قوات الاحتلال منزله، وطلبت منه الاستسلام ! بالمقابل رفض شهيدنا حسن ورد عليهم بمزيد من الطلقات والقنابل اليدوية مشتبكاً معهم حتى فرغ ما لديه من رصاص،  فتقدم أحد ضباط الاحتلال ومعه مجموعة من الجنود لاعتقال فارسنا الذي أصبح بلا ذخيرة كما اعتقدوا واهمين،  فأنقض عليهم فارسنا كالأسد الهصور مطلقاً ما بقي معه من رصاصات في مسدسه فقتله منهم ضابط وجندي واصاب العديد, فقرر العدو هدم المنزل عليه وهو حي يرزق، لينتقموا لهزيمتهم النكراء، فتم قصف المنزل بالصواريخ، ولكن الله خير الحافظين حفظ شهيدنا القائد “أبو علي” لهذا اليوم الذي ارتقى فيه إلى العلا .

وجاء حينها الشهيد القائد بشير الدبش لينعاه من فوق ركام المنزل، فإذ بحسن من تحت الأنقاض يصرخ ويقول: “ها أن حي أرزق ولا زال في العمر بقية، كما أصيب مرة أخرى في العام 2011م على شارع صلاح الدين بالقرب من دير البلح عندما قصفت الطائرات الصهيونية سيارة كان يستقلها هو ومجموعة من رفاقه أستشهد على اثرها الشهيد المجاهد محمد الغمري، كما وتعرض لمحاولة اغتيال في الدقائق الأخيرة بمعركة السماء الزرقاء عام 2012م، وفي كل مرة يزداد إصراراً على مواصلة الطريق، وظل الشهيد يعاني من إصابة في أطرافه حتى استشهاده، كما قصفت قوات الاحتلال بيته في معركة البنيان المرصوص عام 2014م.

ويسجل لشهيدنا حسن إعداد جيشاً من الاستشهاديين وتدريبهم وتجهيزهم للانفجار في أي معركة قادمة مع العدو الصهيوني، كما وأشرف على العديد من عمليات اطلاق الصواريخ على البلدات والمغتصبات الصهيونية القامة على أراضينا المحتلة.

ويعد شهيدنا حسن أبو حسنين صاحب الرد الأول والسريع على اغتيال الشهيد القائد أحمد الجعبري حطريق الجهاد والمقاومة

أم حمزة زوجة الشهيد “أبو حسنين” والتي بدت أكثر تماسكا أمام أطفالها الأربعة، تحدثت عن اللحظات الأخيرة التي سبقت استشهاد رفيق دربها، وقالت “دقائق معدودة كانت فاصلة بين إعداد الطعام والاتصال الذي جاءه، للتوجه سريعا نحو نفق للمقاومة الذي تم قصفه من طائرات الاحتلال”.

وعادت الزوجة الصابرة على فراق زوجها بشريط مليء بالذكريات، التي جمعت زوجة بشريك حياتها مدة 14عاما،  لتتابع: ” اختار زوجي طريق الجهاد والاستشهاد، قبل أن يجمعنا الله في بيت واحد بسنوات عديدة، إذ تقدم لخطبتي بعد أشهر قليلة من تدمير بيت عائلته فوق رأسه، ليصبح فيما بعد أحد المطلوبين للاحتلال الصهيوني”.

وتواصل” أعوام عديدة جمعتني بزوجي ووالد أطفالي، لم أعهد خلالها سوى زوجاً طيباً معطاءً وحنوناً، تميز بصبره على الابتلاء، وحرصه الشديد على حفظ أبنائنا القرآن الكريم، والصلاة في وقتها بالمسجد”.

وعن رحيله المفجع، أكدت الزوجة المكلومة، أن هذا الرحيل وهذا الاختيار الرباني له ما كان إلا دليل على صدقه وإخلاصه فيما كان يعمل له، حيث كان دائم الدعاء بأن يرزقه الله الإخلاص في العمل والفوز بإحدى الحسنيين إما نصرا أو شهادة، ونحن لا نزكيه على الله ونحسبه قد فاز بالحسنيين. كما قالت.

رحلة الخلود

كانت الشهادة حاضرة في وجدانه لم تغب عنه للحظة، وهو الذي أذاق العدو الصهيوني مراً علقما، فكان الثلاثون من أكتوبر من العام 2017م، يوماً سيسجله التاريخ بمداد دمٍ أحمره، حين تقدم القادة لإنقاذ الجنود فسبقوهم إلى جنة أعدت للشهداء منزلا، فكان ارتقائه وثلة من المجاهدين الأطهار يوم الاثنين 30/10/2017 م، مع ثلة من المجاهدين الأطهار في جريمة صهيونية استخدم فيها الاحتلال الغاز السام، فكان ارتقائه وأحد عشر مجاهداً يتقدمهم قائد لواء الوسطى الشهيد القائد عرفات أبو عبد الله ونائبه القائد حسن أبو حسنين نحسبهم ولا نزكي على الله أحداً .

زر الذهاب إلى الأعلى